العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > قيافة الأشراف الأدارسة
 

قيافة الأشراف الأدارسة قيافة الأشراف الأدارسة علم يهتم بدراسة وتتبع هيئات وأشكال السادة الأشراف الأدارسة ومدى تشابههم ببعضهم البعض أو بأبناء عمومتهم من السادة الأشراف أهل البيت النبوي الشريف عليهم السلام أو العلوية أو الهاشمية أو القرشية أو المضرية أو العدنانية أو الإسماعلية أو الإبراهيمية وتفسير التغيرات التي قد طرأت على هيئاتهم وأشكالهم بسبب الدماء الدخيلة عليهم من قبل أمهاتهم.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 16-01-2014, 09:41 AM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





افتراضي إشتراك ذرية إسماعيل وإسحاق عليهما السلام في الملامح والصفات الوراثية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه المخلصين الأوفياء

من المعلوم أن رسول الله سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم له أبنان وهما:
نبي الله إسماعيل عليه السلام الذي أمه هاجر القبطية

إسماعيل بن إبراهيم شخصية مذكورة في كل من التوراه والقرآن.
يعتبر في الدين الإسلامي كنبي، ولكن في الديانتين المسيحية واليهودية يعتبر شخصية من التوراة (العهد القديم) فقط.
1 في المسيحية واليهودية

1.1 اسماعيل في التوراةفي المسيحية واليهودية

اسماعيل ( بالعبرية יִשְׁמָעֵאל وبالعربية إسماعيل و ترجمته " الله يسمع" ) ، وكان اسماعيل الابن الاكبر لأبراهيم من خادمة زوجته سارة التي كان اسمها هاجر.
اسماعيل كان اول من ذٌكر في سفر التكوين من كتاب التوراة كألابن الاكبر لابراهيم من هاجر " التي هي فتاة مصرية كانت تعمل كخادمة لسارة" .
لاتعترف اليهودية والمسيحية بأن اسماعيل نبي من أنبياء الله .
اسماعيل في التوراة

في كتاب التوراة ( العهد القديم) ، حياة اسماعيل مشروحة في سفر التكوين اصحاح ( فصل) 16 ومايليه. في سفر التكوين اصحاح 16 ، سارةالتي هي زوجة ابراهيم اعطت خادمتها هاجر لابراهيم حتى تحبل منه ولد وتدعوه ابناً لها ، بذلك استخدمت سارة خادمتها كوسيلة للحمل بالطفل لأعتقادها بأن الله لن يجعلها تحبل ابداً ( التكوين اصحاح 16:2) . اصبحت هاجر خمل وبدأت بأهانة سارة ، لذلك طردت سارة خادمتها هاجر من بيت ابراهيم في ثورة غضب .
فهربت هاجر من سارة إلى البرية وهناك ظهر لها ملاك ، قال لها ملاك الرب بأن ترجع إلى بيت ابراهيم وقال الملاك ايضا : "لأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكِ فَلاَ يَعُودُ يُحْصَى" و اكمل قائلاً : " هُوَذَا أَنْتِ حَامِلٌ، وَسَتَلِدِينَ ابْناً تَدْعِينَهُ إِسْمَاعِيلَ (وَمَعْنَاهُ: اللهُ يَسْمَعُ) لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ شَقَائِكِ. وَيَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يُعَادِي الْجَمِيعَ وَالْجَمِيعُ يُعَادُونَهُ، وَيَعِيشُ مُسْتَوْحِشاً مُتَحَدِّياً كُلَّ إِخْوَتِهِ " (تكوين اصحاح 16).
لذلك عادت هاجر إلى بيت ابراهيم ومعها ابنها الذي اسمته اسماعيل. بعد اربعة عشر سنة من ولادة اسماعيل وجدت سارة "زوجة ابراهيم" نفسها حامل بأبن ابراهيم "اسحق" . وعندما كان عٌمٌر اسماعيل 16 عاماً ، أغضَبَ سارة ، فسألت سارة ابراهيم أن يطرد هاجر وابنها اسماعيل.
كَبٌرَ اسحق ، وفي اليوم الذي فٌطم فيه أقام ابراهيم وليمة كبيرة ، لكن سارة لاحظت بأن اسماعيل يسخر من ابنها اسحق ، لذلك قالت سارة لابراهيم: " اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ " ( تكوين اصحاح 10-21:8) .
مع ان ابراهيم لم يكن مرتاح من موضوع طرد هاجر واسماعيل ،لكنه استسلم إلى امر امرأته سارة بعدما وعدة الله بأنه سيعتني بأبنه اسماعيل ويجعل له نسلاً كما لاسحق.
وكل هذا ضايق ابراهيم كثيرا لانه كان ابنه ولكن الله قال له " لاَ يَسُوءُ فِي نَفْسِكَ أَمْرُ الصَّبِيِّ أَوْ أَمْرُ جَارِيَتِكَ، وَاسْمَعْ لِكَلاَمِ سَارَةَ فِي كُلِّ مَا تُشِيرُ بِهِ عَلَيْكَ لأَنَّهُ بِإِسْحقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ " ( تكوين اصحاح 13-21:11) .
ذهب هاجر واسماعيل إلى برية بئر سبع ، وعندها مرت هاجر وابنها بفترة عصيبة ، فسمعت صوت من السماء يقول :" مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَاهَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقًى. قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً " ( تكوين اصحاح 12) .
وبذلك سكن هاجر واسماعيل في صحراء فاران وبرَع اسماعيل برمي القوس وا تخَذَت لهٌ امَه زوجةً من مصر .
وعد الله لأبراهيم

وقال الله لابراهيم " إِنَّ سَارَةَ زَوْجَتَكَ هِيَ الَّتِي تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحقَ (وَمَعْنَاهُ يَضْحَكُ). وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ وَمَعَ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَهْداً أَبَدِيّاً. أَمَّا إِسْمَاعِيلُ، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً. غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُبْرِمُهُ مَعَ إِسْحقَ الَّذِي تُنْجِبُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ" ( تكوين اصحاح 17)
وهؤلاء اولاد اسماعيل الاثنا عشر بالترتيب " وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْمَاعِيلَ مَدَوَّنَةً حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلاَدَتِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. " ( تكوين اصحاح 25) .
ولاسماعيل ابنة اسمها بَسْمَةَ . ( تكوين اصحاح 36:3) حيث تزوجها عيسو ليرضي اهله ( تكوين اصحاح 28:9) .
نسل اسماعيل

ويظهر اسماعيل مع اخوه في دفن ابيهما ابراهيم " فَدَفَنَهُ ابْنَاهُ إِسْحقُ وَإِسْمَاعِيلُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ، فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ مُقَابِلَ مَمْرَا " ( تكوين اصحاح 25:9) .
وقد صاروا ابناء اسماعيل الاثني عشر رؤساء لاثنتي عشر قبيلة وانتشرت ذريته من حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الْمُتَاخِمَةِ لِمِصْرَ فِي اتِّجَاهِ أَشُّورَ.
يقول جيروم بأنه في ايام اسماعيل كانوا يسمون المقطعات العربية بأسماء القبائل.
تسلسل اولاد اسماعيل وفقاً لتأريخ ميلادهم: (سفر التكوين)

نَبَايُوتُ ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ .
في الاسلام

في الإسلام يعتبر إحد الأنبياء. بينما في نصوص التوراه والعهد القديم فيعتبره اليهود والمسيحيون على أنه إبن إبراهيم من هاجر المصرية، كانت جارية لسارةالزوجه لأبراهيم. ولكنه ليس بمثابة نبي اطلاقا بالنسبة لهم. هو الذي فداه الله حين راى ابراهيم في منامه انه يذبحه ، وهو نطق بالعربيه و تزوج من قبيلة جرهم اللذين سكنوا بجواره و جوار امه و يعتبره النسابه ابو العدنانيون لان عدنان ولده فاذا اسماعيل هو ابو العرب المستعربه.و يجزم المسلمون بأن محمد بن عبد الله رسول الإسلام] من نسل إبراهيم وإسماعيل وإنه قام و والده إبراهيم ببناء الكعبة. عاش 137 سنة. دفن بجوار والدته (هاجر) في مكة في المكان المسمى بحجر اسماعيل الداخل في الكعبه. لم يستطع أحد إثبات أنه مدفون بالحجر ( المسمى حجر إسماعيل وذلك للأسباب التالية
  • الحجر جزأً من الكعبة
  • لو كان حجر اسماعيل جزأً من الكعبة لكان ذكر المؤرخون بأنه دفن في داخل الكعبة
  • لو كان حجر إسماعيل هو قبر إسماعيل لكن حرم على الناس المشي من فوق القبر
  • اذا كان قد أرسل إلى قوم أخرون فهذا يعني بأنه لم يدفن بمكة
ويترجح حسب المؤرخين المسلمين أنه أرسل إلى القبائل العربية التي عاش في وسطها، من قبائل اليمن و العماليق. امتدحه الله في الاية القرآنية : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 54-55].
النبي إسماعيل في الإسلام

