من الاسباب هو أننا أصلا نحمل مفاهيم خاطئة لبعض الألفاظ فكلمة قبيلة وعشيرة مفهومة عند الناس أنها لمن يجتمعون في جد واحد وهو خطأ
التسلسل الهرمي المجتمعي هو عشيرة وقبيلة وقوم وأمة (ليسوا بالضرورة من جد واحد، بل ربما مطلقا ليسوا من جد واحد) ليس كما يعتقد الكثير انه تسلسل هرمي فرد من أسرة من عائلة من فخذ من شعب (قد يكون الشعب من جد واحد وقد لا يكون والكثير يرجعه الى جد محدد).
اسلافنا لم يكونو يبحثون عن هذه المواضيع بقدر ما كان يبحثون عن لقمة يعيشون عليها، ولذلك فإن القصائد والمفاخر والحروب عبارة عن نقطة صغيرة في تفاصيل حياتهم الواسعة، ولأن المؤرخين لا يذكرون إلا الأحداث الغريبة والمميزة ولا يميلون إلى تدوين الحياة الطبيعية الإعتيادية للناس فإن أخبار الحروب والمفاخر أخذت الحيز الكبير من هذه الروايات.
لكن حياتهم الطبيعية كان السائد فيها هو طلب لقمة العيش والسير في البلاد وبذلك بدأ التمازج فالبدوي من قوم ينزل مع أعراب من قوم آخرون فيصبحون ربع بالمكان وتحصل بينهم مصاهرات. ويتعارفون ويتصادقون ويحب بعضهم بعضا، وقد يقيمون بالمكان ويكونون نواة جديدة لمجتمع أو قبيلة مستقبلية .
وقد يهرب الإنسان خوفا من بطش غيره أو تخفيا من جنايات ارتكبها أو يخفي إسم اسرته الحقيقي لدوافع أمنية أو دوافع زعم حيازة وإمتلاك الأرض أو الإرث بعد قوم هلكوا فيتسمون باسم قبيلة أو أسرة أخرى .
وقد يلحق الرجل بالقوم فما يلبث أن يصبح (ذريته) منهم مع مصاهرته لهم وحبهم له وعشرتهم الطيبة وما إلى ذلك.
وقد يستثقل ربع من قوم شتى شد الرحيل فيقيمون بمكان وجدوا فيه ضالتهم من بئر ماء ورعي غنم فيقيمون ويكونون نواة جديدة لمجتمع او قبيلة جديدة مستقلية كما ذكرنا آنفا.
وقد يختصم رجل مع قومه أو يطردونه أو يشرد منهم أو يهجرهم لسبب وينزل بين آخرون. وهكذا
هناك احتمالات (أو سيناريوهات) كثيرة جدا جدا تفسر اسباب هذه التفاوت بين ابناء القبيلة الواحدة في الانتساب لجد مفترض
اخيرا المهم : تذكروا قول تعالى: فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون