المشجرات والنقائض المحتملة

[لؤي الإدريسي الحسني]

[align=right]المشجرات والنقائض المحتملة

وهما نقيضتان من الناحية النظرية:

النقيضة الأولى : النقائض المتعلقة بالمشجرات في حد ذاتها .
ونعني بذلك أمرين هما:
1- قصور المشجرات المتسلسلة بالأسماء، عن الشهادة لهذه الأسماء من حيث وجودها في الأصل، أو ومن حيث مكانها الصحيح في السلسلة...الخ ، لأن هذه المشجرات تؤرخ لزمن طويل نسبياً يفصلها عن الحلقة الزمنية التي يتواجد فيها ، (الجد الأعلى ) في قمة السلسلة .
وهي بالتالي:
1-1.لا تؤرخ لأحداث معاصرة لكتابة الوثيقة ،
1-2.ولا هي تنقل عن معاصرين آخرين ،
1-3.ولا هي تستند على وثائق يمكن الرجوع إليها .

وهذا منهج لا يمكن قبوله علمياً ، لإثبات حقيقة تاريخية مهمة كحلقات النسب هذه التي يراد لها أن تقره ، وتؤكده.
ولاشك بأن مجرد قدم رقعة الورق التي كتبت عليها، أو قدم خطها الذي كتبت به، لا يجعل منها وثيقة تاريخية، يمكن توظيفها في هذا الاتجاه.
كما أن مجرد التقادم في الزمن، لا يزكي مضمونها أو يصدق المعلومات التي وردت فيها بالضرورة دون الحاجة إلى تأييد وثائق أخرى تعززها.

إذ لو كان مجرد قدم رقعة الورق ، أو مجرد التقادم بين زمن كتابة الوثيقة وبين متلقيها كاف وحده لاعتبارها وثيقة تاريخية مؤكدة المضمون ، لصار في استطاعة أي أحد الآن أن يكتب شجرة نسبه العائلي ، وفقاً لمزاجه ، وترتيبه الخاص ، وسيعتبرها أعقابه وكل من قرأها من الناس بعد مرور (200) عام حقيقة تاريخية مؤكدة ، لا يمكن مناقشتها ، أو الطعن فيها . ولصار تزوير وقائع الأنساب من أسهل الأمور وأبسطها . خاصة ونحن نعلم بأن شجرة الأنساب لا يمكنها أن تؤكد على سبيل اليقين أكثر من (4) أسماء أو (5) على الأكثر ،دون الحاجة إلى وثيقة أخرى إضافية لإكمال حلقة الأسماء التي تليها بعد ذلك .

ويمكننا أن نوضح ذلك بالمثال التالي :
محمد بن أحمد بن حسن بن عبدا لله ، ثم نتوقف ولا نثبت ( اسماً ) آخر ، حتى نجد وثيقة معتمدة ، سواء من وثيقة بيع أو شراء أو حبس ، أو غيرها من الوثائق التي يمكن الاعتماد عليها ، لاستئناف التتابع في سلسلة الأسماء الأخرى الواردة بعد الاسم الرابع من الأسماء .
فإذا حصلنا على هذه الوثيقة، وكانت صالحة لذلك صح لنا أن (تثبت) بها (4) أسماء أخرى فنقول:

محمد بن أحمد بن حسن بن عبدا لله بن بشير بن محمد بن عبدا لله بن أحمد... وهكذا في كل (4) أسماء نحن بحاجة إلي التوقف، والتريث، إلى أن نجد وثيقة معتمدة إلى نهاية الشجرة.
وهذه هي الطريقة العلمية، أما غير ذلك فهو مجرد كلام مجاني، ومحض ادعاء يمكن أن ينطلي على من لا دراية لهم بهذه الأمور، وليس على من يفترض فيهم المعرفة والخبرة في هذا المجال.
إذن، فهذه ( المشجرات ) تعتبر قاصرة عادة عن الشهادة الصادقة على سلسلة الأسماء الواردة فيها.. وذلك بسبب عدم صلاحيتها للشهادة على جميع الأسماء التي تضمنتهم السلسلة .
وهكذا (4) أسماء وردت في سلسلة عمود النسب ، هي بحاجة ماسة، إلى وثيقة عرفية مؤكدة ودالة ، وكلما تصاعدت السلسلة إلى أعلى، وأضيفت إليها (4) أسماء جديدة ، كان لابد من وجود وثيقة عرفية مؤكدة تشهد لهذه الزيادة .. وهكذا .
أما بخصوص المشجرات التي تعوزها مثل هذه الوثائق الداعمة والمؤكدة ، فإنها ستكون قاصرة عن الشهادة على السلسلة الكاملة ، التي تتضمنها المشجرة ، عاجزة عن إقرارها بشكل يقيني ، لا يرقى إليه غبار الشك، ولهذا فإن أقصى ما يمكن أن تدل عليه تلك المشجرات غير المدعمة بالوثائق العرفية ، هو اعتبارها مجرد قرينة تدل على وجود ( واقع شفهي ) متداول بهذه الخصوص يوماً ما .

