الحمدلله وحده والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
لا بد أن أسجل بداية -من باب ذكر الفضل لأهله- أن كل ساعة أمضيها في "ديوان الأشراف الأدارسة"
تؤكد لي أنني -فيما يخص ثقافة الشرف عموما,بما فيها مسؤولية الشرف- في المكان المناسب ؛بل في منبر واعد؛سيحقق تراكمات من شأنها المساهمة في اثراء التاريخ ,وتصحيحه أحيانا؛,واحياء المندثر من الأنساب ,وخدمة آل البيت عموما ,والأدارسة خصوصا ؛تكملة لمجهودات جبارة بذلها سادتنا النسابون في أزمنة سحيقة لم يكن لهم من عتاد فيها غير أقلام قصبية ؛لكنها لاتنطق عن الهوى.
ألح علي هذا المدخل ما أورده الشريفان السيدين لعروسي والرمضاني من توجيهات أخلاقية وعلمية أكاديمية أثرت في بحق أنا المراقب التربوي المتقاعد الذي خدم الأجيال لعشرات السنين.
ان ديوانا فيه من الشباب من هو أهل لنصح الشيوخ لا يمكن الا أن ينجح في تحقيق مقاصده النبيلة التي ليس منها أبدا التجريح والاحراج والاستقواء ؛فمن تواضع لله رفعه أقولها واكررها ؛وما طلبت من أحد أن ينحني لأحد ,خارج مفهوم التواضع هذا.
لا بد أن ينسحب شكري أيضا على أخي الرحاوي ,لمساهماته وتساؤلاته ,شريطة ألا يتعجل وألا يفرغ المداخلات من محتواها العلمي ,ونواتها الصلبة ,ويرد على الحواشي ؛وأطلب منه خصوصا -في اطار الأمانة العلمية- ألا يقولني مالم أقله في باحثين أكاديميين في تاريخ الجهة الشرقية ؛وكما لم أتنازل لموليراس وأتركه يمر أطروحته الفجة ,ولم أنس القائد بلعيد, بعد أن نسيه الجميع تقريبا ,لا يمكن أن
أتساهل مع أي باحث يخطئ في تاريخ قبيلتي ,لأنني منها ,بل من أسرة سيرت أمورها لقرون .لقد أحلتك على دليل قاطع يؤكد اشتغالي الأكاديمي على تاريخها ؛وبامكاني أن أزوك بنص الدراسة أيضا.
لن اكرر هنا ما قلته في ردي وسأركز على منطلقات أساسية حتى يتطور النقاش ايجابا ,ويفضي الى نتائج نستفيد منها جميعا ,وتجعل زوار الديوان لا يأسفون على مرورهم:
1. من العرب ,في المملكة المغربية الشريفة-من تمزغ ومن الأمازيغيين من تعرب(ابن خلدون) ؛وهذا مفخرة لهذا البلد ؛مصداقا لقوله تعالى " اذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم...الآية.
2.لا خلاف بين المؤرخين في كون خروج الأشراف الأدارسة من فاس لم يكن خروج سياحة بل خروج تقية وتنكر ,ومحافظة على الأرواح والذرية النبوية؛وقد ذكر الشريف ايهاب التركي بهذا.
3. علينا أن نفكر لم عبر أولاد سيدي زكري كل منبسط طافراطا ,وسهل أنكاد الغربي الخصيب ؛ولم يستقرواولم يفضلوا الا شعابا جبلية وعرة ؛يصل فيها جبل تامنارت الى 1300م؛وأصغرها جبل "العلم"
نعم كصنوه في الشمال,الى قرابة ال800م. احيلك على ما أثثوا به هذه الجبال من مزارات ذات دلالة كبيرة(انظر الدراسة المنشورة بالديوان)
4.لم رحب أولاد سيدي زكري بشرفاء تنزي من أولاد الزناكي وزروق وسيدي الخلادي أثناء وفادتهم
في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي؟
5.لم رحبوابأهل شراعة من الرصمة منذ قرابة القرنين ومنهم اليوم دوار لمعايشة(عاود قراءة برحاب) واقرأ ما يؤكده العشماوي من نسبة هؤلاء للشرف "أهل وادشراعة"
6. قارن بين الرجلين"سيدي أحمد بنيوسف عاش في القرن السادس عشر الميلادي" سيدي زكري - حسب التقديرات المؤسسة على شجرته وقاعدة ابن خلدون عاش قبل هذا بقرون عديدة.
7.لا جدال في أمازيغية القبيلة لسانا وثقافة ؛يقول بهذا كل من كتب عنهم من مغاربة وأجانب ؛وأنا بنفس - والى شهور معدودة- كنت مقتنعا بهذا ؛لكن لاأحد -وأقول هذا جازما- انتبه الى سيدي زكري جدنا ,ونحن بالأمازيغية"آيت زكري وبانطق الزناتي آث زكري ؛وحينما عربت الكلمة أصبحت الزكارة حوبعد هذا رسمها المستعمرون هكذا les Zkara.
أنت أخي رحاوي تتعصب لأمازيغيتنا فسمنا آث زكري؛أليست هي "أولاد زكري".اذا كنت تعلم لنا بسهل أنكاد أبناء عمومة لانعرفهم فاستبق الى الأجر بجمع الأرحام.
8. سيظل أولادزكري فخورين بثقافتهم ولسانهم الأمازيغيين ؛لكن أليس من حقهم الانتقام من موسى بن أبي العافية بعد قرابة الألف سنة من تهجيرهم .لماذا لا تتريث -ان كنت لاتساعد-حتى يحسم أولو الاختصاص ؛ولست ملزما بأن أقول لك من هم ؛مع علمي وتقديري الكبير للجهود التي بذلتها الدولة العلوية الشريفة في الانتصار لآل البيت المطهرين ؛واني من المتتبعين لأفضال جلالة الملك محمد السادس على كل الشرفاء بالمغرب ,تنصيبا للنقباء ,وتجديدا لظهائر التوقير,وتكريما معنويا ,وصلة مادية ؛فلماذا أخي رحاوي تزايد علي في هذا الجانب ؟ نحن في منبر يؤسس لعلم حديث في الأنساب ,مستثمرا جهود الأقدمين ؛ومن قال بأن هذا تحتكره جهة دون أخرى؟ألم يلجأ السلاطين كلهم الى العلماء لتمحيص الأنساب وتدوينها ؟
لا داعي لأن ابرهن لك عن معرفتي بتكوين قبيلتي فكأنك تسألني عن أبوي واخوتي منهم؛أوكأنك "مهدي التمر الى هجر" لافخر في هذا فهل أفهم في أصلك وقبيلك أفضل منك أخي ؟
10. سل الأخوين العروسي والرمضاني ,وشرفاء جبال الريف وجبال والماس ,واقرأ المعسول وسوس العالمة ينبئك الكل بأن الأمازيغ لهم حظ كبير في الشرف .
11 حدثك هشام الريماوي عن رواية شفوية لم أكن أرغب في ذكرها لأحد ؛أو على الأقل الى أن يحين وقتها ؛وما دام قد ذكرها فلا بأس أن اوضح واتمم:
- والدة جدي القائد محمد وهي "خدومة" وقد عاشت 114سنة كانت تردد ,نقلا عن موروثها القبلي القديم ,لأنها كانت أمية وثبت عندي أنها لم تغادر القبيلة أبدا."جئنا من واد الرمان وغادي نرجعو لواد الرمان" اقرأ الكتاب الذي قدمه الشريف ايهاب عن الزاوية الشبيهية لتقترب من المجال الجغرافي لوادي الرمان. بعض قدماء القبيلة كانو يسمون الأشياء بأسمائها كما روى لك هشام الريماوي.
- فيما يخص أولاد بوريمة الذين ينسبهم فوانو لبني مرين وجدت عند عبد الهادي التازي أن بني مرين فرقة من الأشراف الجوطيين فتنبه الى هذا.
كانت جدتي لوالدي رحمها الله تنهانا في صغرنا عن قتل الرتيلاء قائلة "أنتم ريماويون تعالجون من أصابته هذه الحشرة بريقها فلا تقتلوها"
ضمن دوارنا "أولاد بوريمة" توجد فرقة من "أولاد حليمة" وهم منسوبون للشرف في عددمن المصادر.
ومعذرة أخي رحاوي ان كنت قسوت في بعض مفرداتي -سابقا- لأنني أنخرط دوما في كل كتاباتي حتى يكاد دمي يتحول مدادا .هكذا نحن سلالة رجال التعليم التي أتعبت أعصابها رسالتها النبيلة ؛ولاندم والحمد لله.