السلام عليكم ورحمة الله
أصبح الظن والمظنون في علم الأنساب وسيلة من وسائل إثبات النسب
أقدم هنا أول دراسة لأحد الباحثين في علم الأنساب بخصوص التعامل مع {{ الظن }}
والله من وراء القصد
..........
إعلام أهل الفن في توبيخ وزجرِ من يَنسُب الناس بالظن
بقلم
أحمد بن سُليمان بن صبَاح أبو بكرة الترباني
http://alturbane.blogspot.com/2014/07/blog-post.html
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد :
ظهر بعض المُتنَّطعين والذين } دَّحشوا { أنوفهم في ( عِلم الأنساب ) بجهل ( !! ) وصاروا يُقَّعِدوا قواعد تَصُب في حِجر الأدعياء ، حتى مَّيعوا عِلم النسَّب الشريف وجعلوا بابه مُشرعٌ لِكُلِ من هَب ودَّب وخاصة في ( أنساب آل البيت ) .
وقد كثُرَ في هذا الزمن استعمال } لُعبة الظن ـ الشك والتخمين ـ { في ربط الأنساب من بعض الجهلة ، وصاروا يُلحقوا الزنيم بالنسب الهاشمي بـ ( الظن !! ) ويدَّحشوا النبط في لُب العرب ومعاليقُها بـ ( الظن ) !! .. فلا حول ولا قوة إلا بالله ..
وقد جعلت رسالتي على هذا المنوال :
1ـ تعريف الظن .
2ـ لا يجوز الحُكم بالظن في أرحام الناس .
3ـ استعمال الظن في الأنساب من عادة أهل الكذب والارتياب .
4 ـ أمثلة على استعمال الظن في الأنساب عند الجهلة .
ونشرع في لُب الرسالة
باب ( 1 ) ـ ( تعريف الظن ) .
الظن هو الشك خلاف اليقين .
والظن أنواع ؛ منه ( الكذب ، التهمة ، الحسبان ، الشك ، اليقين ) ومعنى اليقين هنا ( !! ) خارج عن محور رسالتنا ، لأن اليقين هو الاعتقاد على علم .
أما الظن الذي نحن في صدد توبيخ من يسلك مسلكه فهو ( الشك والارتياب والكذب ) الخالي من الأدلة والبراهين .
قال تعالى : {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين} [الجاثية:32]. وقال : {إن الظن لا يغني من الحق شيئا} { يونس 36 }.
قال الطبري في ( تفسيره )[1] : ( القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وما يتبع أكثر هؤلاء المشركين إلا ظنا، يقول: إلا ما لا علم لهم بحقيقته وصحته، بل هم منه في شكٍّ وريبة ..... ).
قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ : ( إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ... )[2]..
ولأنه خالي من الدليل والبرهان صار كذباً .
قال العسكري في ( الفروق )[3] : ( والشاك يجوز كون ما شك فيه على إحدى الصفتين لأنه لا دليل هناك ولا إمارة ) .
واستعمال الظن عند الأصوليين من باب الترجيح لكن على ضوء حجة وبرهان ، أما هؤلاء الذين دَّحشوا أنوفهم بعلم النسب فهم يستعملون الظن ( !! ) بلا حجة ولا برهان ، إنما هكذا ( عنزة ولو طارت ) ترجيح خالي من القرائن العلمية .. وهو ارتياب وكذب
باب ( 2 ) ـ ( لا يجوز الحُكم بالظن في أرحام الناس )
من نظر إلى منهج بعض أدعياء علم النسب اليوم ( !! ) وركوبهم مركب ( الظن ـ الشك والارتياب ـ ) يعلم خطورة هذا المنهج المسخ ( !! ) .
فهل يُعقل أن يقول أحد العقلاء : } أظن أنا أبن فلان !! { أم يقول : } أجزم أني ابن فلان بن فلان {.
وإذا زعم أحد أدعياء علم النسب ، أن فلان من القبيلة الفلانية بـ ( الظن !! ) فنطالبه بإثبات ذلك ببرهان واضح ، فإن لم يستطع إثبات ظنه ببرهان علمي فهذا فساد وظُلمة .
فكل قول لم يقم على نص وبرهان فهو ساقط لا عبرة به .
والمصيبة أن بعض هؤلاء الأدعياء يستعملونه في أرحام الخلق ( !! ) وخاصة في نسب ( آل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ ) وهذا النسب يترتب عليه أحكام شرعية ، فلا يُقبل أي قول إلا بحجة وبرهان علمي وليس بالظنون والشكوك .
قال القرطبي في ( تفسيره )[4] في حالة الظن الخالي من الدليل والبرهان : (أن يقع في النفس شيء من غير دلالة فلا يكون ذلك أولى من ضده ، فهذا هو الشك ، فلا يجوز الحكم به، وهو المنهي عنه على ما قررناه آنفا ).
باب ( 3 ) ـ ( استعمال الظن في الأنساب من عادة أهل الكذب والارتياب ) .
من عادة أهل الإدعاء والكذب أنهم يُكثروا من استعمال هذا المسلك المسخ ( !! ) .
وما أجمل قول النسابة ابن الجواني : : ( أظنه فلان بن فلان بن فلان، والأنساب لا تثبت بالظن في الانتساب، فلا يحتج بالظنون إلا كل مرتاب دعي كذاب، كلامه مضطرب الهندام، كأنه تجربة الأقلام.)[5] .
وهذا والله هو الحق ، فمن نظر إلى منهجية أدعياء النسب وكيف عاثوا في انساب العرب ، عرف أن هذا القول قد ضرب مفاصل الصواب .
فمن استعمل الظنون في ربط الأنساب فهو كذاب مرتاب .
باب ( 4 ) ـ (أمثلة على استعمال الظن في الأنساب عند الجهلة ).
عندما تقوم الحُجة على بُطلان نسب ما ، وبيان أن فلان غير مُعقب أو مُختلق وليس له ذكر من بين أعقاب المُنتسب له ( !! ) يتحول بعض الأدعياء بدون حجة وبرهان إلى الحيلة المكشوفة باستعمال (الظنون ) ( !! ) فقط لإثبات ما يريدون ولو بالجهل والكذب .. وهاك أخي الكريم بعض الأمثلة والتي سَبَّرتُها من مناهج بعض الأدعياء :
1ـ يشتهر نسب ما ، بأنه من عقب الحسن العسكري ( !! ) فتقوم الحُجة على إثبات أن لا عقب قائم للعسكري ( !! ) فيفروا إلى الظنون ( !! ) فيقولون : ( أظن هذا النسب من عقب علي الهادي !!! ) ويثبتون ذلك ( !! ) وكأن الأنساب مزاجية على الكَّيف ( !! ) بنفجال قهوة يُبدل ويصحح بالظنون ( !! ) .
وهذا الظن المقيت ( !! ) خالي من البراهين والحُجج ، فأين الأدلة والبراهين على أن هؤلاء من عقب علي الهادي وليس العسكري ؟!!!
فإن لم يأتوا بأدلة علمية واضحة في نفس الجذم المُشار لهم ، فالنسب باطل فلم يثبت للعسكري عقب كما هو عند دهاقنة أهل التحقيق .
2ـ عندما يُبين فحول أهل النسب أن ذاك الرجل الذي ينتسب له بعض الناس ( !! ) لا صلة له بالشرف ( !! ) أو لا صلة له بهذيل أو جُذام أو أو .... الخ ، يتحول هؤلاء الأدعياء لمنهجهم المسخ للترقيع ( !! ) فيقولون : ( لا ؛ هم ليسوا من ذاك الرجل إنما نظن أنهم من عقب أخيه أو ابن عمه ) ( !!!! ) ..
طيب وما هو البرهان والحُجة على هذا الظن ؟!! .. لا شيء ( !! ) لا دليل ولا برهان إنما هي ظنون أهل الكذب والارتياب ...
وكتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح أبو بكرة الترباني .
________________________________________
[1] ـ ( 4/324) .
[2] ـ البخاري ( 6064 ) .
[3] ـ ( 1/ 303 ) .
[4] ـ ( 16 / 331 ) .
[5] ـ ( بغية الطلب ) ( 1/465) .