و اسمعوا منا سيدي مشهور هذا العرض:
الرحاحلة آل سيدي رحال السملالي قد حازوا الشرف جيلا بعد جيل، ولا تجد في القبائل والبلدان إلا من يخاطبهم بلفظ الشريف الرحالي، في جميع القرى والمدن والمواسم، قال الشيخ محمد المختار الشرايبيي الفاسي( اسألوا عنه اهل المغرب) في قصيدته ذات 136 بيتا و هي المعنونة ب عقد الجواهر و اللآلي و الفتح الوهبي المتوالي... في التعلق بسيدي رحال البدالي (مطبعة الأمنية الرباط 1957):
ألا يا عباد الله صلوا وسلموا ***** على احمد المختار تنجو من العطب
وآله و الأصحاب ما در كوكب ***** و ما طلعت شمس و ما قرصها غرب
ثناء ذو العرفان و العلم و الأدب ***** و ما حل في الأذهان بالحب و الرضب
و ذاك الذي نعني هو الشيخ رحال ال ***** بدال سبا عقلي له قلبي انجذب
قديما لدى الأجيال يعرف انه ***** و لي شهير من ذوي المجد و الحسب
الى أن قال:
على نسلكم سر النبوة ظاهر ***** و هل تبصر العميان ما عنهم انحجب
هو العمري المجنوي لنسبة ***** قد اشتهرت عنهم بماض من الحقب
لجده ذي الأسرار أي عمر الذي ***** بوادي تساوت رقى الجن فاجتنب
و نعم اخوه احمد هو كلم ***** البهائم و الأموات من امره عجب
و كذلك اخوهما امحمد الذي ***** يقال له مولى الصهريج ابو القطب
فعابد الرحمان اخوهم فعبد الإله ***** عبد العزيز صغيرهم انتخب
فهم ستة أسد و والدهم عبد ***** العزيز بن رحال فياله من نسب
ذرية فيها الولاية و الهدى ***** فكم أولياء سادة قد علوا رتب
و كم من قباب شيدت ببلادهم ***** و كم من أسود اتلفوا من لهم عتب
و لا تسمعن من مبغض و مجاحد ***** فليس بنبح الكلب ينتقص الكوكب
مقام به تزهو القلوب و تمتلي ***** سرورا فلا هم هناك و لا رهب
فكيف عرف الشيخ محمد المختار الشرايبي الفاسي ان سر النبوة ظاهر على نسل الشيخ سيدي رحال؟؟؟؟؟؟؟
وحيث أن الرحاحلة حازوا نسب الشرف، فإنه يثبت لأن الخبر المستفيض يثبت به النسب كما قال الشيخ عبد الباقي الزرقاني والشيخ التسولي، وكما في حسن نتائج الفكر وكما في نظم سيدي عبد القادر من أهل محمد سالم الشنقيطي، وكما في فتاوى أهل المغرب قال الشيخ التاودي: " الشهادة لها ثلاث مراتب: المرتبـة الأولى تفيد العلم وهي المعبر عنها بالتواتر كالسماع بأن مكة موجودة فهذه بمنزلة الشهادة بالرواية وغيرها مما يفيد العلم والمرتبة الثانية: شهادة الاستفاضة، وهي تفيد ظنا يقرب من القطع، وترتفع عن السماع مثل الشهادة بأن نافعا مولى ابن عمر وعبد الرحمن هو ابن القاسم، والهلال إذا رآه الجمع الصغير من الناس." وقال الشيخ الرهوني والتسولي قد قيل لابن القاسم أتشهد بأنك ابن القاسم ولا تعرف أنه أباك ولا أنت ابنه إلا بالسماع؟ قال: يقطـع بهذه الشهادة ويثبت بها النسب والإرث. قال ابن رشد: لا خلاف في هذه لأن الخـبر إذا انتشر أفاد العلم فإذا انتشر الخبر بأن فلانا تزوج بفلانة وكثر القول به جازت الشهادة بالنكاح على القطع وإن لم يحضر لعقده وكذا الموت والنسب ، قال الرهوني: وبعض الأئمة رضوان الله عليهم من حاز نسبا مدة طويلة مثل أنه قرشي فعلى من نفاه الحد، وقال الشيخ أحمد بن خالد في طلعة المشتري: قال مالك رضي الله عنه: الناس مصدقون في أنسابهم، إذا عرفوا بالنسب وحازوه كحيازة الأملاك، قال الشيخ عبد الباقي الزرقاني: قال الشيخ زروق رحمه الله: من وجد بيد آبائه شيئا فليتمسك به للبركة وإن لم يقف على صحته (الحديث) " التبرؤ من النسب وإن دق كفر، والناس مصدقون في انتسابهم مالم يعلم خلاف ذلك، و الخلاف في حالة الرحاحلة هنا ليس في انتساب علي الى سليمان كما توهمته الهيئة الموقرة، و نقول لهم إسئلوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، بل الخلاف في إثبات الذرية لعلي بن محمد بن سليمان بن عبد الله المحض، لأن بعض مؤرخي المغرب لم يثبتوها له كالشيخ حشلاف في كتابه سلسلة الأصول و مولاي ادريس الفضيلي العلوي في كتابه الدرر البهية، و إن اعتمدنا على المؤلفين المتأخرين وحدهما اتفق مع الهيئة الموقرة في نفي الشرف عن الرحاحلة و أسلم لهم به، و لكننا نجد احد اعمدة الأنساب المتقدمين و هو ابن حزم في جمهرته يقول ولد سليمان بن عبد الله هذا: محمد، القائم بالمغرب. فولد محمد بن سليمان هذا: إدريس، وعيسى، وإبراهيم، وأحمد، وعلي، والحسن، كلهم أعقب. ومنهم حمود بن علي بن محمد بن سليمان -فانظروا الى ابن حزم كيف اعطى مثالا لأحد ذرية علي بن محمد بن سليمان الذي هو حمود بن علي - وهم بالمغرب كثير جداً، وكانت لهم بها ممالك عدة، قد بطل جميعها؛ ولم يبق منهم بها رئيس أصلاً . ثم نجد علي بن ابي الغنائم العمري في كتابه المجدي في أنساب الطالبيين قد قال: ، والعقب من ولد محمد بن سليمان في عبد الله وأحمد وادريس وعيسى وابراهيم والحسن والحسين وسليمان وحمزة وعلي. و على هذا تتماثل بينتي النفي والإثبات لذرية علي بن محمد بن سليمان و إذا وضعنا الأمر بين يدي الشريعة فرأيها واضح لأن المثبت للشيء مقدم على النافي، زد عليه أن ابن حزم المتوفى سنة 456هجرية هو الأقدم زمنيا من بين كل هؤلاء و كفته لوحده ترجح على كفة الشيخ حشلاف صاحب السلسلة و كذا على الفضيلي صاحب الدرر البهية و ما هما الا من مشايخ القرنين 19 و 20 الميلاديين
فهل بعد كل هذا من حق ابدته الهيئة الموقرة.
توقيع الشريف يوسنيزم الرحالي السملالي الحسني