العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > استراحة الأشراف الأدارسة > الرقائق والتزكية
 

الرقائق والتزكية البحث من خلال تراث الأمة عن منهج حقيقي يهدف إلى تزكية النفس وتربيتها على القيم الروحية والقواعد الإسلامية السامية.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 11-09-2011, 03:12 PM
الصورة الرمزية السر المهتدى الشريف
السر المهتدى الشريف السر المهتدى الشريف غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 




افتراضي أبجدية التصوف

[frame="1 10"]

أقدم لكم إخواني أجوبة سديدة على أسئلة عديدة
أجاب عنها العلامة الإمام الرائد الشيخ/محمد زكي الدين إبراهيم
رائد العشيرة المحمدية - في كتابه الرائع أبجدية التصوف
وذلك من خلال سؤال وجواب أترككم مع
السؤال الأول
1. ما هو المقصود بالتصوف الإسلامى ؟
1. وهل مورس هذا التصوف فى عهد رسول الله e ؟
2. ولماذا يختلفون فى تعريف التصوف ؟
3. ولماذا يختلفون فى تحديد مصادره ؟

* * *

الجواب :
1. المقصود بالتصوف الإسلامى ، يعرف من تعريفاتة كثيرة :
التى تتلخص كلها فى أن :
" التصوف هو : التخلى عن كل دَنِى ، والتحلى بكلى سَنى "
سلوكاً إلى مراتب القرب والوصول ، فهو إعادة بناء الإنسان ، وربطه بمولاه فى كل فكر ، وقول ، وعمل ، ونية ، وفى كل موقع من مواقع الإنسانية فى الحياة العامة " .
ويمكن تلخيص هذا التعريف فى كلمة واحدة ، هى : ( التقوى ) فى أرقى مستويات الحسية ،والمعنوية .
فالتقوى عقيدة ، وخٌلق ، فهى معاملة الله بحسن العبادة ، ومعاملة العبادة بحسن الخلق ، وهذا الاعتبار هو ما نزل به الوحى على كل نبى ، وعليه تدور حقوق الإنسانية الرفيعة فى الإسلام .
وروح التقوى هو ( التزكى ) و ] قد افلح من تزكى [ " سورة الأعلى ، الآية : 14 .
و ] قد أفلح من زكاها [ " سورة الشمس ، الآية : 9 ".
2. وبهذا المعنى تستطيع أن تستيقن بأن التصوف قد مُورس فعلاً فى العهد النبوى ، والصحابة ، والتابعين ، ومن بعدهم .
وقد امتاز التصوف مثلاً بالدعوة ، والجهاد ، والخلق ، والذكر ،والفكر ، والزهد فى الفضول ، وكلها من مكونات التقوى ( أو التزكى ) وبهذا يكون التصوف مما جاء به الوحى ، ومما نزل به القرآن ، ومما حثت عليه السنة ، فهو مقام ( الإحسان ) فيها ، كما أنه مقام التقوى فى القرآن والإحسان فى الحديث : مقامُ الربانية الإسلامية ، يقول تعالى : ] كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب بما كنتم تدرسون [" سورة آل عمران ، الآية : 79 .
هذا هو التصوف الذى نعرفه ، فإذا كان هناك تصوف يخاف ذلك ، فلا شأن لنا به ، ووزره على أهله ، ونحن لا نُسأل عنهم فــ " كل امرئ بما كسب رهين " والمتصوف شئ ، والوفى شئ آخر .
3. أما الاختلاف فى تعريف التصوف، فهو راجع إلى منازل الرجال فى معارج السلوك ، فكل واحد منهم ترجم أساسه فى مقامه ، وهو لا يتعارض أبداً مقام سواه ؛ فإن الحقيقة واحدة ، وهى كالبستان الجامع ، كلٌ سالك وقف تحت شجرة منها فوصفها ، ولم يقل إنه ليس بالبستان شجرٌ سواها ومهما اختلفت التعريفات ، فإنها تلتقى عند رتبة من التزكى والتقوى : أى الربانية الإسلامية ، أى ( التصوف ) على طريق الهجرة إلى الله ] ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين [" سورة الذرايات ، الآية 50 – وقال : ] إنى مهاجر إلى ربى [ " سورة العنكبوت ، الآية : 26 " .
فالواقع أنها جميعاً تعريف واحد ، يُكمل بعضه بعضاً .
4. أما الاختلاف فى تحديد مصادر التصوف ، فدسيسة من دسائس أعداء الله ؛ فالتصوف كما قدمنا " ربانية الإسلام " ، فهو عبادة ، وخلق ، ودعوة ، واحتياط ، وأخذ بالعزائم ، واعتصام بالقيم الرفيعة ، فمن ذا الذى يقول : إنه هذه المعانى ليست من صميم الإسلام ؟
إنها مغالطات ، أو أغالط نظروا فيها إلى هذا الركام للدخول على التصوف من المذاهب الشاذة ، أو الضالة ، ولم ينظروا إلى حقيقة التصوف .
والحكم على الشىء بالدخول عليه / غلطٌ أو مغالطة .
والحكم على المجموع بتصرف أفراد انتسبوا إليه صدقاً أو كذباً : ظلم مبين ..
وهل من المعقول أن يترك المسلمون إسلامهم مثلاً لشذوذ طائفة منهم تشرب الخمر ، أو تمارس الزنا ، أو تحلل ما حرم الله ؟
وهل عملُ هؤلاء يكون دليلاً على ان الإسلام ليس من عند الله ؟! .... شيئاً من التدبر أيها الناس !!! .

[/frame]

 

 

التوقيع :

السر المهتدى الشريف
رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 12-09-2011, 08:34 AM
الصورة الرمزية ابوعمر الشريف
ابوعمر الشريف ابوعمر الشريف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 





افتراضي رد: أبجدية التصوف

ابن العم الحبيب السر المهتدى الشريف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله الف خير على هذه المقتطفات المفيدة وجعلها الله فى موازين اعمال الامام العلامة محمد زكى الدين ابراهيم وموازين اعمالك

 

 

رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 12-09-2011, 01:53 PM
للا صفية للا صفية غير متواجد حالياً
مراقب عام بديوان الأشراف الأدارسة
 




افتراضي رد: أبجدية التصوف

سلمت يمينكم ايها الشريف الكريم على هده القتطفات.
اللهم اجعلنا من الدين يستمعون القول فيتبعون احسنه ياارحم الراحمين يارب العالمين .

 

 

رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 12-09-2011, 04:36 PM
الصورة الرمزية أيوب بن جانى
أيوب بن جانى أيوب بن جانى غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي رد: أبجدية التصوف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بوركت ابن العم و الله اني لأفتخر بأنني صوفي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اذا كان المشرق بلد الأنبياء فان المغرب أرض الزوايا شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 

 

التوقيع :

دَعْ عَنْكَ عِشْقَ العاشِقينَ فَإنّما ................... خُلِقَ الغَرامُ لآلِ بَيْتِ مُحَمّدِ

تويسيت* وجدة* المغرب.
رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 12-09-2011, 08:20 PM
سعيد قاسمي سعيد قاسمي غير متواجد حالياً
خاضع للرقابة
 





افتراضي رد: أبجدية التصوف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأنا أفخر أنني سني؛أما التصوف ففيه كلام فإن كان يقصد به الزهد فهو ذاك؛أما أن يقصد به غير ذلك من البدع المنتشرة اليوم فهو ليس ذاك.

 

 

رد مع اقتباس
 

  #6  
قديم 30-10-2012, 02:34 PM
الصورة الرمزية الشريف القندوسي
الشريف القندوسي الشريف القندوسي غير متواجد حالياً
نجيب الشرفاء القنادسة المشييشين العلميين
 




افتراضي رد: أبجدية التصوف

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد قاسمي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأنا أفخر أنني سني؛أما التصوف ففيه كلام فإن كان يقصد به الزهد فهو ذاك؛أما أن يقصد به غير ذلك من البدع المنتشرة اليوم فهو ليس ذاك.
التحق بالصوفية بعض الْمُدَّعين للتصوف ممن لا دين لهم ولا صلاح ولا علم بالكتاب والسنة، وهم الذين يُشَوِّهُون صورته، لذلك لا يجوز أن يَحْكُم الناس على التصوف بما يرونه من هؤلاء الْمُدَّعين، فهؤلاء قد اتخذوا طريق التصوف سُلَّما لتحصيل أغراضهم وشهواتهم وابتدعوا فيه بِدَعًا ما أنزل الله بها من سلطان، وزعموا أنها الحقيقة، وأنهم يجوز لهم ما يكون مُحَرَّما في الشريعة، وكذبوا فإن الشريعة والحقيقة صنوان، وما خالفت الحقيقةُ الشريعةَ قط إلا في نظر جاهل، فمثل هؤلاء ليسوا من التصوف في شيء.
ومن الظلم البَيِّن أن يعترض بعض الناس بفعل هؤلاء الجهلة ويجعله حجة على التصوف والصوفية، فما التصوف إلا اتباع الكتاب والسنة،

"وما الصوفية إلا قوم جاهدوا أنفسهم في الله،
فهداهم الله،
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
وإن الله لمع المحسنين."


