[frame="1 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم
حدث في مثل هذا اليوم: شهادة سيد قطب- الجزء الثاني
سبحان الذي حرّم على نفسه الظلم وهو خالق ومالك كل شئ ..!!
أعدم الشهيد والمفكر الإسلامي (سيد قطب) فجراً
بعد الحكم عليه بيوم واحد حتى لا يكون هناك وقت (للشفاعة) له من أيّ أحد
فقد ذهب الملك فيصل بنفسه بشأن الإفراج عن الرجل ولكن اصر الحاكم الهالك على رأيه
وكذلك ذهب الرئيس الباكستاني رحمه الله إلى هذا الهالك ولكن دون جدوى
وكان هناك وفد رئاسي باكستاني سيقدم إلى (القاهرة) من أجل ذلك
كما أن هناك بعض علماء المسلمين والهيئات الإسلامية
التي حاولت التدخل والشفاعة للشهيد إبان سجنه رحمه الله
بل إن هناك هيئات حقوقية دولية أخبرت الرئيس الهالك
بأن هناك قانوناً دولياً يحضر إعدام السجناء السياسيين
الذين تبلغ أعمارهم الستين سنة فما فوق .
لكنه قال : {{ إلا هـذا }} .. يعني (سيد قطب) ..
دخل السجّان فجراً في يوم تنفيذ الحكم إلى زنزانة الشهيد وأخبره أن هناك (تسكين)
وهو في لغة السجن يعني (تبادل) السجناء في الزنازين
وهو أمر إعتادوا عليه بين فترة وأخرى
ولكن الشهيد عرف أنها النهاية وأنه وقت تنفيذ الحكم
فإبتسم للرجل وقال بل إنه التسكين في جنات النعيم بإذن الله
وكان المرحوم (سيد) قد روى قبل إعدامه :
أنه رأى في المنام رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام على فرس أبيض مقبلاً إليه
وحين وصل ترجّل من فرسه ثم صافحه وشدّ على يده وقال :
((هنيئاً لك الشهادة يا سيد)) ... الله أكبر .
خرج سيد من زنزانة مكبل اليدين والرجلين
وقاده عسكر الطاغية إلى طاولة (طبليّة) الإعدام وكان في طريقه (مبتسماً)
وله صورة مشهورة له وهو يبتسم أثناء نقله في سيارة السجن إلى مكان إعدامه
وحين وصل هذا العملاق إلى (الطبليّة)
قام هو بنفسه بإدخال رأسه في حبل المشنقة قبل أن تُربط يداه
وكان يردّد قول (( اللهم إني مغلوب فإنتصر))
ثم سُحبت الطاولة وشنق وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها
هذا المفكر المسلم الذي كان يحمل فكرا عبقريّاً
إستطاع به أن يُفسّر القرآن الكريم بطريقة مبتكرة فتح الله بها عليه
كثيراً من الفوائد والأفكار التي ضمنها تفسيره
والذي يعتبر منذ تأليفه مصدراً مهماً من مصادر التفسير وعلوم القرآن
ويقع في عدّة أجزاء وأسمه ((في ظلال القرآن))
كما أن للشهيد مؤلفات قيّمة أخرى ومتوفرة في جلّ المكتبات في العالم العربي والإسلامي .
وأخيرا :
إن من ظلم طاغية مصر ونظامه وإعلامه آنذاك أنهم أعلنوا خبر الإعدام صبيحة نفس اليوم
وقد أعلنته ((مذيعة)) وبصوت فيه الشماتة وقالت :
لقد تمّ فجر هذا اليوم إعدام سيد قطب إبراهيم ....الخ ،
ومن زيادة الشماته والظلم والجبروت
فقد قامت الإذاعة بعد خبر الإعدام بإذاعة أغنية يقول مطلعها :
(( بسبس نوو بسبس نوو الدنيا عمّا له بتحلو )) !!؟
والظلم ظلمات يوم القيامة
وقد ينتقم الله من الظلمة في الدنيا قبل إنتقامه في الآخرة
وقد يُمهلهم إلى يوم القيامة وله سبحانه في ذلك حكمة
وحينما ينتقم الله فإن إنتقامه شديد
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ولم يمض على إعدام الشهيد (سيد قطب) سوى عشرة أشهر تقريبا
حتى إنتقم الله من هذا الزعيم الطاغية
ففي ليلة من ليالي سنة 1967م قامت الطائرات الإسرائيلية
بدكّ مطارات مصر وطائراتها الحربية ودفاعاتها الإستراتيجية
في عملية قال عنها وزير الدفاع الإسرائيلي أنه لم يكن يتوقع أن تنجح نجاحاً باهراً ودقيقاً
حتى في أحسن الظروف
بل إن البعض قال أنه يستحيل أن تنجح هذه الغارة بهذا الشكل دون عون خارجيّ وخيانة داخلية
بل إن البعض قد ذهب إلى أبعد من ذلك حين قالوا إن (الملائكة)
هي التي قامت بهذه الغارة الرهيبة والتي سميّت بنكبة 67م
وهذا بالطبع أمر مبالغ فيه
ولكننا نقلنا لكم الآراء التي ظهرت آنذاك من خلال ربط هذه النكبة
بما فعله هذا الطاغية بكثير من العلماء المسلمين آنذاك
والذين إمتلأت بهم السجون والمعتقلات وعُلق كثير منهم على حبال المشانق بتهمة (لا إله إلا الله) .
و من كلماته المضيئة رحمة الله عليه في هذا الموقف قوله: إن حُوكمت بحقٍ فأنا أرضى حكم الحق، وإن حُوكمت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل
و قوله: إن أصبع السبابة الذي يدين لله بالوحدانية في الصلاة؛ ليرفض أنيكتب حرفًا يُقر به حكم طاغية.
وكانت مراسم الإعدام تقضي أن يكون أحد العلماء حاضرًا تنفيذ الإعدام ليلقِّن المحكوم عليه الشهادتين!! فعندما كان سيد يمشي خطاه الأخيرة نحو حبل المشنقة اقترب منه الشيخ قائلاً: قل لا إله إلا الله، فقال سيد: حتى أنت جئت تكمل المسرحية.. نحن يا أخي نُعدم بسبب لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إلا الله.
رحمك الله يا (سـيـّد قطب) وأسكنك فسيح جناته
ورحم الله كلّ الشهداء الذين يقضون آجالهم في سبيل الله
وأسأل الله أن يُهلك الطغاة والظلمة ويُرينا فيهم عجائب قدرته
وأن يختم لهم بخاتمة السوء ليكونوا عبرة لكل ظالم وما أكثر الظلمة ، ولكن الله يُمهل ولا يُهمل . آمين . امين
اللهم اختم لنا دنيانا بشهادة
فى سبيل دينك يا رب العالمين
اللهم اقر اعيننا بنصرة الاسلام وعز الموحدين واختم لنا عمرنا بشهادة فى سبيلك وسبيل دينك ترضى بها عنها وتسكننا فيها جناتك من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا يا ارحم الراحمين
امين ... امين ... امين
[/frame]
[/frame]
مركز رفع الملفات
حدث في مثل هذا اليوم: شهادة سيد قطب- الجزء الثاني
العرض العادي
