ظهر على الشبكة العنكبوتية مؤخرا ً العديد من المواقع و التي تخصصت في الطعن في الأنساب .. و لا أريد أن أشير إليها حتى لا أساعد في النرويج لها ، ولكن ما يجمعها جميعا الطعن في الأنساب .. خاصة المشهورة والمعروفة والمتواترة تحت زعم مسمى ((تنزيه الأنساب )) , أو بدعوى رد الأنساب الدخيلة .. الخ ، و لاحظت أن أكثرهم يقوم بالطعن في أنساب السادة الأشراف المعروفين والمشهورين , بالاعتماد على مراجع غير موثوقة هي نفسها ان لم يعتمد على مرجع واحد فقط, ودون الاعتماد على قواعد النسابين المعروفة .
عجبت و الله لأحدهم ، يطعن في نسب كل من يدعي أنه ادريسي ، بحجة أن إدريس بن عبد الله الكامل لم يعقب .. و آخر يطعن في عمود نسب كل من انتسب إلى عمران بن إدريس بن إدريس ، هكذا ..لمجرد أن إدريس الثاني ليس له ولد اسمه عمران ، مع أن أبسط جاهل سيفكر أن عمران هذه بلا شك خطأ طباعي أو نقلي من عمر ابن ..
إنني أفهم أن تقام المواقع للتحقيق في الأنساب و إثبات أو رد نسب حتى يثبت صحته ، لكن أن تنشأ مواقع فقط للطعن في الأنساب فهذا لعمري لنهج ينم عن الشر الباطن في نفوس أولئك ، فهو لا يخرج من تفسيرين لهذا السلوك ، إما لإنسان بلا هوية و لا نسب كريم ، و يسعده أن يشكك في أنساب الأشراف أو يجعل الجميع سواسية أمام حالة الانتماء والهوية أو التفسير الآخر وهو الراجح عندي انها حالة من الحسد , فمن المعلوم أنه يكون بين المعاصرين من الحسد والغيرة والتنافس ما يجعل الإنسان أحياناً يجحد الآخر وهذا مشاهد
ومن ذلك كلام ابن إسحاق المؤرخ والنسابة المشهور في الإمام مالك بن أنس الأصبحي التميمي مولاهم إمام دار الهجرة
فقد قال ابن إسحاق عن مالك بأنه مولى عتاقة يعني أنه ليس عربياً وخالف الجمهوُر ابن إسحاق وقالوا بأن مالك بن أنس هو عربي من أصبح من حمير وهو مولى لبني تيم حلفاً وليس عتاقة.
و قد يكون وراء هذه الحالة الخلاف المذهبي وهي وسيلة للطعن قديمة و معروفة , لقد لاحظت ان أكثر المطعون في أنسابهم هم من العلماء أو الشيوخ الثابت نسبهم .. فهل يعقل أن يأتي أحدهم اليوم ليشكك في نسب سيدي ابن مشيش أو حتى إدريس بن إدريس ..؟؟
الاعتماد على مرجع واحد أو ضعيف لا يعتد به ، فربما يكون هنالك مرجع يذكر أبناء لشخص ما وينسى آخرين أو يسكت عنهم لسبب ما بينما يأتي مرجع آخر ويرد فيه ذكرهم، وهنالك مشكلات كثيرة تعتري كتب الأنساب و جميعنا نعاني منها ولنا هنا تجارب كثيرة فمثلا في أحدث مرجع لشخص موثوق ورد اسم لجد لنا من جهة جدتنا على أنه تزوج النعمة و أنجب منها محمد والد جدتي و ( النعمة ) هذه هي لقب لمحمد نفسه وأطلق عليه لأنه كان وحيد والديه بعد انقطاع طويل عن الولادة و معروف هذا للجميع في أسرتنا ، ولكن الكاتب أخذ المعلومة من مصدر يدعي المعرفة و نقلها هكذا فتظل هذه المعلومة راسخة في المراجع إلى يوم يبعثون بينما تتحول الحقيقة غدا إلى ادعاء عند أمثال هؤلاء .. و هنالك أمثلة كثيرة على أخطاء المراجع التي يعتمدون عليها ، فمثلا يأتي أحد المراجع (ويقول ان المعقبين لفلان هم فلان وفلان , و في مرجع آخر نجد اسما جديدا واسم من هذه الأسماء غير وارد , إما أن يسكت عن عقبهم و بالتالي فهذا يجعلهم ضمن دائرة الشك , عليه فصاحب الغرض يجد في عدم الاتفاق هذا ضالته للتشكيك و كأن هذا المرجع منزه أما النسابة الحق فيبحث عن الاتفاق بين النسابين والمراجع الهامة حول المعقبين , ولا يبحث عن الطعن ويجعله هدفه الرئيسي ...
أنها دعوة للإخوة الأعضاء للحذر من التعامل مع المعلومات التي تبثها مثل هذه المواقع المسمومة
تحت مسمى تنزيه النسب, و لا نحسب إلا أنهم مشوهين للنسب وفي ذات الوقت الرد خاصة على تشكيكهم في أنساب أجدادنا من الأشراف الأدارسة المعروفين و فوق هذا وذاك ليعلموا أنهم محاسبون أمام الله عز وجل ، قبل أن يحاسبوا أمام ضمير الأنسانية و ضمير كل شريف ..