إن حقيقة علم التصوف كما قال الإمام الشعراني رحمه الله تعالى في كتابه الأنوار القدسية : هو العمل بالعلم والشريعة الإسلامية على وجه الإخلاص والصدق , ولو رجعت إلى رجال التصوف الأوائل الذين أسسوه كانوا كلهم علماء عاملين دعاة إلى الله ساروا إلى الله بالكتاب والسنة المطهرة فلذلك ظهرت أنوارهم وبقيت آثارهم فالتصوف حقيقة أن تتعلم العلم الشريف الذي هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة ثم يعمل بهذا العلم الذي تعلمه ثم يسعى لاكتساب الصدق والإخلاص وذلك يكون بالاستعانة بالله تعالى والعكوف على الذكر والعبادة لتصفية الروح وتزكية النفس وشفاء القلب السقيم فلا تصوف بدون علم ولا ينفع العلم بلا عمل ومن قال بغير هذا فهو ليس من التصوف في شئ ولكي يتوضح معنى التصوف وحقيقته لابد من سرد أقوال بعض العلماء والصالحين التي تبين لنا حقيقة التصوف وإليك بعض الأقوال :
فهذا هو إمام أهل السنة الأمام احمد بن حنبل رحمه الله يقول : ( لولده عبد الله يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة ويقول عن الصوفية لا أعلم أقواماً أفضل منهم ) كتاب تنوير القلوب ص 405 وغذاء الألباب لشرح منظومة الآداب للسفاريني 1\120
وهذا هو حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله يقول : ( ولقد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرهم أحسن السير وطريقتهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق ) . كتابه المنقذ من الضلال صفحة 49
وهذا هو سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمة الله يقول : ( قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تتهدم دنيا وأخرى وقعد غيرهم على الرسوم ) كتاب نور التحقيق للشيخ حامد صغر ص 96
ويقول الأمام مالك رحمة الله تعالى :) من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق ) من حاشية العلامة على العدوي على شرح الأمام الزرقاني على متن العزبة في الفقه المالكي , وشرح عين العلم وزين الحلم للأمام ملا علي قاري .
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : ( حبب إلى من دنياكم ثلاث : ترك التكلف وعشرة الخلق بالتلطف والإقتداء بطريق أهل التصوف ) . من كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للأمام العجلوني
وهذا هو الأمام الحجة شيخ الشافعية النووي رحمه الله وهو ثقة بإجماع الأمة يقول : ( أصول طريق التصوف خمسة : تقوى الله في السر والعلانية , إتباع السنة في الأقوال والأفعال , الأعراض عن الخلق في الإقبال والأدبار , الرضا عن الله تعالى في القليل والكثير , الرجوع إلى الله في السراء والضراء ) كتاب مقاصد الإمام النووي والتوحيد والعبادات وأصول التصوف ص 20
قال العلامة الكبير والمفسر الشهير الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى: الباب الثامن في أحوال الصوفية " : أعلم أن أكثر من حصر فرق الأمة لم يذكر الصوفية وذلك خطأ لأن حاصل قول الصوفية أن الطريق إلى معرفة الله تعالى هو التصفية والتجرد من العلائق البدنية , وهذا طريق حسن , وقال أيضاً : والمتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد النفس عن العلائق الجسمانية , ويجتهدون ألا يخلو سرهم وبالهم عن ذكر الله تعالى في سائر تصرفاتهم وأعمالهم , منطبعون على كمال الأدب مع الله عز وجل وهؤلاء هم خير فرق الآدميين . في كتابه اعتقادات فرق المسلمين والمشركين
وتحدث الأمام أحمد ابن تيمية رحمة الله تعالى عن تمسك الصوفية بالكتاب والسنة فقال : ( فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض , وإبراهيم بن أدهم , وأبي سليمان الدارني , ومعروف الكرخي , والسري السقطي , والجنيد بن محمد , وغيرهم من المتقدمين , مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني, والشيخ حماد , والشيخ أبي البيان , وغيرهم من المتأخرين فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين , بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور إلى أن يموت . وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف , وهذا كثير من كلامهم ) . الجزء العاشر من مجموع فتاويه
وقال تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى تحت عنوان الصوفية : حياهم الله وبياهم وجمعنا في الجنة نحن وإياهم وقد تشبعت الأقوال فيهم تشعباً ناشئاً عن الجهل بحقيقتهم لكثرة المتلبسين بها , بحيث قال الشيخ أبو محمد الجويني : لا يصح الوقف عليهم لأنه لا حد لهم . والصحيح صحته , وأنهم المعرضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة .... ثم تحدث عن تعاريف التصوف إلى أن قال : والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجي الرحمة بذكرهم ويستنزل الغيث بدعائهم , فرضي الله عنهم وعنا بهم . كتابه معيد النعيم ومبيد النقم
وهذا هو الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى يقول : إن كثيراً من الجُهَّال يعتقدون في الصوفية أنهم متساهلون في الإتباع والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون وحاشاهم ( الصوفية ) من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به فأول شي بنوا عليه طريقهم إتباع السنة واجتناب ما خالفها , الاعتصام لشاطبي.
وهذا هو الإمام السيوطي رحمه الله تعالى يقول : أن التصوف في نفسه علم شريف وأن مداره على أتباع السنة وترك البدع وعلمت أيضاً أنه قد كثر الدخيل فيه من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم فأدخلوا فيه ما ليس منه فأدى ذلك إلى إساءة الظن بالجميع , كتاب تأييد الحقيقة العلية للسيوطي ص57 .
وقال الإمام المحاسبي رحمه الله تعالى : ( فأصبحت راغباً في مذهبهم , مقتبساً من فوائدهم قابلا لآدابهم , محباً لطاعتهم , لا اعدل بهم شيئاً , ولا أوثر عليهم أحداً , ففتح الله لي علما اتضح لي برهانه , وأنار لي فضله , ورجوت النجاة لمن اقرَّ به أو انتحله , وأيقنت بالغوث لمن عمل به , ورأيت الاعوجاج فيمن خالفه , ورأيت الرَّيْن متراكماً على قلب من جهله وجحده ورأيت الحجة العظمى لمن فهمه , ورأيت انتحاله والعمل بحدوده واجباً علي فاعتقدته في سريرتي ,وانطويت علية بضميري , وجعلته أساس ديني وبنيت عليه أعمالي وتقلَّبْت فيه بأحوالي وسألت الله عز وجلَّ أن يوزِعَني شكر ما أنعم به علي وان يقويني علىَّ القيام بحدود ما عرَّفني به , مع معرفتي بتقصيري في ذلك , وأني لا أدرك شكره أبداً ) كتاب الوصايا ص 27 _32 للأمام أبي عبد الله الحارث المحاسبي المتوفى 243هـ .
وقال ابن خلدون رحمه الله تعالى في علم التصوف : ( هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة , وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريق الحق والهداية , وأصلها العكوفُ على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى , والإعراضُ عن زخرف الدنيا وزينتها , والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه , والانفرادُ عن الخلق في الخلوة للعبادة وكان ذلك عاماً في الصحابة والسلف , فلمَّا فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده , وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا , اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية ) مقدمة ابن خلدون ص 328 .
ويقول ابن عابدين رحمة الله تعالى : ( ولا كلام لنا مع الصُدَّق من ساداتنا الصوفية المبرئين عن كل خصلة رديَّة , فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد : إن أقواما يتواجدون ويتمايلون ؟ فقال دعوهم مع الله تعالى يفرحون , فإنهم قوم قطعت الطريق اكبادَهم , ومزَّق النصبُ فؤادهم , وضاقوا ذرعا فلا حرج عليهم إذا تنفسوا مداواة لحالهم ) . الرسالة السابعة , شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات والتهاليل ص 172_173 للفقيه الكبير ابن عابدين
وقال أبو الحسن الندوي رحمه الله في كتابه المسلمون في الهند : يقول أبو الحسن الندوي في كتابه المسلمون في الهند: " إن هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإخلاص واتباع السنة، والتوبة عن المعاصي وطاعة الله ورسوله، ويحذرون من الفحشاء والمنكر والأخلاق السيئه والظلم والقسوة ويرغبونهم في التحلي بالأخلاق الحسنه والتخلي عن الرذائل مثل الكبر والحسد والبغضاء والظلم وحب الجاه، وتزكية النفس وإصلاحها، ويعلمونهم ذكر الله والنصح لعباده والقناعه والإيثار، وعلاوة على هذه البيعهالتى كانت رمز الصلهالعميقهالخاصه بين الشيخ ومريديه إنهم كانوا يعضون الناس دائما، ويحاولون أن يلهبوا فيهم عاطفة الحب لله سبحانه، والحنين إلى رضاه، ورغبة شديده لإصلاح النفس وتغيير الحال
اعتقد أن أقوال هؤلاء العلماء بينت وبشكل واضح حقيقة التصوف وبينت أن التصوف هو علم شريف ومستمد من الشرع وقائم على الشرع ولا يخرج عن الشرع فكيف يأتي سفيه ويقول أن التصوف علم مبتدع وليس له أصل في الشريعة وهو زندقة ورجاله زنادقة أعتقد أن هذا الكلام لا يخرج إلا من جاهل وحتى لا يأتي احد ويسرد لنا أقوال بعض المتصوفة التي تخلف الشرع ويحتج علينا بها فسنذكر أقوال رجال التصوف المعتمدين الكبار رحمهم الله تعالى لنبين حقيقة التصوف بشكل واضح وجلي فإليك أقوال العارفين أئمة التصوف بل ومؤسسي علم التصوف رحمهم الله تعالى :

فهذا هو سلطان الأولياء والعارفين سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله يقول :كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة هي زندقة , طر إلى الحق عزَّوجلَّ بجناحي الكتاب والسنة ادخل عليه ويدك في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك العبادات المفروضة زندقة وارتكاب المحظورات معصية . الفتح الرباني ص 179 . ويقول كل باطن خالف ظاهراً فهو باطل
وهذا الشيخ أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصر باذي رحمه الله يقول: أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة وترك الهواء والبدع , وتعظيم حرمات المشايخ ورؤية أعذار الخلق , وحسن صحبة الرفقاء , والقيام بخدمتهم , واستعمال الأخلاق الجميلة ,والمداومة على الأوراد , وترك ارتكاب الرخص والتأويلات , وما ضل احدٌ ف بهذا الطريق إلا بفساد الابتداء يؤثر في الانتهاء , طبقات الصوفية ص 488
وقال الشيخ أبو بكر الكتاني محمد بن علي رحمه الله : التصوف خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف , طبقات الصوفية ص 145
وقال سيد الطائفتين العارف بالله أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله تعالى : الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع سنته ولزم طريقته ,فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه , طبقات الصوفة ص 159 .
ويقول : ( من لم يحفظ القران ولم يكتب الحديث لا يقتدي به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة )
وقال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عن الصوفي : إنَّ سالك سبيل الله قليل والمدعي فيه كثير ونحن نعرفك علامتين له , الأولى : أن تكون جميع أفعاله موزونة بميزان الشرع موقوفة على توفيقاته إيرادا وإصدارا وإقداما وإحجاما إذ لا يمكن سلوك هذا السيل إلا بعد التلبس بمكارم الشريعة كلها والثانية : لا يصل فيه إلا من واظب على جملة من النوافل فكيف يصل إلية من أهمل الفرائض .
وقد أثر عن السري السقطي رحمه الله تعالى أنه كان يقول: التصوف اسم لثلاثة معاني هو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعة ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله ويقول: المتصوف لا يتكلم بباطن علم ينقضه علية ظاهر الكتاب والسنَّة .
وورد عن العارف بالله الشيخ أبو يزيد البسطامي رحمه الله تعالى أنه يقول : لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة .
ويقول أبو الحسن الشاذلي رحمة الله : إذا تعارض كشفك مع الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف وقل لنفسك أنَّ الله تعالى ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها في جانب الكشف ولا الإلهام ولا المشاهدة إلا بعد عرضها علي الكتاب والسنة إلى غير ذلك من الأقوال الكثيرة التي تبين إن الاستقامة على الشريعة المطهرة هي أفضل من أي كرامة .
وقال الشيخ محيي الدين بن عربي قدس سره : لا يرتجي الوصول من لم يتبَّع الرسول صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله : من ألزم نفسه آداب السنة نوَّر الله قلبه بنور المعرفة ولا مقام أشرف من مقام متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه .
وقال الإمام سهل بن عبد الله التستري رحمه الله : أصول طريقتنا ـ أي منهج الصوفية ـ سبعة : التمسك بالكتاب , والاقتداء بالسنة , وأكل الحلال , وكف الأذى , وتجنب المعاصي , لزوم التوبة , وأداء الحقوق .
وقال أبو حفص احد كبار الصوفية : من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا يعد في ديوان الرجال .
وورد عن العارف بالله الشيخ أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى أنه يقول : قد درج أشياخ الطريق كلهم على أن أحداً منهم لا يتصدر في الطريق إلا بعد تبحره في علوم الشريعة وقال الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في مقدمة رسالته المشهورة متحدثاً عن الصوفية : ( جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه , وفضَّلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم وجعل قلوبهم معادن أسراره واختصَّهم من بين الأمة بطوالع أنواره , فهم الغياث للخلق , والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق . صفَّاهم من كدورات البشرية , ورقَّاهم إلى محل المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية , ووفَّقهم للقيام بآداب العبودية , وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية , فقاموا بأداء ما عليهم من واجبات التكليف وتحققوا بما مَنَّة سبحانه لهم من التقليب والتصريف , ثم رجعوا إلى الله سبحانه وتعالى بصدق الافتقار ونعت الانكسار , ولم يتَّكِلوا على ما حصل منهم من الأعمال أو صفا لهم من الأحوال , علما منهم بأنه جلَّ وعلاَّ يفعل ما يريد ويختار من يشاء من العبيد , لا يحكم عليه خلق , ولا يتوجه عليه لمخلوق حق ثوابه ابتداء فضل , وعذابه حكم بعدل , وأمره قضاء فصل ) . الرسالة القشيرية للأمام أبي القاسم القشيري ص2.
هذا شي من أقوال أئمة التصوف وأعلام الصوفية ونجدها كلها تدور حول إتباع الكتاب والسنة والابتعاد عما يخالفهما وكلها تدعو إلى مكارم الأخلاق , وإلى الخوف من الله تعالى , وإلى تقواه وابتغاء رضاه , تدعو إلى السخاء والحاصل أنها تدعو إلى جماع الخير وتنهي عن جماع الشر وفي هذا تبين لنا حقيقة التصوف وهي أنه علم يقصد به صلاح المسلم والوصول إلى رضا الله والالتزام بالشريعة وترك ما خالفها بالكلية وهذه هي غاية خلق الإنسان على هذه الأرض وفي هذا بيان واضح لمن أراد أن يتعرف على حقيقة التصوف . فهل فيما ذكر شئ لا يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟! هل في هذا مالا يرضي العقل والدين ؟! اعتقد لا فهذا هو التصوف وهؤلاء هم الصوفية وما خالف هذا نضربه عرض الجدار بل ونضربه بنعالنا ونطئ علية تحت الثرى .
واختم بقول سيدي الشيخ العارف بالله عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه : ( طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة فمن خالفهما فليس منا ) وفي هذا القدر كفاية لمن أراد أن يعرف حقيقة التصوف والصوفية . فإن كان هذا هو التصوف فأي علم اشرف من هذا العلم والله أعلم .

 

 

التوقيع :

في نسب الشيخ مَحمد بن أبي زيان يقول تلميذه المباشر عبد الرحمان اليعقوبي : " و الذي أعتقده و أظنه أن نسبه رضي الله عنه بالنظر إلى ما خلق الله فيه من الحسب و الجود و الكرم لا يتأتى هذا إلا ممن أصله قرشي أو هاشمي لا محالة . و فوق كل ذي علم عليم.


رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العلاقة بين التصوف و علم الأنساب خادم الأشراف علم الأنساب 0 29-05-2010 03:17 PM
حقيقة التصوف طيوف الرقائق والتزكية 36 16-03-2010 09:53 AM
محاولة إنصاف في حق التصوف السر المهتدى الشريف الرقائق والتزكية 19 23-10-2009 01:15 AM
التعرف إلى منهج أهل التصوف السر المهتدى الشريف استراحة الأشراف الأدارسة 1 02-06-2009 04:22 PM
برنامج نادر جدا لتحديث جهازك كامل وحصريا VersionTracker Pro 4 رائـد الدباغ استراحة الأشراف الأدارسة 4 01-07-2008 01:46 AM


الساعة الآن 08:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir