العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > استراحة الأشراف الأدارسة
 

استراحة الأشراف الأدارسة استراحة مفتوحة لجميع الاعضاء يتم فيها قبول جميع المواضيع التي ليس لها علاقة بالاشراف الادارسة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-10-2008, 07:55 PM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





Lightbulb عادات الشرفاء الأدارسة الشبيهيون بالمغرب.

[align=right]المبحث الثالث
دار الزاوية
مع بناء الضريح بنيت دار لإيواء الشريفات الفقيرات، تنفق نظارة الأحباس على نزيلاتها وتكسوهن وتوفر لهن جميع ضروريات العيش الكريم، بعيدًا عن الالتجاء للغير، حفاظاً على كرامتهن وشرفهن. كما كان المحسنون يقدمون لهن في الأعياد الدينية الهدايا من لباس ومأكولات وأضحيات العيد.
وكانت لدار الزاوية مهمة اجتماعية أخرى، تتجلى في إيواء النساء اللائي يتخاصمن مع أزواجهن. وقد اعتاد الفلاحون والكسابة والتجار، من زرهون ومن مناطق أخرى، تخصيص جزء من منتوجهم أو كسبهم، و ينذرون ذلك للشرفاء، ويقدمونه أيام المواسم أو بمناسبة زيارتهم للضريح، حيث يسلم إلى مقدم دار الزاوية حتى يقرر المكلفون بالفتوحات مصيره: فإما أن يتمّ توزيعه على الشرفاء، أو بيعه وإظافة ثمنه إلى مدخول الربيعة (أي الصندوق المخصص لوضع الفتوحات النقدية)، ليوزع على المستحقين. ويوجد بالقرب من دار الزاوية بيت اللحم (أو دار الذبائح، كما سماها ابن زيدان)، تدبح فيها المواشي المهداة، وتوزع على الشرفاء حسب ترتيب سكناهم من الضريح. وكانت توجد سجلات خاصة بهذا التوزيع. وكان لدار الزاوية وبيت اللحم عدد من البوابين، يقومون بتوزيع المؤونة واللحم وبالتنظيف أيضا، وبما يحتاجه الضريح من أشغال. وكان عددهم يصل في بعض الأحيان إلى عشرين رجلا.

المبحث الرابع
عادات وتقاليد الأسرة الشبيهية
وحتى تكتمل نظرة القارئ على العائلة المعنية بهذا الكتاب، لابد من الكلام عن حياة أفرادها ومعاملاتهم العامة في بيئتهم ومحيطهم.
فالملاحظ والمعاش أن تصرفاتهم إسلامية الأساس، ممزوجة بما علق بها من مظاهر الحضارة عبر التاريخ، وتأثير المناطق التي سكنتها العائلة : طنجة، منطقة سهل الغرب، فاس ومكناس. هذا بالإضافة إلى تأثير علاقات العائلة بعائلات المناطق الأخرى التي تزور الضريح ويستضيفها الشرفاء، وكذا من خلال المصاهرة معها في بعض الأحيان، لأن العرف الذي كان سائدا في القديم في وسط العائلة ألا تتم المصاهرة إلا بين أبناء العمومة القريبة والبعيدة. ولا يجرؤ عامة الناس على الزواج من الشريفة، احتراما وتقديرا لها.
وكان للأب الدور الرئيسي في تسيير العائلة، في حين كان للمرأة الدور الأساسي في مباشرة شؤون البيت -وما أكثرها وأخطرها- نظرا لكون المرأة تتحمل مسؤولية تربية النشء، وتهيئته ليكون عنصرا صالحا لمجتمعه. وكانت للمرأة المسنّة الكلمة الأولى والأخيرة داخل البيت، لأن تجربتها وخبرتها تجعلان منها المؤطرة المسموعة الكلمة، توقرها كل نساء العائلة، وأمرها منفذ من لدن الجميع.
وقد امتازت هذه العائلة -غنيها وفقيرها- بمستواها الحضاري الرفيع. فمستوى المعرفة لأفرادها كان مرتفعا، لا يقل عن حفظ المتعلم لجزء من القرآن الكريم واطلاعه على عدد من المتون التي تجعله يلمّ بواجباته الدينية، ويقوم بعباداته على الوجه الصحيح، ويحفظ الكثير من التصليات والدعوات والأوراد. فكل أطفال العائلة مروا من "المسيد" أي الكتّاب القرآني. إلا أن الفتيات ينقطعن عن الدراسة ما بين ثمانية وعشرة أعوام. ومنهن من كانت تحفظ القرآن بأكمله، وعددا من الأحاديث، وبعضًا من أمهات الشعر العربي. بل كانت إحداهن تدرّس القرآن في بيتها للفتيات، وذلك ليتفرغن لتعلم تدبير شؤون البيت، إما داخل عائلاتهن أو عند دار المعلمة. وكانت لهذه الدور مهمة تعليم الفتيات قواعد الطرز الفاسي و الرباطي والسلاوي و صناعة الشبكة و الفصالة والخياطة والطبخ وتدبير شؤون المنزل.
أما الذكور فكانوا يتابعون دراستهم القرآنية والعلمية. ومن لم تكن له القدرة على ذلك، فكان يوجه حسب ميول والده الحرفي. وبما أن العائلة الشبيهية كانت تهتم بالفلاحة والكسب والصناعة التابعة لهما، فأفرادها كانوا ملاكين للأراضي، مزاولين للفلاحة بأنفسهم رغم غناهم وعلمهم. أما المهن الأخرى فلم تكن تستهويهم، ماعدا الخياطة والنجارة والتجارة. ولا يبقى منهم عاطلاً في وسط العائلة إلا أفرادا قلائل بسبب تخلفهم العقلي.
كانت الجدية والحشمة والرأفة والوقار تطبع سلوك أفراد العائلة فيما بينهم ومع أقربائهم ومعارفهم ومع باقي أفراد محيطهم. وكانت احتفالاتهم العائلية تجمع حولهم الأقرباء والأصدقاء. وكانت كل الاحتفالات –التي يتمّ تنظيمها بمناسبة ختمة القرآن الكريم، أو العقيقة أو الختان أو الخطوبة أو الزفاف- تبتدئ بإكرام الفقهاء والضعفاء على حد سواء. أما المأكولات فلم تكن تختلف كثيرا بالرُّغم عن اختلاف المستوى المادي للعائلات، لأن المؤازرة بين أفرادها كانت من شيم الجميع. وكانت صلة الرحم قوية ومستمرة بين الأفراد، والتواضع من طبيعة الكبير والصغير.

