بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال ابن خلدون : " إذا كنت قد استربت فى عددهم وكانت السنون الماضية منذ أولهم محصلة لديك فعد لكل مائة من السنين ثلاثة من الآباء ، فإن نفدت علي هذا القياس مع نفود عددهم فهو صحيح، وإن نقصت عنه بجيل فقط غلط عددهم بزيادة واحد فى عمود النسب،وإن زاد بمثله فقط سقط واحد. وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم إذا كان محصلاً لديك".المصدر: تاريخ ابن خلدون : ج1 ص171 ـ 172
والحق أن هذا معيار غالبى لا مطلق تابع لنوع الأشخاص وأعمارهم وتناسلهم
فإن القرن يمكن أن يكون ظرفاً لست حلقات من سلسلة الآباء كما يمكن أن يكون ظرفا لحلقتين ، فلو فرضنا أن الرجل تزوج بعد البلوغ مباشرة وأنجب ثم الابن أنجب بعد البلوغ وهكذا لحصلت فى كل ست عشرة سنة حلقة من النسب ، ولهذا نري فى بعض الأعمدة خمسة آباء فى القرن بينما نرى فى غيرها شخصين فقط أو ثلاثة ، وعليه فلا يمكن التعويل عليه كمعيار واقعى للحكم بصحة نسبة أو خطئها.
نعم إذا كان العدد فى كل قرن خارج عن ظرفيته فلا يبقي شك فى خطأ العدد، كأن ينهى أحد فى زماننا نسبه إلي على بن أبى طالب (عليه السلام) بمئة ظهر أو ينهيه بأربعة أظهر.
لقد وضع ابن خلدون في تاريخه, قاعدة يمكن من خلالها التعرف ولو نسبياً على عدد الآباء في سلسلة النسب , فقال : إن بين كل جيل والذي يليه 33 سنة .
فإذا ما نظرنا إلى فترة الزواج عند الرجل , فإنه يمكن حصرها من سن 20 إلى سن 60. فتكون فترة الإنجاب لمدة 40 سنة , مع إمكانية وجود شواذ عن هذه الفترة قبلها أو بعدها. وبناء عليه فقد يلد المولود وبينه وبين أبيه 20سنة أو 30 سنة أو حتى 40 سنة.
فالمسألة هنا تكون نسبية , وبالتالي نعتمد على المتوسطات في حسابنا لهذه الفترة .