لما توفي المولى ادريس الازهر خلفه على الامامة ابنه محمد بعهد من ابيه اليه ، وأوصته جدته كنزة أن يشرك اخوته معه في سلطانه ، فيقسم دولته الى عمالات يتولاها اخوته. فولى أخاه القاسم سبتة وطنجة وقلعة حجر النسر وبسكرة وتطوان وما يتعلق بهذه المدن من بلاد وقبائل وولى اخوته عمر ، عبدالله ، يحي ، عيسى ، احمد و حمزة على جميع جهات وعمالات المغرب وأبقى لعمه سليمان بن عبد الله الكامل الحكم على تلمسان ، واكتفى هو بحاضرة فاس.
لكن عيسى الذي ولي أعمال شالة وسلا وأزمور وتامسنا وبرغواطة لم يلبث أن ثار على أخيه وشق عصا الطاعة مطالبا بالأمر لنفسه . فكتب محمد لأخيه القاسم يأمره بالزحف على عيسى لاخضاعه بالقوة . لكن القاسم أحجم عن القيام بهذه المهمة واعتذر عن عدم تنفيذ أوامر أخيه بأبيات من الشعر أوردها صاحب الحيلة السيراء وفيها يقول:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
سأترك للراغب الغرب هبا = وان كنت في الغرب قيلا وندبا
وأسمو الى الشرق في همة = يعز بها رتبا من أحبا
وأترك عيسى على رأيه = يعالج في الغرب هما وكربا
ولو كان قلبي عن قلبه = لكنت له في القرابة قلبا
وان أحدث الدهر من ريبه = شقاقا علينا وأحدث حربا
فاني أرى البعد سترا لنا = يجدد شوقا لدينا وحبا
ولم نجد قطعا لأرحامنا = نلاقي به آخر الدهر عتبا
وتبقى العداوة في عقبنا = وأكرم به حين نعقب عقبا
وأوفق من ذاك جوب الفلاة = وقطع المغارم نقبا فنقبا[/poem]
[align=right]ولما مات القاسم رحمه الله دفن في مسجد بناه لنفسه في أصيلا على ساحل المحيط بمكان يعرف بتهدارت ولا زال هذا المسجد قائما قرب طنجة .
وما يهمنا هو أن القاسم جد الوكيليين ، خلف أربعة أولاد وهم : محمد ، يحيى ، الحسن و عياد.
وكان الذي فر من وقع سفك دماء الاشراف الادارسة من طرف موسى بن أبي العافية التسولي عامل الدعوة الشيعية ، عمران بن سالم بن عياد بن احمد بن محمد بن ابي القاسم الى تادلا كما فر آل ادريس الى أطراف المغرب. واستوطن عمران بلاد تادلا وأولاده وأحفاده من بعده الى أن ولد ميمون الملقب أبو وكيل جد الوكيليين بعد سنة 442 هجرية ، وأخوه عبد الرحمان بن مسعود بن عيسى بن موسى بن عزوز بن معزوز بن عبد العزيز بن علال بن جابر بن عمران بن سالم بن عياد بن احمد بن محمد بن القاسم .
وفي سنة 515 هجرية سافر ميمون أبو وكيل وأخوه المذكور حاجين بيت الله الحرام ولقيا الامام الغزالي ومحمد بن صالح ومكثا هناك يسمعان العلم الى أن ظهرت دعوة الموحدين ورئيسهم محمد المهدي بن تومرت في المغرب واندهشت دولة اللمتونيين ، ومات عبد الرحمان أخو أبي وكيل ودفن بالمدينة المنورة، ورجع أبو وكيل الى المغرب حيث وجد آيت ادراسن قد زحفوا من ناحية مراكش الى واد زيز ، فذهب اليهم حيث لقيهم في حرب مع الوزير عبد المومن الموحدي في واد زيز فأصلح بينهم وبينه ، وآل ادراسن هم بنو مطير ومجاط وآيت عياش بطون من صنهاجة ، فعظموه وبجلوه فسكن هناك وجعل محلا للأضياف ترده الزيارات من كل جهة ، وتزوج بنت عمه عبد القادر بن عبد العزيز فولدت له خمسة أولاد هم : عيسى ، مسعود ، سليمان ، احمد و ابو بكر .
أما عيسى ( الملقب مخوخ ) فسافر الى ملوية ومات هناك حيث يوجد قبره في عيون سيدي ملوك وعليه قبة الى الآن ومن ذريته أبو الحسن علي دفين بني توزين وعليه هو الآخر قبة هناك وجل أحفاده بمستقر جدهم المولى ادريس بزرهون ، اما مسعود فذهب الى تادلا وقبره هناك عليه قبة على وادي أم الربيع ، اما سليمان فقبره يبعد بنصف ميل من أبيه قرب جفي ، واما احمد فدفن مع أبيه في روضته بوادي زيز .
والوكيليون والبوكيليون ينتمون لجد واحد مشترك هو سيدي ميمون ( أبو وكيل )
أما النفر الثلاثة الذين ذكرهم ابن الزيات في كتابه ( التشوف الى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي ) فلا صلة لهم بهؤلاء الشرفاء الا من جهة الدين ، وهم مرابطون وهم كما ذكرهم صاحب الكتاب : أبو وكيل ميمون ابن تيكرت الوريكي الأسود ويسمى ميمون الموفق ، كان من العلماء العارفين بمذهب مالك بن أنس رحمه الله، والثاني أبو وكيل ميمون ابن تاميمونت فهو من أهل أبي سكة من بلاد دكالة ، والثالث هو أبو وكيل ميمون ابن سحنون الجراوي أصله من تادلا وقدم مراكش ثم عاود الى تادلا وبها كان رمسه .
وعليه فان الجد الجامع للسلالة الوكيلية أو البوكيلية هو ميمون أبو وكيل بن مسعود بن عيسى بن موسى بن عزوز بن معزوز بن عبد العزيز بن علال بن جابر بن عمران بن سالم بن عياد بن احمد بن محمد بن القاسم بن ادريس الثاني بن ادريس الاول بن عبدالله الكامل بن الحسن المثتى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
= نقلا عن كتاب الابانة عن المغمور في نسب شرفاء أهل الناظور ونبذة عن وثائقهم = الجزء الأول لصاحبه البشير بن المختار محمد بن منصور المنصوري الوكيلي . وبالمناسبة هو كتاب متخصص في السلالة الوكيلية زاخر بالوثائق المخطوطة وشجرات أنساب الوكييليين والظهائر الشريفة الصادرة في توقيرهم.
وهذا هو النسب المجمع عليه في كل بلاد المغرب من طرف هؤلاء الشرفاء ، واي زيادة أو نقصان من الجد الجامع ابو وكيل ميمون فما تحت فهي مردودة على أصحابها ، وذلك باجماع كافة علماء الامة في بلاد المغرب وعلى مر العصور . وقل ربي زدني علما[/align]