يتبع . . . .
[/align]
[align=center]المصدر:
http://chbihi-idrissi.ifrance.com/quisontchbihi.htm[/align]

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي ; 02-10-2008 الساعة 08:00 PM.
رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 02-10-2008, 07:59 PM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





افتراضي

[align=right]الأزيــاء والأوانــي
إن درجة تحضّر الإنسان –ماديًا- تتجلى في ملبسه ومأكله ومسكنه. والمظهر العام للعائلة كان تقريبا موحدا في اللباس وفي مظاهر الحياة الأخرى. إلا أنه كان هناك فرق في نوعية اللباس والفراش وقيمتهما المادية. فبالنسبة للباس كان لكل مستوى نوعيته، وكذلك المفروشات. وأطباق المأكولات منها ما هو عادي، ومنها ما هو خاص بالأعياد والمناسبات. كما أن الأواني كانت تختلف من مستوى لآخر، رغم أنّ شكلها يكون موحدا في الغالب. فالأواني المنزلية الممتازة والأثواب الرفيعة كانت تستورد من الخارج، وخاصة من الصين وفرنسا وإنكلترا. وكان التجار الفاسيون يسافرون إلى تلك البلدان ليستوردوا سلعهم. ومنهم من كانت ترافقهم زوجاتهم عندما تطول مدة الإقامة بالخارج. ومنهم من ازداد أبناؤهم بتلك الدول. ومن أرقى الأثواب والأواني التي كانت البيوت تتفاخر بها ثوب "الملف" الفرنسي والأنجليزي، والأثواب النسوية الحريرية الفرنسية المجلوبة من مدينة ليون (Lyon) ومن الصين والهند، وأواني "البلاّر" (البلّور) الفرنسي Saint Louis))، وأواني الفخار من نوع "الطوس" الصيني، وأواني الشاي والقهوة الأنجليزية وبابورات روسيا. وكانت أواني معمل رايث (Wright) الأنجليزية أفخر ما كانت تعتز به العائلة، وتفتخر به أمام ضيوفها، مظهرة لهم بذلك فرحها وتقديرها باستقبالهم بتلك الأواني نظرا لجودتها وارتفاع أثمانها. وتعدّ هذه الأواني في وقتنا الحاضر من التحف النفيسة الباهضة الثمن، لأن المعمل الذي كان ينتجها بمدينة منشستر الإنجليزية (Manchester) قد أغلق أبوابه منذ عشرات السنين. وكانت نفس الأواني تصنع بفاس من النحاس والفضة والفخار والزجاج، إلا أنها كانت أقل قيمة وثمنًا من مثيلاتها المستوردة. وقد اشتهر الفخار المغربي بجودته وتنوعه، وكان يشغّل يدًا عاملة مهمة في مدن فاس، مكناس، سلا وآسفي. وقد اشتهرت عائلات في أسفي بصناعتها المتقنة للفخار. ومن بينها عائلة الشريف السرغيني، وعائلة ابن ابراهيم الفخاري. وقد تخرج على يد المعلم المشهور السيد: عمالي، عدد ممن اشتهر اسمهم في ميدان صناعة الفخار الرفيعة والمتقنة، والمزركشة بماء الذهب والألوان الزاهية التقليدية. ومما هو معلوم أن تلك الأواني الفخارية كانت تستعمل لتقديم الأطعمة، كالشواء والبسطيلة والمحنشة وأنواع الكسكس والفواكه. أما أنواع أكلات الدجاج والفراخ واللحوم فكانت تقدم في طواجن فخارية سلاوية توضع فوق صحون نحاسية لتحافظ على سخونتها. ومن بين منتوجات الفخار -زيادة على الأواني المنزلية- الزليج بأنواعه والقرمد. وقد كان لزرهون فخاره الخاص والذي كان يمتاز على أنواع الفخار الأخرى بكونه حافظ على طبيعته البدائية، والتي يرجع عهدها إلى ما قبل الإسلام. وآخر "معلم" اشتهر بهذه الحرفة في الزاوية الإدريسية: الشريف سيدي بوبكر بن الطالب العلوي.
إنّ الكلام عن هذه الأواني يدفعني إلى ذكر الشاي ومكانته في الأوساط المغربية.

الشــاي
يعتبر الشاي عندنا سيد المشروبات على الإطلاق، والأكثر تداولا عند الفقير والغني على حدّ سواء. يشرب الشاي طول النهار، قبل الأكل أو بعده. وهناك أكلات لابد من مصاحبته لها، منها الشواء – الكباب – الكفتة – "الخليع"، الخ...). ومن المعلوم أن تحضير الشاي يتمّ بأوراق الشاي المجففة والسكر والنعناع أساسًا، يضاف إليها الشيبا أو السالما أو هما معًا، وقد يقتصر على الشاي صرفا، وهو أفضل عند أهل الذوق كإخواننا الصحراويين، سكان الساقية الحمراء ووادي الذهب، وخصوصا أبناء عمنا شرفاء الركيبات. ويتطلب تهييئه أثاثًا وأوانيَ خاصة، منها ما هو في متناول الجميع، ومنها ما ثمنه مرتفع، فيبقى استعماله منحصرا في بعض الأوساط الغنية -كما سبق ذكره في هذا الفصل. وكان الشاي يعطر بالعنبر في ليالي الشتاء، حيث يوضع العنبر في آنية فضية خاصة به، تسمى "معلقة العنبر أو العنبرة"، لها غطاء مثقب يمكّن من احتباسه داخلها وتسرّب نكهته إلى البّراد؛ ثم تزال آنية العنبر ويحتفظ به لاستعماله مرات متعددة حتى يدوب تمامًا. ومن المعلوم أن العنبر يزيد للشاي نكهة خاصة، كما أنه يدفئ الذات ويريحها وينشط الفكر. ونظرًا لانتشار هذا المشروب في جميع المناطق المغربية فقد خصه الأدباء بكتابات عديدة نثرًا وشعرًا. ولقد وقفتُ على شرح أرجوزة [10] حول الشاي وآدابه و"إقامته" (أي تحضيره) وما يحتاج إليه. ومما جاء في الأرجوزة :

وتتكوّن هذه الأرجوزة من اثنين وأربعين بيتا، يصف فيها صاحبها الفقيه: عبد السلام الأزموري جلسة شاي بأسلوب بديع. وقد خللها الشارح بأشعار وفوائد رائعة. ولا تكمل جلسة الشاي في وسطنا إلا بإحضار المبخرة لحرق العود القماري لتعبق رائحته الطيبة، وصينيةِ المراش لتعطير الجلاّس. وكان ماء الزهر يستعمل في الشتاء، وماء الورد في الصيف. ويضاف إلى هذا كله أنواع الحلويات وخاصة كعب الغزال والغريّبة. ولتهييئ الشاي عاداته وتقاليده وجوّه الخاص، مثل ما يحفه به أصحابه الأصليون سكان الصين من طقوس وأدبيات يحتاج شرحها وتفصيلها إلى مؤلف خاص. ومن بين الطرائف التي حكاها الدكتور عبد الفتاح الزنيفي [12] في الموضوع أنّ شرب الأتاي يستحب فيه أن يتوفر على ثلاث حاءات: وفسرها بحلاوة المشروب، وحماوته، وحرورته. وقد زاد صهرنا مولاي إدريس، حفيد العلامة سيدي الفضيل، الحاء الرابعة بأنه حلال.

الأزياء والحلي لدى المرأة
كان لرجال العائلة الشبيهية ونسائها لباس خاص، لا يختلف عن لباس العائلات الفاسية والمكناسية. فبالنسبة للنساء كن يرتدين التشامير –وهو من ثوب أبيض أو مزخرف بالألوان الزاهية- ثم القفطان الذي كان يصنع من ثوب "الملْف" أو "شاركة" [13]، ثم "الدفين" وهو من ثوب رهيف، لونه موحد أو مزركش. وتلبس المرأة سروالا بألوان زاهية. وكانت النساء يتفنّنّ في خياطة لباسهن بأيديهن، مستعملات الخيوط الحريرية أو المذهبة. وكانت النساء يستعملن "الخمال" في أوقات العمل لرفع أكمامهن إلى الأعلى. و"الخمال" عبارة عن مجدول أي خيط عادي أو حريري مقوى ومفتول، طوله متر ونيّف، يعقد من رأسيه، وتمرره المرأة على قفاها وتدخل يديها فيه، وتتبث به أكمامها إلى الأعلى.
أما الحلي فكانت النساء يتزينّ "بخيط الريح" الذي يوضع فوق الجبين، و"الحلقات" في الأذنين، والتاج فوق الرأس، والشوكة في عنق الدفين أو صدره، و"مدجّة" الجواهر في العنق، و"الدبالج" (الأساور) في الأيدي، والخواتم في أصابع اليد. وكان حزامهن عبارة عن "مضمة" حريرية بزيمها من فضة، أو من ذهب في بعض الأحيان. و قد تكون المضمة من ذهب خالص أو من فضة. وتضع المرأة في رجلها خلخالا من ذهب أو فضة، وتنتعل بلغة عادية من جلد ملون، أو شربيلاً مطرزًا بالصقلي أو الحرير. وكانت النساء تسترن شعرهن "بالسّـبْنية" الحريرية المزركشة الألوان؛ ويضعن عصابة في مقدمة الرأس لتثبيت السبنية عليه. وعندما تخرج المرأة من بيتها تلتحف "بالحايك" الذي كان يصنع من ثوب صوفي أبيض أو تتخلله خطوط سوداء، تلفّه المرأة حول جسدها، وتضع نقابا يحجب وجهها إلا العينين.

الزيّ الرجـالي
أما الرجال فكان لباسهم على الشكل الآتي :
كان الرجال يرتدون "التّشامير" (وهو قميص طويل أبيض)، والقفطان من مَلْف ملون خافت، أو قَشابة من صوف بالنسبة للفقراء، ثم "فرَجية" من مرزاية (وهو ثوب شفاف أبيض) للميسورين. أما الحزام فكان عبارة عن مضمة من حرير أو من جلد، أو من ثوب مقوى بالنسبة لعامة الناس. ويكتمل لباس الرجال بارتداء "جلابة" خفيفة بيضاء، وفوقها جلابة غليظة ملونة في الأيام الباردة. أما في وقت الحر فيكتفي الرجال بالتشامير والجلابة الخفيفة البيضاء أو في لون آخر حسب ذوق الرجل. كما يرتدي الرجل سروالا من ثوب خفيف في الصيف، ومن "شاركة" في الشتاء، وينتعل بلغة صفراء من الجلد، وجوارب من صوف أو خيط. كما يعتمّ الرجال -حسب رتبهم الاجتماعية- إما "بالشد والشاشية" بالنسبة لرجال المخزن والعلماء، أو بالطربوش الفاسي الأحمر، أو طربوش بدون شوشة ملوّن حسب رغبة المستعمل والمنتشر استعماله بمكناس وفي أوساط الحرفيين عامة. وفي غالب الأحيان يغطى الطربوش بقُبّ الجلابة التحتية، ويبقى قُبّ الجلابة الفوقية منسدلاً على الظهر إلا في حالة المطر فيغطي به رأسه. أما فقراء العائلة فكان لهم نفس اللباس، إلا أن الأثواب المستعملة تكون من الصوف المصنع محليا بالزاوية. وقد كانت هذه الصناعة مزدهرة وتشغل عشرات من الرجال والشبان والنساء اللاتي كن يهيئن خيوط الصوف بالتقنيات القديمة بمختلف مراحلها الضرورية.
ويستعمل الثوب الصوفي كذلك من طرف الميسورين، نظرا لجودته ودفئه وتنوع حياكته وفق فصول السنة. وأما الأثواب الرخيصة الثمن فكانت متوفرة بكثرة وفي متناول الجميع. ويضع الفقراء طواقي صوفية أو خيطية، أو "رُزّة" (أي العمامة) من ثوب فوق رؤوسهم. وكان يعاب على من ترك رأسه عاريا، إلا في حالات خاصة لدى بعض المتصوفة الذين لا يغطون رؤوسهم، ومنهم من يحلق شعر رأسه ويترك اللحية، ومنهم من لا يحلق رأسه فينساب شعر رأسه وتسمى الوفرة. أما أطفال العوام فكانوا يحتفظون "بالقرن" [14] في أعلى الصدغين الأيمن والأيسر، بالإضافة إلى عُرف (وهو عبارة عن مساحة مستطيلة من الشعر القصير في وسط الرأس، يمتدّ من فوق الجبهة إلى مؤخرة الجمجمة)، ويحلق ما تبقى من شعر الرأس. ثم يُحلق الرأس بأكمله عند البلوغ. أما أبناء العائلة الشبيهية فكانوا يحتفظون "بالقُطاية"، وهي عبارة عن ظفيرة من الشعر في وسط الرأس، ويحلقون ما تبقى منه.
وأستحضر هنا الدور الكبير الذي كان يلعبه الحلاق في وسطنا الاجتماعي. فأدواره ومهماته كانت تطغى على حياة الأفراد. فزيادة على الحلاقة، كان "يحجم" لبعض الناس قصد التخفيف من الضغط الدموي والحفاظ على صحة جيدة كما جاء في السنة النبوية. وكانت هذه الطريقة تريح عددا من الناس رجالا ونساء. وكان الحلاق يقوم بختان الأطفال، واقتلاع الأسنان، ويهيئ "الشَّـدّ" الخاص بالشخصيات (وهو طربوش تلفّه عمامة على هيئة مخصوصة)، لأنه كان يتوفر في دكانه على القالب النحاسي لتلك العملية. كما أن حضوره في المأدبات كان من أوجب الواجبات، نظرا لخبرته في تهيئ الموائد وتصفيف الطواجين والميادي أمام المدعوين لتقوية شهيتهم، وما إلى ذلك مما يتطلّبه تنظيم الحفلات حتى تمر في أحسن الظروف وأكملها، طبقًا لتقاليد الضيافة المغربية الأصيلة. وفي البوادي كان الحجام يقوم بوشم الرجال و النساء على الطريقة التقليدية المعروفة.
وعندما انضمّت الجزائر إلى الدولة الإسلامية العثمانية وبدأ المغاربة يتعاملون مع الدول الأوروبية -ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر للميلاد- ظهر نوع من الألبسة يسمى باجادور [15] انتشر في بعض الأوساط بمناسبة الختان والزفاف، فصار لباسا رسميا للمختون والعريس. كان السلهام لباس العلماء والفقهاء والوجهاء، وكان من ثوب "السوسدي" الأبيض الرفيع في الصيف، أو من ملف أسود أو ملون في الشتاء. أما في الرسميات فيكون أبيض. وكان القضاة وخطباء الأعياد والجمعة وعلية القوم يلتحفون بالكساء الأبيض من ثوب "البزيوي" المنسوج المرتفع ثمنه.
أما الأطفال فلم تكن ألبستهم تختلف عن الكبار، إلا أنهم لا يلبسون القفطان والفرجية، بل البدعية والدراعية وسروالاً، وينتعلون البلغة، ويغطون رأسهم بقب الجلباب أو الطاقية، أو الطربوش عند بلوغهم.

يتبع . . . .
[/align]

[align=center]المصدر:
http://chbihi-idrissi.ifrance.com/quisontchbihi.htm[/align]

 

 

رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 02-10-2008, 08:03 PM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





افتراضي

[align=right]الأعـياد و الأفــراح
بعد إنهاء الأشغال اليومية والواجبات الدينية والمنزلية، كانت الأعياد والحفلات وغيرها من مناسبات الفرح والبهجة تستغل للترفيه عن النفس. وكان لكل من الرجل والمرأة طريقته الخاصة في إظهار فرحه في الوسط العائلي أو خارجه. وكان للرجال حفلاتهم الخاصة بهم، وللنساء حفلاتهن. ومن الحفلات ما هو مختلط بين أفراد العائلة. ومن بين الحفلات النسائية حفلة الحناء التي تنظم مرة أو مرتين في العام: أيام المولد النبوي، أو في شهر شعبان. ولعل لهذه الحناء دورًا نفسانيا لأن النسوة لما يتعبن نفسيًّا فإنهن يشعرن بثقل في أعضائهن، وبقلة النوم وانشغال البال، فيعزين ذلك "للأرياح" أي لتأثير الجن عليهنّ، حسب اعتقادهن آنذاك. لذا كنّ ينظمن حفلة الحناء بقصد الاستشفاء. فيستدعين صديقاتهن لأمسية أو عشاء، يتم أثناءها نقش اليدين والرجلين بالحناء، في جو من البهجة والفرح والغناء، وهن بارزات فوق فراش خاص مرتفع. وتدوم حصة الحناء هذه ساعاتٍ طوالأ. ولحفلة الحناء طقوسها الخاصة حسب المستويات الاجتماعية. فمن النساء من يفضلن إحضار فرقة "اكناوة" لاعتقادهن خطورة الجن الذي يسكنهن، لأن اكناوة لهم من الطبوع المتنوعة ما يرضي أنواعًا من الجن أو يؤثر عليها. وهنا ندخل في ميدان الأمراض النفسية والشعوذة الجهلاء، ونبتعد عن الصواب.
ومما لاحظت أن سر الحناء ربما يكمن في كونها وسيلة لتركيز الذهن، ونسيان ما يشغل بال تلك النساء، وذلك بفضل الجو المتميز الذي يقام فيه الحفل، الشيء الذي تنتج عنه راحة البال المرجوة من هذه العادة. لقد كان معروفا بفاس -ومنذ القدم- ما يسمى "بسيدي فْريج" أو المارستان أي مستشفى الأمراض العقلية، حيث كانت الأجواق الموسيقية تخصص أوقاتا لتطرب المرضى وترفه عنهم. وكثير هم أولائك الذين كانوا يشفون بتلك الطريقة.
وتستعمل الحناء كذلك لصبغ شعر رأس المرأة بعد تليينه "بالغاسول"، ثم غسله على الأقل مرة في الأسبوع في الحمام العمومي الذي تكتريه العائلة ليلا بعد العشاء و للحمام عوائده و طقوسه و مشروباته وأكلاته .
كانت تربية النساء تشمل- منذ صغرهن- تعلُّم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم كاملاً أو حفظ جزء منه؛ وأقل ما كان يتعين عليهن استظهاره حزب سبح. كما كن يتعلمن بعض الألعاب خاصة صنع العرائس من قطع الأثواب المستعملة، ثم خياطة لباس هذه العرائس من أثواب جديدة وكل ما تحتاجه البنات لما يكبرن. كما كانت تربية الذوق من أولويات الأمهات. ومن جملة ما كانت تتعلمه البنت الصغيرة، العزف على آلات الطرب الجلدية (كالدّف وما شاكله) التي لم يكن يخلو منها أيّ بيت. كما كانت الفتيات يحفظن الأمداح النبوية، وقصائد الملحون الدينية والتربوية والمديحية. أما في الأعراس والمناسبات الأخرى فكانت بالمدينة أجواق نسوية تنشّط الحفلات المخصصة للنساء.ومن عادات المدينة أن العروسة تزف ليلة (الرواح) إلى بيت زوجها داخل (العمارية) نوع من الهودج العربي في موكب من أفراد العائلتين مصحوبين بأجواق الأهازيج المحلية كالغياطة والطبالة والطوائف الصوفية حسب ميول العائلات.وكانت عادة بعض بيوت الشرفاء الإختصاص في تحضير العمارية وذلك بتزيينها بلباس خاص على هيئة لباس المرأة مستعملين الأثواب من النوع الجيد وحزام خاص كما توضع سبنية في أعلى العمارية الذي يرمز إلى رأس العروسة.
وكانت تلك العائلات تحتفظ بذلك الزي لاستعماله في أعراس أخرى مساهمة منها وبالمجان في أعراس العائلات الغنية منها أو الفقيرة الشيء الذي كان يميز تلك العائلات في أوساط المدينة كما أنها كانت تضع رهن إشارة السكان أواني الطبخ الكبيرة الحجم وصينيات الشاي وما يرافقها عادة لتحضير الشاي وأطباق تقديم الأكل والحلويات وما إلى غير ذلك من زرابي وأفرشة. أما العمارية فكانت محبسة من طرف أحد الشرفاء أو الأغنياء يتم استعمالها في الأعراس وترجع إلى محبسها بعد ذلك.أما في البادية فكانت العمارية تودع مع محمل الأموات في مساجد القرى.وتسمى العمارية بتطوان وطنجة (البوجة).
أما الرجال فكانوا يتذوقون طرب الآلة، وكانوا يتقنون حفظ أشعارها وميـازينها، مثل » رمل الماية« الخاص بالأمداح النبوية. كما كان بالمدينة وبقرى زرهون أجواق الملحون التي اشتهرت حتى خارج المنطقة بجودة عازفيها، وبحفّاظها الممتازين لمختلف القصائد وخاصة القصائد الرائعة لسيدي عبد القادر العلمي.وأخص بالذكر منهم الشيخين الدائعي الصيت مولاي المهدي العلوي والسيد العرفاوي.
ومن المناسبات الدينية التي يُحتفل بها، يوم عاشوراء، وأيام العجوز، [16] والعنصرة. فبالنسبة لعاشوراء، وردت عدة أسباب لهذه التسمية، منها لأنه اليوم العاشر من محرم. وقيل لأن الله تعالى أكرم فيه عشرة من الأنبياء بعشر كرامات. وقيل لأنه عاشر عشر كرامات أكرم الله تعالى بها هذه الأمة [17]. وقد ورد عدد من الأحاديث [18] في هذا اليوم المبارك وصومه، منها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال : » ما هذا ؟ « قالوا : » هذا يومُ صالحٍ، يوم نجّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى عليه السلام «. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : » أنا أحق بموسى منكم« ، فصامه وأمر بصيامه. فلما فرض رمضان، ترك يوم عاشوراء : من شاء صامه، ومن شاء تركه.
ويعتبر يوم عاشوراء والأسبوع الذي يليه مقدسا لدى سكان المدينة عامة، والأسرة الشبيهية بصفة خاصة، حيث إن ربات البيوت كن لا يستعملن أدوات الزينة من كحل وسواك و"عكار" وعطور وما إلى ذلك، حدادا على مقتل سيدنا الحسين -رضي الله عنه- في كربلاء بالعراق. كما أن يوم عاشوراء يعتبر يوم تقرب إلى الله بالصوم وأداء فريضة الزكاة لمن كانت عليه واجبة. كما أنه يعتبر يوما للتوسعة في النفقة. وقد كانت أغلب بيوتات الأسرة الشبيهية تتناول التريد والدجاج. كما كانت الأسرة في ذلك اليوم تلبس الجديد من الثياب التي سبق إعدادها لهذه المناسبة، أو شراء الثياب الجديدة في هذا اليوم نفسه.
أما بالنسبة للذكور فإن الآباء كانوا يتنافسون في شراء اللعب لإدخال السرور والفرح على نفوس أبنائهم، ومن بينها "المهماز" و"الكابوس" (الذي كان يصنع من عود) والمقلاع و"البِناگ" (Billes) و"شرّقْراقْ".
أما بالنسبة للفتيات فتشترى لهنّ أدوات موسيقية بحجم صغير كما سبق ذكره. وقد كانت النساء يتنافسن في اللعب بالأدوات الموسيقية بين الأحياء، خصوصا وأن أحياء المدينة يطل بعضها على البعض، الشيء الذي كان يجعل هذا التنافس ("المقابلة") بينهن ممتعًا.
وأما أيام العجوز (أو الحاكوز) فهي رأس السنة الفلاحية العربية. وبما أن منطقة زرهون لها ارتباط وثيق بالميدان الفلاحي -كما أسلفت القول- فإن السكان كانوا يحتفلون بهذه الأيام التي تميزها غزارة الأمطار والبرد القارس. فقد كانت جل العائلات وعلى مختلف المستويات تستعد لهذه المناسبة، وتهيء لها الأطعمة الخاصة بها كالكسكس بنوعيه، والمحمصة والفطائر بأنواعها كالشّْـفَنْج والبغرير والمطلوع والمخمرات والملوي ودشيشة القمح التي يتمّ تناولها (بالصامت) الرب المهيأ بعصير العنب المغلى إلى أن يتبخر ماؤه، فيصير على شكل عسل. وفي الليلة الحادية والثلاثين من دجنبر الفلاحي، أي ليلة الاحتفال، كانت إحدى الخادمات المسنّات تتنكر في صفة عجوز، وتطلي وجهها بالرماد والحموم، وتلفّ حولها جلود الأضاحي، وتقوم بألعاب ورقصات بهلوانية، وتطلق أصواتا تثير خوف بعض الأطفال وضحك الآخرين، وتعظهم وتنصحهم، وهم يقدمون لها الفواكه الجافة والحلويات. وتطوف هذه الخادمة بين بيوتات العائلة الواحدة، حاملة في يدها مشهابًا مشتعلاً تكون قد أخذته من "كانون" (موقد) الدار. وأفتح هنا قوسًا لأترحم على الأمّ حسناء والأمّ عمرية والأم الدموقية.
كان الكل، في هذه المناسبة، يرجو موسمًا فلاحيّا جيدًا، تعمّ خيراته المدن والقرى. وأتساءل هنا عن العلاقة الممكنة بين هذه الطقوس وما يقام في البلدان المسيحية في أعياد ميلاد المسيح -عليه السلام- فيما يخص تلبية رغبات الأطفال، وتشوقهم طيلة السنة إلى هذه المناسبة. و"للعجوز" دور آخر يتمثل في كونها ذاكرة لأحداث العائلة السارة، والأزليات وحكايات الأطفال والأحاجي. كما أن لباس وتنكّر الخادمات في هذا الشكل يحيلنا على ظاهرة « بلماون» التي كانت منتشرة عند القبائل الأمازيغية.
وأما بالنسبة للعنصرة فإنها بمثابة انطلاق الاحتفال بموسم الحصاد، حيث كان الأطفال يتراشون بالمياه بواسطة «الزرَّاقة» التي كانت تصنع من خشب أو قصب، وهم يتسابقون في الطرقات. وكانت الأمهات يطلبن من الأزواج إحضار "السّمّـوم" [19] من الجنان، فيعصر ويخلط مع الكحل، وتكتحل به أعين الأطفال كي لا تصاب بالرمد.
وبما أننا تكلمنا على الحاكوز والعنصرة، أرى من الواجب أن أذكّر أبنائي بتقويم السنة الفلاحية التي كان يعمل بها أجدادنا رحمهم الله. ولتبيان ذلك، نورد شرحا لقصيدة أبي عبد الله سيدي محمد بن محمد العربي بن زكري، لشارحها أبي عبد الله سيدي محمد بن عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي -رحم الله الجميع [20]. وتبين هده القصيدة الشهور الفلاحية وفصولها، وبروجها ومنازلها.

يتبع . . . .[/align]

[align=center]المصدر:
http://chbihi-idrissi.ifrance.com/quisontchbihi.htm[/align]

 

 

رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 02-10-2008, 08:06 PM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





افتراضي

[align=right]وعدد أبيات القصيدة اثنا عشر بيتا، كل واحد منها مخصص لشهر من شهور السنة. ورمز الشاعر لذلك بحساب أبجدي (حساب الجمل المشرقي).

شهر يناير :
أيامه واحد وثلاثون. ففي اليوم الرابع منه سعد بْلَعْ، وهي منزلة. وفي السابع عشر منه سعد السعود. وفي العشرين منه تخرج "الليالي". وفي الثالث والعشرين تزاد في النهار ساعة بعد الرجوع، فيكون في النهار عشر ساعات وفي الليل أربع عشرة ساعة. وفي السابع والعشرين منه تمام الحرث. وفي الثلاتين منه سعد الأخبية، وهي منزلة.

شهر فبراير :
أيامه ثمانية وعشرون. ففي الثامن منه الحوت، وهو برج. وفي الثاني عشر فرغ مقدم، وهو منزلة. وفي الخامس عشر فصل الربيع، وفيه تزاد في النهار ساعة حيث يصبح عدد ساعاته إحدى عشرة ساعة، وفي الليل ثلاث عشرة ساعة. وفي الخامس والعشرين أول يوم من الحسوم، وهي سبع ليال وثمانية أيام. وفيه أيضا فرغ المؤخر، وهو منزلة.

شهر مارس :
أيامه واحد وثلاثون. ففي الرابع منه تخرج الحسوم. وفي العاشر الحمل وهو برج، وبطن الحوت وهي منزلة. وفيه كذلك اعتدال الليل مع النهار حيث يبلغ كل واحد منهما اثنتي عشرة ساعة. ثم يستمر النهار في الزيادة والليل في النقصان. والذي عليه المحققون في زمننا هذا هو أن الاعتدال في اليوم التاسع منه. وفي الثالث والعشرين النطح، وهي منزلة.

شهر أبريل :
عدد أيامه ثلاثون. ففي الخامس منه البطين وهو منزلة. وفي التاسع الثور وهو برج. وفي الثامن عشر الثريا وهي منزلة. وفي الثالث والعشرين تزاد في النهار ساعة بعد الاعتدال فيكون فيه ثلاث عشرة ساعة، وفي الليل إحدى عشرة ساعة. وفي السابع والعشرين النيسان، وهو سبعة أيام.

شهر ماي :
أيامه واحد وثلاثون. ففي أول يوم منه الدبران، وهو منزلة. وفي الثالث منه يخرج النيسان. وفي العاشر الجوزاء، وهي برج. وفي الرابع الهقعة، وهي منزلة. وتزاد في النهار ساعة، فيكون فيه أربع عشرة ساعة وفي الليل عشر ساعات. وفي السابع عشر فصل الصيف. وفي السابع والعشرين الهنعة، وهي منزلة.

شهر يونيه :
أيامه ثلاثون. ففي التاسع منه الدراع، وفي العاشر منه الانقلاب وهو رجوع الشمس. والذي عليه المحققون في زمننا هذا أنه في اليوم التاسع منه. وفيه تزاد في النهار ساعة، فيصير عدد ساعاته خمس عشرة ساعة، ويمتدّ الليل تسع ساعات. وهو أطول يوم في العام وأقصر ليل فيه. وفي هذا الشهر أيضا السرطان، وهو برج. وفي الثاني والعشرين، النثرة وهي منزلة. وفي الرابع والعشرين، العنصرة، وهي يوم واحد.

شهر يوليوز :
أيامه واحد وثلاثون. ففي الخامس منه الطرفة وهي منزلة. وفي الحادي عشر الأسد وهو برج. وفي الثاني عشر تدخل السمائم وهي أربعون يوما. وفي الثامن عشر الجبهة وهي منزلة. وفي الخامس والعشرين تزاد في الليل ساعة بعد الرجوع فيكون فيه عشر ساعات، و في النهار أربع عشرة ساعة.

شهر غشت :
أيامه واحد وثلاثون. ففي اليوم الأول منه الخرثان، وهي منزلة. وفي الحادي عشر العذراء، وهي برج. وفي الرابع عشر، الصرفة وهي منزلة. وفي السابع عشر فصل الخريف. وفي العشرين منه تخرج السمائم، وتزاد في الليل ساعة فيكون فيه إحدى عشرة ساعة، وفي النهار ثلاث عشرة ساعة. وفي السابع والعشرين يكون العواء، وهي منزلة.

شهر شتنبر :
عدد أيامه ثلاثون. ففي التاسع منه السماك وهي منزلة. وفي الحادي عشر الميزان وهو برج، وفيه أيضا اعتدال الليل مع النهار، فيصير في كلٍّ منهما اثنتا عشرة ساعة. ويستمر الليل في الزيادة والنهار في النقصان. والذي عليه المحققون في زمننا هذا أنّ الاعتدال يكون في اليوم العاشر منه. وفي الثاني والعشرين الغفار وهي منزلة.

شهر أكتوبر :
أيامه واحد وثلاثون. ففي الخامس منه الزبنان وهو منزلة. وفي الثاني عشر العقرب وهو برج. وفي السابع عشر بدء الحرث. وفي الثامن عشر الإكليل وهو منزلة. وفي الرابع والعشرين يزاد في الليل ساعة بعد الاعتدال فيكون فيه ثلاث عشرة ساعة وفي النهار إحدى عشرة ساعة. وفي يوم انتهائه القلب وهو منزلة.

شهر نونبر :
عدد أيامه ثلاثون. ففي الحادي عشر منه القوس وهو برج. وفي الثالث عشر الشولة وهي منزلة. وفي السادس عشر فصل الشتاء. وتزاد في الليل ساعة فيصير في الليل أربع عشرة ساعة، وفي النهار عشر ساعات. وفي السادس والعشرين منه النعيم وهي منزلة.

شهر دجنبر :
عدد أيامه واحد وثلاثون. ففي التاسع منه البلدة وهي منزلة. وفي العاشر الجدي وهو برج، وفيه أيضا الانقلاب وهو رجوع الشمس. والذي عليه المحققون في زمننا هذا أن هذا الانقلاب في التاسع منه. وتزاد في الليل ساعة فيكون فيه خمس عشرة ساعة، وفي النهار تسع ساعات، وهو أقصر نهار في العام وأطول ليل فيه. وفي الثاني عشر "الليالي" وهي أربعون يوما. وفي الثاني والعشرين سعد الذابح وهو منزلة.

يتبع . . . .[/align]

[align=center]المصدر:
http://chbihi-idrissi.ifrance.com/quisontchbihi.htm[/align]

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي ; 02-10-2008 الساعة 08:09 PM.
رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 03-10-2008, 01:49 AM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





Lightbulb

[align=right]وهكذا، وبما أن المنطقة فلاحية بالأساس، فإن العائلات تملك العراصي بضاحية المدينة، تتنـزّه فيها من حين لآخر، وخاصة في فصل الربيع مع العائلة بأكملها. ويستدعى لها الأقارب والأحباب، وتهيأ فيها أنواع المأكولات الرفيعة والمشروبات. وفي بعض الأحيان يحضر جوق من أجواق المدينة للترفيه على المتنزهين. وإذا كانت مراكش مشهورة بأكلة "الطنجية" فإن أهل الزاوية كانوا مولعين بهذه الأكلة الشهية المتنوعة الأشكال. وتكمن الحكمة والسر في طريقة طهيها وجودة قطع اللحم المختارة لها. وكان المارّ من باب "الفرناتشي" (وهو مكان تسخين ماء الحمامات وأفرنة طهي الخبز) يشم من بعيد روائح الطناجي التي تطبخ في تلك الأماكن.
وكان "القَبَّاط" أو "الحاضي" (أي الحارس) مكلفًا بتلك العراصي. وكانت توجد فيها كذلك أماكن لتربية بعض الأبقار لتوفير الحليب للبيت العائلي. كما كانت تربى فيها بعض الطيور كالدجاج والديك الرومي والحمام وغيرها. وكان رب العائلة يقوم بنفسه ببعض الأشغال الفلاحية ويسهر على تقليم الأشجار وخاصة "لَرْنَج" (شجر النارِنج) والورد البلدي لأنهما ضروريان حيث إنّ أزهارهما وورودهما تصلح للتقطير. ولا يُتصور بيت بدون ماء الزهر والورد. كما كانت تُقطّر عدد من العشوب قصد التطبيب بها، ومنها فْليو والزّعتر.، في حين كان يدخر الحَلحال والخزامى والحبة السوداء والكَرْوية وعدد من الأعشاب الغابوية التي كانت موجودة بكثرة في المنطقة.
لقد كانت هواية القنص تمارس من طرف أفراد العائلة، وكانوا يحرصون عليها بانتظام، وبالوسائل المتوفرة لديهم وخاصة الفخ. وكان طير الحجل موجودًا بوفرة، والأرانب كان منها ما يربى في العراصي العائلية. ويستعان بكلب السلوقي في الصيد.
كانت مياه وادي الرمّان -الغزيرة آنذاك- تتدفق بمحاداة المدينة، وتصب فيه ينابيع كثيرة، منها : عين شانش، عين خيبر، عين وليلي، عين بوسعيد، عين القصر وعين ابن اسليمان. وكانت العرصات تسقى من ماء هذه العيون. وكان بهذا الوادي سمك كثير، يشغل بعض العائلات وتتعيش من اصطياده. أما سمك "الشابل" فكان يستورد خلال أيام فصل الربيع من وادي فاس القريب من زرهون. وكان هذا النوع يستهلك بكثرة من طرف السكان. كما كان ماء النهر يشغل مطاحن الحبوب التي بنيت على ضفته اليمنى. وفي الصيف كان أبناء المدينة يستحمون فيه بالمكان المسمى بالغدير، القريب من عين الحامة الرومانية، وبمكان آخر من هذا النهر يعرف "بالعزاني".
كان رجال العائلة، منذ سن الكهولة، يبدأون في الاستعداد لأداء فريضة الحج. ومنهم من جاور بمكة المكرمة، ومنهم من أقام بالمدينة المنورة. و كانت الرحلات الحجازية تحكى على كثير من الموائد وحول صينية الشاي. كما كانت لعلماء الحجاز صلة ودية ووثيقة مع إخوانهم علماء الزاوية. وكانوا يتبادلون الإجازات العلمية في الروايات الحديثية وغيرها.
لقد سررت عندما زرت قسم الوثائق التابع لخزانة الحرم النبوي الشريف، أثناء تواجدي في البقاع المقدسة، سنة 1411 هجرية (نوفمبر1991 ميلادية). وبشوق عميق صعدت الدرج ودخلت القاعة واتصلت بالقيّم على القسم. وبعد استفساره عن محتويات النفائس الموجودة فيه، طلبت منه أن يناولني أحد الكتب المخطوطة. وبعد الاطلاع عليه فوجئت وسررت في نفس الوقت، لأنني وجدته كتابا مغربيا، عنوانه : » الدر النفيس في بعض من بفاس من أهل النسب الحسني« ، بدون اسم المؤلف، وسنة تأليفه 1305 هجرية [21]. وهذه النسخة ضمن المجموعة عدد 35- السير. وهو « وقف مؤبد، وحبس مسرمد، على من عيّن له، ومقره المدينة المنورة، من محمد العزيز الوزير، حسب الحجة المؤرخة بغرة رجب سنة 1320 هجرية «. وفي طليعة مَن ذكر فيه الجوطيون. وقد طلبت نسخة مصورة منه فسلمت لي.

كما عثر ابني أمين -أصلحه الله وإخوته وأبناء المسلمين، آمين، أثناء حجه عام 1422 هـ، على نسخة مطبوعة من كتاب »الدر السني للنسب الحسيني والحسني« لعبد السلام القادري، والذي تمّ تأليفه عام 1305 هـ. وهو نفس التاريخ الذي يحمله المخطوط سالف الذكر والمتوفر بنفس الخزانة. وقد سلم له قيمها نسخة من الجانب المتعلق بالشبيهيين الذين يقول المؤلف في حقهم البيتين الآتيين [22] :
كان من عادة بعض شيوخ العائلة، بعد بلوغ الستين، الانصراف إلى العبادة، وترك تسيير شؤون العائلة لأبنائهم، مع احتفاظهم بحق مراقبة تصرفهم وتوجيههم إذا اقتضى الحال. ويبقى اهتمامهم متجها لفعل الخير والإحسان إلى الناس، منتظرين أجلهم المحتوم في اطمئنان، وبالمزيد من التقرب إلى الله بالأذكار وتلاوة القرآن والصلاة على الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.
كان لفروع العائلة الأربعة مقبرة خاصة بكل واحد منهم، بالمكان المسمى بالظهيِّـر أو بعين الرجال، يدفن فيها أموات العائلة وخدامهم وأصدقائهم، وذلك إذا لم يرغبوا في أن يدفنوا بمزارة الضريح.
وكانت طقوس الجنائز نابعة من السنة النبوية في التعجيل بالدفن، والإكثار من الصدقات لحفظة كتاب الله والمساكين، من يوم الدفن إلى اليوم الثالث منه الذي يسمى عندنا : "صباح القبر"، في حين يكون » التفريق« ليلاً، حيث يستدعى له الأحباب والأصدقاء، ويتلى خلاله الذكر الحكيم والأمداح النبوية، كما تلقى فيه بعض الكلمات ترحـمًا على روح المتوفى. وتزيد بعض العائلات في التصدق على الفقراء وإكرام العائلة يوم الجمعة الموالية للدفن، وقبل يوم الأربعين.
وتسهر كل عائلة على تصفية تركة الهالك حسب ما أوصى به الشرع، حتى لا يضيع حق أي وارث، وخصوصا إذا كان هناك قاصرون. وغالبا ما كان الهالك يوصي أحد أبنائه الراشدين أو أخاه للحفاظ على حقوق الجميع.
ارتأيت أن أتكلم على مقرّ سكنى فروع العائلة الأربعة، لأنها امتازت بكونها تحيط بالضريح من ثلاث جهات: حي تازكة ودرب لمريّح بالنسبة لأولاد سيدي عبد القادر، على يمين الداخل إلى الضريح؛ والفروع الثلاثة الأخرى تقطن بحي الحفرة: الحسنيين بدرب أولاد سيدي عبد الله، على يسار الضريح، وأولاد سيدي عبد الواحد بمدخل المزارة قبالة الضريح. وآخر من استوطن بالزاوية أولاد سيدي العربي أو دار المؤقت، بالزنقة المسماة باسم جدهم مولاي احمد بن ادريس، بمدخل المزارة السفلى، مجاورين لأبناء عمهم الوحوديين.
ومن ميزات سكنى هذه العائلات أنها كانت تشتمل على عدد من المنازل، لكل واحد منها دور خاص. كما كانت توجد بجانب هذه المنازل "رْوَى" (إسطبل) للخيل والبغال المستعملة لركوب أفراد العائلة.
كان كل فرع من هذه الفروع الأربعة يقطن عددًا من الدور المتجاورة، ويتكون من عدة عائلات تعيش في وئام ونظام، لها مطبخ واحد كبير أو دار للطبخ مستقلة، ودار لاستقبال الضيوف. وكانت تلك الدور متصلة فيما بينها بخرّاجات أو "صابات" بنيت على الأزقة. وقد تتصل تلك الدور فيما بينها بواسطة ممرّ تحت أرضي كما هو الحال بالنسبة لسكنى دار المؤقت. وعندما يكثر أفراد العائلة أو يحدث خلاف بين النساء فإن أحد الإخوة يفضل شراء منزل بنفس الحي يستقل فيه مع عائلته.
تتكون "الدار الكبيرة" -والتي لا تتعدى مساحتها في الواقع 120 مترًا مربعًا- من ستّ إلى عشر غرف، مع عدد من المرافق الصحية والمستودعات، موزعة على مستويين، أي سفلي وفوقي. وكان السطح خاصًا بالنساء، يقضين فيه بعض أشغالهن، ويسترحن فيه من الأتعاب اليومية، ويتذاكرن مع جاراتهن. وغالبا ما كان يوجد في السطح منزه. ونظرا لبناء المدينة فوق هضبتين، فإنه لم يكن يسمح للرجال بالصعود إلى السطوح. وإذا كانت هناك أشغال تستدعي صعودهم إليه، فإن العمال ينادون فوقه:» ديرو الطريق آ الجيران! «. كما أن المؤذنين عند ما يصعدون إلى صوامع المدينة، كانوا لا ينظرون إلى أسفلها، وقارًا وحياءً أن تقع أعينهم على النساء إن وجدن في أحد السطوح.
وفيما يتعلق بشكل بناء المنازل فإنه لا يختلف عن الشكل الفاسي بزليجه الرفيع وجبصه المنقوش والملون، وكذا "حلقة" الدار المكونة من البرشلة الخشبية الرفيعة، وسقوف البيوت المصنوعة من الخشب المزركش بأزهى الألوان.

تفرش البيوت بالزرابي الرباطية أو الأمازيغية أو التركية، وباللحـاف المملوءة بالصوف. وتوضع فوقها المخدات أو "السّْطَرمِيّات" المستديرة الشكل، والمملوءة هي أيضا بالصوف. ويوضع على نافذتي كل غرفة وبابها إزار رهيف وخامية من ثوب متين، أو زحافة ودخشوشة لستر الطرف الأيمن منها في مناسبات الزفاف أو العقيقة أو الختان. ويكون لكل فرد من العائلة "بيت" أي غرفته الخاصة.
أما فيما يتعلق بطبخ الطعام فإنه يتمّ في الدار المعدّة لذلك. وفي وقت الأكل يقدم الطعام للرجال أولا ثم للنساء بعدهم. وتشرف إحدى نساء العائلة على الطبخ بالتناوب كل يوم مع النساء الأخريات، الشيء الذي يذكي التنافس بينهن في تقديم أحسن الأكلات. وغالبا ما كانت كل واحدة منهن متخصصة في نوع من أنواع المأكولات. ويخصص بيت كبير أو "دويرية" لتخزين "العولة" التي تتكوّن من جميع المواد الغذائية غير القابلة للتلف، والدهنيات من زيت وسمن و"اخليع" وغيره. أما الحبوب فكانت تخزن "بالمرس" الذي تحفر فيه مطمورات لهذه الغاية. وكانت هذه "لَمْراس" في حي للاّ يَطّو، الموجود في قمة أحد مرتفعي الزاوية.

ملحوظة : عن كتاب النقيب سيدي محمد الشبيهي الموقت "الإطلالة الزهية على الأسرة الشبيهية".
1425 هـ –2004 م.
انتهى.
[/align]

[align=center]المصدر:
http://chbihi-idrissi.ifrance.com/quisontchbihi.htm[/align]

 

 

التوقيع :

مدينة زرهون بالمغرب مرقد جدي
خليفة المسلمين إدريس الأول بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط بن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
مؤسس الخلافة الإسلامية بالمغرب.

جوال / 00966531607460
رد مع اقتباس
 

  #6  
قديم 03-10-2008, 05:58 AM
الصورة الرمزية عبدالله بن محمد الادريسي
عبدالله بن محمد الادريسي عبدالله بن محمد الادريسي غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي

بارك الله فيك وفي طرحك الممتع وجزاك الله خير

 

 

التوقيع :

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir