روى الرحالة ابن بطوطة عن واقعة موت الشاذلي قائلاً: "أخبرني الشيخ ياقوت العرش عن شيخه الشيخ أبي العباس المرسي أن أبا الحسن الشاذلي كان يحج كل سنة فلما كان فى آخر سنة خرج فيها قال لخادمه اصطحب فأساً وقفة وحنوطاً، فقال له الخادم: ولماذا يا سيدي؟ فأجاب: في حميثرا سوف ترى، فلما بلغ حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن الشاذلي وصلى ركعتين وفي آخر سجدة من صلاته انتقل إلى جوار ربه ودفن هناك". انتهى.
ولنا تأملات في حميثرة فإنها تقابل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام.
إنَّ الله قد اختار لسيدي أبي الحسن الختام والمقام في حميثرا ليظل متلقياً للحقائق المحمدية بمقابلته للمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام.
ثم إن سيدي أبو الحسن بذلك قد رابط على البوابة الغربية للحجاز حامياً لها، فقد كانت هناك محاولة لهجمة عليها سنة 578 هـ، حيث كان ميناء عيذاب هو محل السفر إلى الحجاز وإلى الحج، فجاء سيدي أبو الحسن ورابط عندها.