2- سهولة كتابة المشجرات من وحي الخيال ، أو ليلي الظن والاشتباه والتخمين ، أو المرويات السمعية، التي لا يمكن إثبات صحتها أو نفيها. ولها عدة حالات من أجلاها، وأكثرها شيوعاً ما يلي:
2-1.اختراع مشجرة غير موجودة أصلاً .. سواء علم بها من التحق بها فيما بعد أم لا.
2-2.انتحال مشجرة موجودة من قبل.. اعتماداً على لعبة التشابه بين الأسماء دون تقديم البينات من الوثائق المتسلسلة الثابتة ، التي تؤكد على أن ذلك الاسم المتشابه مع ( اسم جدهم ) ، هو نفس (جدهم) الذي يرجعون إليه في الأصل ، وليس مجرد اسم وحسب.
2-3.الالتحاق بمشجرة جد ( مفترض ) ، دون تجسير الهوة الفاصلة بين هذا الجد ، ومن يفترض أنهم يرجعون إليه في الأصل.
2-4.الالتحاق بمشجرة جد ( مفترض ) ، دون تقديم البينات من الوثائق المستندات ، المؤكدة لصحة الأسماء الواردة في عمود النسب الموصل ، لهذا الجد .

ولهذين السببين كانت المشجرات، هي الحلقة الأضعف، والأشد قصوراً في مسألة إثبات النسب.

النقيضة الثانية : وهي النقائض الظرفية التي قد تحتف بالمشجرة:
ونقصد بذلك جملة الظروف التي قد ترافق كتابة المشجرة ، وتؤثر في مصداقية شهادتها على سلسلة الأسماء الواردة فيها ، من وجودها ، أو من حيث مكانها في السلسلة ، أو من حيث صحة تتابعها ، أو اكتمال حلقاتها .

ولها عدة حالات أهمها :
1- عندما لا تكون كتابة المشجرة في معرض توثيق النسب ، إنما في سياق آخر تماماً ، وهو معرض الشهادة الجزئية على واقعة محددة ، كالشهادة لنسب أحد الأشراف المغتربين خارج البلد لتؤكد بأنه ينتمي إلى النسب الشريف من ذرية فلان أو فلان .

2- عندما تأتي كتابة المشجرة ، في سياق الحفاظ على وحدة الكيان القبلي ، في ظل وجود هواجس اجتماعية ، أو تاريخية معاشة .

3- أو في ظل التنافس على الانتساب إلى النسب الشريف، أو في سياق الحساسات القبلية الموجودة بين الشرائح الاجتماعية المختلفة.

4- أو عندما تتم كتابتها في ظل ندرة الوثائق، أو قلتها، أو صعوبة العثور عليها، أو في ظل قلة الباحثين الجيدين الجادين الذي بمقدورهم صياغة مشجرة تحظى بالموضوعية والمصداقية معاً.
وفي ظل هذه الأمور ، أو بعضها ، سيكون من الخطأ الفادح أن نتعامل مع مثل هذه المشجرات ، انطلاقا من أنها مشجرات كاملة ، ودقيقة ، وشاملة ،وصحيحة بشكل كامل ، بحيث نبني عليها كل تصوراتنا عن الفروع ، والتفرعات ، والتواريخ والتسلسلات الزمنية ثم نحملها من المهمات والمضامين ، ما لا تحتمل بخصوص موضوع الأنساب قبل أن نقوم بدراستها ، ومراجعتها ، وتمحيصها ، خشية أن تكون قد شابها التحريف أو الدس أو القصور ، أو الغلط ...الخ. من أثر هذه الظروف الملابسة لكتابتها.[/align]

 

 

[رائـد الدباغ]

أولا مرحبا بك أخي وابن عمي لؤي ,,, حياك الله بيننا

جزاك الله خيراً على التوضيح ,,, ووفقك الله تعالى لمبتغاك

أخوك
رائد الدباغ

 

 

قرات كتابات في هذه النقطة بالذات ومن رجل قد تكون انت نفسك في منتدى اخر وحول موضوع بني كولان ايضا لذلك ارجح انك انت كاتبه
المهم المشجرات كيفما كانت او وردت تعتبر سليمة ومقبولة ولا يمكن الطعن فيها بسبب ما يحيط بها
واصول التوثيق في ذلك الزمان كانت معروفة انصحك بقراءة مثلى الطريقة في ذم الوثيقة لابن الخطيب فهي ممتازة في هذا الباب ما دمت تقرا حول التوثيق
استعمال العدول والفقهاء والخطوط في قبول الوثائق امر مفروغ منه
ثم كل الذي تقوله اصله مخطوطات ووثائق
عندما تحكم على مشجرة قياسا على وقائع تاريخية من كتاب تاريخي وصلنا اصلا في مخطوطات وفي نسخ متباينة احيانا وعليها زيادات والله يبارك عمل كل من قام بتحقيق كتناب ونفع به الامة
واذا كان كلامك حول اشراف ودان ومنهم بني كولان والوثيقة التي يستعملونها
ربما هم يعتمدون مشجرة البكري وهي عندي بنسختين مختلفتين
الاصل الاول ان
تثبت وجود هذا الفريق ضمن الادارسة وهم فعلا اشراف ادارسة
وقد يكون من شهد قد شهد لهم بالنسب الادريسي وقد لا يكون ملما بعدد الاسماء وصحتها
ويطول الكلام ثم ليس من ورائه طائل غير التشكيك هذا كلام يصدر في كتاب ويكون منهجي تاصيلي مدعم بالوثائق والمقارنات ولا يناقش هنا ولا اقصدك بالكلام اوجه كلاما عاما ورايا خاصا
وربما لم يطلعوا على كل ما كتب عن الانساب لذلك لانستطيع الحكم
وهذا تقديري

 

 

المشجرة التي تكتب مثلا سنة 900هجرية من الخطا اعتبارها انها كتبت ذلك التاريخ مجردة من سابقة
مثل مشجرة اسبق عليها او وثائق مثل عقود البيع والزواج
وليكون لك المام جيد بالموضوع انظر منهج القادري في ضبط وتحديد الانساب انه جبل لا يقهر في الميدان
فاقراه قبل ان تورد ما اوردت

 

 

[لؤي الإدريسي الحسني]

شكراً على مروركم الكريم أخي رائد .

أما بخصوص ما أشرت إليه سيدي العلامة البوخاري ، فالحق ،أنه ليس من هواجسي البتة ، بل أن مجمل ما أردت الإشارة إليه ، هو ما ضمنته في هذه الأسطر التي أوردتها في المشاركة ، وهي كالتالي :

" وفي ظل هذه الأمور ، أو بعضها ، سيكون من الخطأ الفادح أن نتعاطى مع مثل هذه المشجرات ، انطلاقا من أنها مشجرات كاملة ، ودقيقة ، وشاملة ،وصحيحة بشكل كامل ، بحيث نبني عليها كل تصوراتنا عن الفروع ، والتفرعات ، والتواريخ والتسلسلات الزمنية ثم نحملها من المهمات والمضامين ، ما لا تحتمل بخصوص موضوع الأنساب قبل أن نقوم بدراستها ، ومراجعتها ، وتمحيصها ، خشية أن تكون قد شابها التحريف أو الدس أو القصور ، أو الغلط ...الخ.من أثر هذه الظروف الملابسة لكتابتها " .

عموماً شكراً على تفضلك بالتعليق على مشاركتي ، وحبذا و مادمنا في هذا السياق أن تتكرم سيادتك

بأن تسوق لنا ما ورد عند ( البكري ) بخصوص السلسلة النسبية للسيد الشريف محمد كولان ، بارك

الله فيكم.

 

 

ما تفضلتم به طيب وجميل ويستحق المتابعة
كلام منهجي طيب ايضا
يصدر من رجل اقل ما اقول ان علم الانساب بالنسبة لي على الاقل في حاجة اليه
ولعكم لاحظتم اني اتعامل معها بهذا الشكل
بمنهج وسط بين عدم التسليم المطلق بصحتها
وعدم التشكيك المنتقص من قيمتها
وهذا الذي فهمته ضمنيا في كلامكم
ثم وفق هذا المنهج نرجو ان يرتقي تفكيركم الى وضع منهج تحقيق وتدقيق للنسابيات
منهج يعتمد المقابلة وتطبيقات لعل ابتكاركم في الميدان يقود الى شيئ
ولا اخفيك اني استعمل الجدول الذي استخدمته ولكن باشكال وتطبيقات اخرى
بالاظافة الى تطبيقات اخرى هي من ابتكاري
المهم انها قادتني الى نتائج موفقة
وتوصلت بها الى نتائج فيما يخص انساب اشخاص لم يكونوا يعلمون الا اسم اجدادهم الرابع او الخامس على الاكثر
والمشكلة في الكثير من النسابيات انها تتداخل بسبب تشابه الاسماء اولا
تتداخل وتتشابك بسبب توقف النسابة القدامى عند علم او شيخ او ولي معروف
فيعتقدون انه هو الجدالاول
وهكذا دواليك
كلمة حق وشهادة اقول افخر بوجود ادريسي يحاول الاجتهاد وليس تقليدي جامد
وما قاله البكري في نسخة
هو ما سميته انت اولاد محمد كولان مشجرة قديمة
واعتقد انها هي التي بين ايدي الكثير من الليبيين
والله اعلم

 

 

زيادة توضيح ما كتبته هنا اي اصل الموضوع قد يفهمه القاصرون عن الرؤية تشكيكا او تهويلا
وهو ليس كذلك فقد حدثت فعلا مثل تلك الامور
لكن اطلعكم على بعض القضايا
لعلكم تعرفون علم الرواية في الحديث خصوصا وما يتعلق بالاجازة وذكر السند وما اليها
وكل ما يتعلق بعلم الحديث والشروط وغيرها وما سمي بالفهرسة
وما سماه البعض انساب الكتب او العلم
مثلا ابن جزي والرقاشي عندما يكتبون نسب ما او حدث يخص نسب شخص او علم معروف يوردون اتصالهم بمصدر الرواية او راويها الاول بسند مشهود لهم بالعدالة والعلم ولهم اجازات وشهادات معلومة
والسيوطي الذي اخذ عنهما وانا اقصد المكناسي الذي يسمى السيوطي لكثرة تاليفه
لذلك تراني اكثر الاستشهاد بهما وارجح ما يوردونه على غيرهم
المشكلة في المصادر المذكورة انها لاتؤرخ او لم تسجل الاجيال المشهورة المعروفة اليوم
فجاء العشماوي شاملا اكبر عدد ممكن من الفرق وهو سبب شهرته
وان كان بعض علماء المغرب يردون كلامه لاسباب على الاقل منها انه مثلا لم يذكر الكتانيين وهم من الشهرة بمكان
لكنه ذكرهم ولم يتفطنوا لذلك انما لم يسمهم
ومع ان ما نسب للعشماوي وزيد عليه كثير وكثير الى درجة لايطاق قبوله
وانظر المخطوط والمنشور وقد رايت المخطوط في نسخ كثيرة موجودة عند الكثير من الاسر
لكن كل هذا لا يوصل الى الكلام بانها مفتعلة او تم فيها ادراج ما لم تحتويه فعلا
انما وقعت زيادات غير مقصودة تستحق الدراسة
جميل ان نناقش مثل هذه المواضيع فعلم الانساب ليس فقط مشجرات واسماء ترتب تنازليا
فهو اوسع واكبر من هذا بكثير
قد اكون ساهمت باثارة شهيتك لطرح افكار اخرى وكاني اريسد ان استخرجها منك وانتزعها انتزاعا
وتشكر في كل الحالات لولا ان يقال كذا وكذا لقلت ان كلامك يصدر عن رجل مفكر وصاحب منهج او قد يبتكر منهج
اشجعك وادعمك والله الموفق ولتكن الغاية العلم النزيه
والشريف اولا رجل نبيل نزيه وشريف النفس ويبتغي الله وحده

 

 

[لؤي الإدريسي الحسني]

هذا من رهافة ذوقك ، وحسن رعايتك .. سيدي العلامة .

 

 

[الشريف محمد أدهم]

جزاكم الله كل خير

 

 

اظن ان هذا الكلام له توابع
وانا انتظر منكم المزيد ، عسى ان تكون لنا مساهمة هنا.