اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال إسماعيل
السلام عليكم ورحمة الله
عيد مبارك يا إخوتي وكلّ عام وأنتم بخير
أرجو ممن لديه أي معلومات عن نسب سيدي الهواري المدفون بتيارت عند الحدود مع تيسمسلت أن يمدّنا بها
وما هي علاقته مع سيدي الهواري المدفون بوهران، وسيدي الهواري المدفون بتيميمون، وسيد الهواري المدفون بعين تموشنت، هل هم شخصية واحدة، كثرت حولها الحكايات، أم فعلا هناك 4 أو أكثر من سيدي الهواري؟؟؟؟
أترك المجال مفتوحا للباحثين، والذي يهمنا كثيرا هو سيدي الهواري المدفون يتيارت، ما هو نسبه؟؟
أقبل حتى بالحكايات والأساطير، المعقولة والغير معقولة، لأن المادة العلمية في هذا الباب قليلة، فمن سمع بأي شيء حول هذا الولي فليكرمنا بعلمه
وشكرا
|
سيدي الهواري
نسبه ومولده:
محمد بن عمر الهواري، أبو عبد الله: متصوف، فقيه، مالكي، عالي الشهرة في المغرب، له أخبار كثيرة، ولد في مغراوة، وعلم بباجة وأقام بفاس، ورحل إلى المشرق رحلة واسعة، ثم استقر وتوفي بوهران، كان زاهدا متقشفا، متباعدا عن الملوك والأمراء، أكثر الكتاب الفرنسيون من الكتابة عنه، ومنهم رينيه باسيه (المتقدمة ترجمته)، وقال أحدهم (ديستنج): كان يقرأ الأفكار فيحدث كلا بما في نفسه وهي من كرامته رضي الله عنه.
رحلاته وطلبه للعلم:
تعلم القرآن والعلم مبكرا وبدأ الأسفار منذ السن السادسة عشر من عمره، إذ درس على العلماء بالصحراء, ثم بجاية على يد الشيخين أحمد بن إدريس وعبد الرحمان الوغليسي صاحب المقدمة الوغليسية في الفقه رضي الله عنهما وهما أستاذي المؤرخ المشهور ابن خلدون صاحب المقدمة.
و من بجاية توجه إلى مدينة فاس, أين حفظ كتاب المدونة الكبرى للإمام مالك سنة 1374م وهو في سن 25 سنة وهو السن الذي كتب فيه كتابه - السهو في الطهارة والصلاة - باللغة الدارجة تبسيطا للناس.
و بعد أن أصبح مدرسا بمدينة فاس المغربية شد رحاله إلى المشرق العربي عبر تونس وليبيا، وأقام بالأزهر الشريف وتتلمذ على يد الشيخ الحافظ العراقي صاحب كتاب طرح التثريب وصاحب الألفية وشرحها ثم التحق بالحجاز أين أدى فريضة الحج وزار المدينة وعلمائها وانتقل بعدها إلى فلسطين وحضر عدد من الدروس بالمسجد الأقصى ثم إلى دمشق يدرس العلم ورجع أخيرا للجزائر مباشرة إلى وهران التي كانت تعج آنذاك بالثقافة والعمران والتجارة، فأقام زاويته فيها و عكف رضي الله عنه في نشر العلم وتعاليم الدين السمحة، ظل رضي الله عنه يعلم الدين بوهران ويفتح المدارس الدينية والقرآنية ويعلم الفقه والحديث وشتى علوم الدين حتى تَكَون له عدد كبير من التلاميذ والمريدين الذين أناروا وهران عبر تاريخها ومن لحقهم من تلاميذ إلى يومنا هذا.
مؤلفاته:
له تآليف عدة منها (السهو والتنبيه) منظومة غير معربة ولا قائمة الأوزان، و (التسهيل) و (التبيان) و (تبصرة السائل).
وفاته:
توفي بوهران سنة 1439 عن عمر يناهز 89 سنة من العلم والبذل.
تلاميذه:
كان من أهم تلامذته الشيخ العلامة إبراهيم التازي الذي كان له أثر كبير في وهران.
هوامش/
وهران: مدينة ساحلية تعد ثاني أكبر مدينة بالقطر الجزائري بعد العاصمة الجزائرية "الجزائر"، وهي أحد أهم مدن المغرب العربي، تقع في شمال غرب الجزائر.
إبراهيم التازي: من أبرز الشخصيات الصوفية والعلمية التي عرفها المغرب الأوسـط خلال القرن التاسـع الهجري/ الخامس عشر الميـلادي توفي في التاسع من شعبان 866 هـ، ودفن بزاويته في مدينة وهران.
المراجع
كتاب الأعلام للزركلي
* البستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان ص: 228 - 236 للعلامة أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الملقب بابن مريم.
* تعريف الخلف برجال السلف للحفناوي ج1: ص: 170
* نيل الابتهاج بتطريز الديباج ص: 303 للشيخ أحمد بابا التنبكتي المالكي
المصدر : مدونة برج سيدي عزوز
اما فيما يخص سؤالكم حول علاقته بسيدي الهواري دفين تيميمون ففي المقال التالي الذي سادرجه يبين حقيقة غريبة جديدة على كل الجزائريين و هي ان سيدي الهواري ليس مدفونا بوهران كما يعلم الجميع بل بمنطقة تيميمون
"البلاغ تكشف معتقدا خاطئا صدقه الجزائريون لقرون:
الإمام سيدي الهواري يرقد بقصر أغلاد بتيميمون وضريحه بوهران قبر فارغ
مقال أعدّه للبلاغ مدير النشر : محمد عبد الجليل سلطلنة
تكشف البلاغ في هذا التحقيق الميداني وتميط الغطاء عن واحدة من أكبر المغالطات
التي صدقها الجزائريون عامة والوهرانيون على وجه الخصوص طيلة قرون مضت، وحتى نلتزم
بالأمانة الصحفية فإن الصدفة وحدها قادتنا لأن ندرك حقيقة لم تخطر بقلب بشر من قبل
ولم يساور الشك أحدا بشأنها ... قد يبدو غريبا إن قلنا أن الإمام سيدي الهواري ليس
مدفونا بضريحه المعروف الذي يزوره كل الناس بحي سيدي الهواري بوهران وأن هذا الضريح
في الأساس لا يحوي أي جثمان بداخله، وقد يبدو أغرب إن قلنا أن جثمان هذا الولي الصالح
مدفون في حقيقة الأمر على بعد أكثر من 1200 كلم جنوب وهران تحديدا بقصر أغلاد ببلدية
أولاد سعيد بتيميمون!...
في البداية لم يكن الأمر يتعدى نزهة سياحية لقضاء بعض أيام العطلة في
صحراء أدرار، وبعد الوصول قابلنا أحد الأساتذة الذي أخبرنا بعد تجاذب لأطراف الحديث
أنه سمع من أحد الشيوخ المحليين روايات تفيد أن الولي الصالح الإمام سيدي الهواري مدفون
بالمكان المذكور في ضواحي تيميمون، ولأن الشك
أساس اليقين كان لابد من حمل هذا الكلام محمل الجد فكانت الإنطلاقة صوب قصر أغلاد ببلدية
أولاد سعيد، وبعد قطع عشرات الكيلومترات تزاوجت فيها كثبان الرمال أو ما يسمى بالعِرق مع
الحمادات الشاسعة لتحتضن كلاهما بساتين النخيل الباسقة وبقايا القصور القديمة، كان
الوصول إلى فسحة صحراوية من الرمال الذهبية تتوسطها قبة بيضاء قديمة بابها مقفول، إستقبلنا
هناك الحاج مصمودي محمد ذو السادسة والستين من العمر، فابتدرناه بأول سؤال: هل فعلا
الإمام سيدي الهواري مدفون في هذه القبة وفي هذا الثلث الخالي من الصحراء؟ ... نعم،
أكد لنا الحاج مصمودي، هذا قبره وهنا يرقد الولي الصالح ... ولكن كيف دفن هنا ومتى
جاء ولماذا نعتقد جازمين بأنه مدفون في وهران؟
الحاج مصمودي هو أكبر أفراد عائلته في الوقت الحالي وهو المكلف والقيّم
على شؤون الضريح، قال لنا أن الإمام سيدي الهواري بعدما أدرك التصوف ولما بلغ أرذل
العمر استقر به المقام في قصور أولاد سعيد بتيميمون وتفرغ للتدريس بهذه المنطقة إلى
أن مات فيها ودفن بهذا الضريح في قصر أغلاد، وقد كانت المنطقة وقتها تشهد حروبا قبلية
كثيرة وكانت القبائل تغير على بعضها البعض، فطلب من سكان أغلاد قبل وفاته أن يدفنوه
في الجهة التي كان يغير عليهم الأعداء منها وهو ما حدث فعلا فكانت كرامة من كراماته
دفعت الشر عن سكان قصر أغلاد.
يقول الحاج مصمودي أن الإمام سيدي الهواري أسس زاوية بأولاد سعيد كان
يدرس فيها ستين طالبا، وفي أحد أعياد الأضحى إجتمع بطلبته وأخبرهم أنه لم يجد مالا
لشراء أضحية وطلب منهم أن يتطوع من بينهم من يذبحه، وصعد إلى سطح الزاوية وبقي ينتظر
من يقبل بالإمتحان، فصعد طالب طاعة وإكراما لشيخه ليفاجئه سيدي الهواري بمنحه بذلة
جديدة وكبشا سمينا ليذبحه فسال دم الأضحية من سطح الزاوية ورمى الإمام بذلة الطالب
القديمة من السطح أيضا، ثم صعد طالب ثان وثالث ورابع وخامس وسادس بينما هرب البقية
ظنا منهم أن الدماء المراقة من السطح هي لرفاقهم الطلبة شأنها شأن الملابس القديمة
المرمية، وهكذا اصطفى سيدي الهواري لنفسه هؤلاء الطلبة الستة من بين الستين طالبا فكانت
هذه قصة المثل القائل: يا ستة من ستين.
هذا الولي الصالح كانت له كرامات حتى بعد وفاته منها تلك التي رواها لنا
الحاج مصمودي والتي مفادها أن أحد "المجذوبين" في سنة ١٩٦٣ أراد مرة زيارة
ضريح الإمام فوجد الباب مغلقا فاستشاط غيظا وجمع الحطب وأشعل النار عند الباب في محاولة
لإحراقه ثم فر بعيدا، ولما جاء سكان أغلاد لإطفاء الحريق فوجئوا بعدم اشتعال النيران
في الباب وعدم احتراقه!
وحسب محدثنا فإن جميع الروايات التي تقول أن الإمام مدفون بوهران كاذبة
وأن هذا الضريح هو قبره الحقيقي كما أن سكان قصر أغلاد كانوا لا يزالون إلى سنوات قليلة
مضت يحتفظون بوصيته التي كتبها بخط يده والتي يوصي فيها بدفنه في هذا المكان قبل أن
تضيع هذه الوصية وربما تكون تحت الرمال يقول الحاج مصمودي، الذي كشف لنا أن وعدة الإمام
سيدي الهواري يتم إحياؤها بالمنطقة كل سنة في السابع عشر من رمضان ويقوم الطلبة فيها
بختم المصحف كاملا وإهداء ثواب قراءتهم لروح الإمام.
من تيميمون إلى وهران ... الحقيقة تتجلى
بعد سماع هذه الحقائق المثيرة كان لابد من زيارة غير عادية هذه المرة
لضريح الإمام بحي سيدي الهواري بوهران، سألنا "الخديمة" عما إذا كان فعلا
سيدي الهواري هو من يرقد بهذا الضريح أم أنه فارغ، كذبت الأمر بشدة وراحت تقسم بأغلظ
الأيمان أن الإمام مدفون هنا، ثم قامت لتستقبل إحدى الزائرات التي قصدت الضريح طمعا
في الزواج وأسبلت عليها برنوسا وقالت لها: ستتزوجين عما قريب، وأعطتها الشابة مبلغا
من المال أي زارتها مثلما يتعارفون عليه، لم ترق لنا هذه الأعمال التي تشين بتاريخ
الإمام وفكره فقصدنا مقر الزاوية العلوية المقابل للضريح بحي سيدي الهواري أين استقبلنا
شيخ الزاوية الحاج بلقايد أحمد الذي أكد لنا تأكيدا قاطعا أن الضريح المزعوم للإمام
بوهران ما هو إلا قبر فارغ لا يحوي أي جثمان وأن أغلب الناس منخدعة بما تقوله لها
"الخديمات" اللواتي لا يهمهن سوى جمع المال، وعما إذا كان فعلا مدفونا بتيميمون
لم يجب الحاج بلقايد أحمد لا بالنفي ولا بالتأكيد قائلا أن كل ما يعرفه هو أن سيدي
الهواري ليس مدفونا بوهران، وربما هو مدفون بشعبة اللحم بعين تموشنت إلى جوار شقيقه
سيدي سعيد , ويذكرالدكتوريحيى بوعزيزفي كتابه"مدينة وهران عبرالتاريخ"أن هناك عدة روايات متضاربة حول مدفن سيدي الهواري فمنهم من قال إنه مدفون بحاسي الغلة وهناك من قال خارج المدينةعلى الطريق المؤدي إلى عين تموشنت وتلمسان."