دعاء إبراهيم(عليه السلام)
كان نبي الله إبراهيم(عليه السلام) متزوجاً من سارة أخت نبي الله لوط(عليه السلام)، وهي ابنة خالته، وأنه لم يرزق منها بولد طوال أكثر من عشرين عاماً، فدعا إبراهيم عليه السلام ربَّه قائلاً: {ربّ هب لي من الصالحين}.
السيدة هاجر
وكانت سارة تعلم برغبة إبراهيم (عليه السلام) في أن يصبح أباً ويكون له ولد يعينه في حياته ويرثه بعد مماته. وكانت لها جارية مصرية قبطية، اسمها هاجر، فوهبتها له، ليتزوجها عسى أن يتحقق له مايريد.
ولادة اسماعيل عليه السلام
وهكذا حقق الله دعوة خليله إبراهيم(عليه السلام)، وحملت هاجر {فبشرناه بغلام حليم}، وهو اسماعيل(عليه السلام).
فاغتاظت سارة ولحقتها الغيرة، فكانت تدور بينها وبين هاجر خلافات كالتي تحصل بين الزوجتين في البيت الواحد، ولكن إبراهيم(عليه السلام) كان يوفق بينهما في كل مرة.
وظلت الحال كذلك حتى ولدت هاجر إسماعيل(عليه السلام) وكان إبراهيم(عليه السلام) في السادسة والثمانين من العمر، وسارة قد بلغت سن اليأس من الإنجاب، فتعاظمت غيرة سارة، وبات إبراهيم(عليه السلام) في حيرة في أمره، كيف يستطيع التوفيق بينهما وهو في هذا العمر شيخ كبير.
وبدأ إبراهيم(عليه السلام) يناجي ربه، ويطلب إليه أن يعينه ويساعدهُ، فبشره الله سبحانه بولد آخر تنجبه سارة: { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب. قالت: ياويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا لشئ عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله؟
بعد خمس سنوات على ولادة إسماعيل(عليه السلام) أنجبت سارة إسحاق(عليه السلام) وهكذا صار لإبراهيم ولدان: إسماعيل من هاجر، وإسحاق من سارة... ولحكمة أرادها الله، وتحاشياً لما قد يقع بين الزوجتين وولديهما من الخلاف والمشاحنات أمر الله سبحانه خليله إبراهيم(عليه السلام) أن يخرج بإسماعيل عليه السلام وأمه هاجر، ويبتعد بهما عن سارة، التي اغتمت كثيراً وثقل عليها أمر هاجر وولدلها إسماعيل، بعد أن صار لها ولدا.
بوادٍ غير ذي زرع
أذعن إبراهيم(عليه السلام) لأمر ربه، فخرج بهاجر وابنها إسماعيل عليه السلام، وهو لايدري إلى أين يأخذهما، فكان كل ما مرّ بمكانٍ أعجبه فيه شجر ونخل وزرع قال: إلى ههنا ياربّ؟ فيجيبه جبرائيل(عليه السلام): امض يا إبراهيم...
وظلَّ خليل الله وهاجر سائرين، ومعهما ولدهما الرضيع إسماعيل حتى وصلوا إلى مكة، حيث لا زرع هناك ولاماء، اللهم إلاّ دوحة ألقت عليها هاجر كساءً كان بحوزتها، ليظلهم من حرِّ الشمس اللاهبة.
أراد إبراهيم(عليه السلام) أن يترك هاجر وولدها إسماعيل، في ذلك المكان القاحل المقفر، حيث لادار ولانافخ نار، ولاطعام فيه ولاشراب، إلاّ كيس من التمر وقربة صغيرة فيها قليل من الماء كانوا قد حملوهما معهم عند بدء رحلتهم. فخافت هاجر على نفسها الجوع والعطش، وعلى ولدها الهلاك، فتعلقت بإبراهيم(عليه السلام) تريد ألا تتركه يذهب، وراحت تساله: إلى أين تذهب ياإبراهيم وتتركني وطفلي في هذا المكان الذي ليس فيه أنيس، ولا زرع ولا ماء؟!.. أو ما تخاف أن نهلك أنا وهذا الطفل جوعاً وعطشاً؟!
رق قلب إبراهيم(عليه السلام) ولكنه أمر الله له، وهو إنما ينفذ ماأمره به ربه؟
وأشاح بوجهه عنها.. ولكن هاجر ألحت في السؤال، وظل إبراهيم(عليه السلام) منصرفاً عنها يناجي ربه.. ويأتي الجواب، جازماً حاسماً لاتردد فيه ولاتراجع: إن الله هو الذي أمرني بترككم في هذا المكان، وهو لاشك سيكفيكم..
لاذت أم إسماعيل بالصمت، ورضخت هي الأخرى لما أراده الله ثم قالت: إذن لايضيعُنا..
ورفع إبراهيم(عليه السلام) يديه بالدعاء متضرعاً إلى الله وهو يهم بالعودة: { رب إنّي أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم. وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}. ثم قفل عائداً إلى بلاد الشام حيث سارة، وقلبه يهوي إلى مكة.. إلى ولده وفلذة كبده إسماعيل الرضيع، ولاحيلة له إلاّ الدعاء والتضرع.
نفد التمر والماء من بين يدي هاجر... واشتدت حرارة القيظ فعطش الرضيع وطلب الماء ليشرب.. وراح يتلوى من الجوع والعطش فلم تعد هاجر تطيق رؤية طفلها على هذه الحال، فراحت تنظر إليه وعيناها مغرورقتان بالدمع، لاتدري ماذا تفعل.. فهي لن تترك وليدها يقضي جوعاً وعطشاً, لا، لا، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المصير... فلا بد أنها ستجد الماء.. فالله لن يضيعها وطفلها..
وقامت هاجر في الوادي في موضع السعي أيام الحج، ونادت هناك: هل في الوادي من أنيس، فلم يجبها أحدٌ غير الصدى..
بئر زمـــزم
انطلقت هاجر تبحث عن الماء في كل اتجاه. وكان الصفا أقرب جبل إليها، فصعدت عليه وراحت تنظر يمنه ويسرة وفي كل ناحية فلاح لها على المروى سرابٌ طنته ماءً، نزلت عن الصفا وراحت تسعى مهرولة في الوادي باتجاه جبل المروة، وفي ظنها أنها ستجد الماء.. ولكنها لم تجده ، فوقفت منهكة تنظر وتتفحص فلاح لها سرابٌ في الجهة الأخرى على الصفا وكأنه الماء فعادت مهرولة إلى الصفا ولكنها لم تجد هنالك شيئاً.
وهكذا في كل مرة، حتى فعلت ذلك سبع مرات وطفلها لم يفارق مخيلتها، ولم تكن تطيق أن يغيب عن ناظريها.. فلما كانت في المرة السابعة، وقد اشتد بها العطش، وأخذ منها التعب، وأنهكها المسير، دون أن تعثر على الماء.. نظرت إلى طفلها والدموع تكاد تطفر من عينيها، فإذا الماء ينبع من تحت قدميه، فأتته مسرعة وراحت تجمع حوله الرمل وهي تقول: زم زم. ثم أخذت تعب من الماء حتى ارتوت وانحنت على إسماعيل ترضعه.. فإذا بها تسمع صوتاً يقول لها: لاتخافي الضيعة، فإن ها هنا سيكون بيت لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، فقري عيناً، إن الله لايضيع أهله.
أفئدة من الناس تهوي إليهم
كانت قبيله جرهم، وهي إحدى أكبر القبائل العربية في ذلك الزمان، مثلها مثل بقية القبائل العربية تجوب الأماكن بحثاً عن الماء والعشب، وكانوا يقيمون في عرفات.. مما أتاح لهم أن يروا الطير تحوم فوق وادي مكة، حيث انبجس الماء من بئر زمزم، فعرفوا أن في ذلك الوادي ماءً، وبعثوا منهم من يتحقق من ذلك، فجاؤوا إلى الوادي فرأوا هاجر وإبنها إسماعيل، وشاهدوا البئر المملوءة ماءً فأعجبهم المكان، فاقتربوا من هاجر وسألوها من تكون؟.
قصت هاجر عليهم قصتها، فطلبوا منها أن تأذن لهم في النزول قريباً منها ومن البئر، فقالت لهم: سوف أستأذن لكم زوجي إبراهيم، فإنه يتفقدنا بين الحين والحين، ولما جاء إبراهيم ليرى إلام صار حال زوجته وابنه البكر إسماعيل(عليه السلام)، سألته هاجر إن كان يأذن أن ينزل الجرهميون قريباً منها في وادي مكة، فسرَّ بذلك سروراً عظيماً، وقد علم أن دعوته بدأت تتحقق، فأذن لهم.
وجاءت رسل جرهم ليعرفوا الجواب، فأعلمتهم هاجر أن زوجها أذن لهم بالنزول قريباً منها، شرط ألا يكون لهم على الماء سلطان. فعادوا إلى قومهم يخبرونهم، ففرحوا بذلك ووافقوا.
أقام الجرهميون قرب الماء، فأنست بهم أم إسماعيل، وقد منحوا ابنها كثيراً من المواشي.
وشبّ إسماعيل(عليه السلام) بين أبناء قبيلة جرهم، كواحد منهم، فتعلم منهم العربية، وبلغ مبلغ الرجال.
الرؤيا - الإمتحان
لما بلغ إسماعيل(عليه السلام) الثالثة عشرة من عمره، أراد الله سبحانه وتعالى أن يمتحنه ويمتحن أباه إبراهيم(عليه السلام).. فأرى إبراهيم في المنام أنه يأمره بذبح ولده البكر الشاب إسماعيل .
وصدق إبراهيم الرؤيا قولاً وسعى إلى تصديقا عملاً وفعلاً، فجاء إلى ولده إسماعيل وقال له: {يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}.
ولم يكن إسماعيل(عليه السلام) ليكذب رؤيا أباه، ويرفض أمر الله مولاه، فقال لأبيه: {يا أبت افعل ماتؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين..}.
وهكذا صدق الإثنان: إبراهيم خليل الله، وولده إسماعيل عليهما السلام، صدقا أمر الله دون أن تراودهما الهواجس والشكوك، ولم يترددا في التنفيذ.. وبدأ التنفيذ العملي لذلك التصديق: قاد إبراهيم(عليه السلام) إسماعيل إلى المكان الذي أُمِر أ، يذبحه فيه، فبعث الله سبحانه إليه ملكاً على صورة شيخ جليل رزين، فقال إبراهيم(عليه السلام): ياإبراهيم، ماتريد من هذا الغلام؟ قال(عليه السلام): أريد أن أذبحه. قال الشيخ: سبحان الله! غلام لم يعص الله، ولم يأتِ مايستحق منك ذلك!
قال إبراهيم(عليه السلام) إنّ ربي هو الذي أمرني بذلك. فقال الملك الشيخ: ربك ينهاك عن ذلك . قال إبراهيم(ع): ويلك إن الذي بلّغني هذا المبلغ هو الذي أمرني به.
وظل الشيخ يحاور إبراهيم(عليه السلام) ويقول له: ياإبراهيم إنك نبي إمام، فلئن أنت ذبحت إبنك، تبعك الناس من بعدك وصاروا يذبحون أولادهم.
لم يلتفت خليل الرحمن إلى كلام الشيخ، بل أقبل يستشير ولده إسماعيل(عليه السلام) في الذبح وكيف يكون، فقال إسماعيل: يا أبتاه، غط وجهي بخمار، واربط يدي ورجلي.. فقال إبراهيم(عليه السلام): الوثاق مع الذبح!.. لا والله أجمعهما عليك، وأسلما لأمر الله.. وتلّ إبراهيم إسماعيل، وأضجعه على الأرض وأخذ السكين ووضعها على حلقه..ورفع رأسه إلى السماء .. ولكن الله العزيز العليم، لم يكن ليترك إبراهيم يذبح ولده إسماعيل وهو يعلم صدق الأثنين وتسليمهما لأمره، وقد ظهر هذا التصديق جلياً واضحاً: {فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه: أن ياإبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين}.
وأمر الله سبحانه جبريل عليه السلام فقلب السكين على قفاها، فلم تفعل شيئاً. ثم رفع إسماعيل(عليه السلام) وأتى بكبش كبير أضجعه موضعه، ونجى إسماعيل من الذبح: {وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الآخرين. سلامٌ على إبراهيم. كذلك نجزي المحسنين}.
إسماعيل(عليه السلام) وزوجتاه
وتوفيت هاجر أم إسماعيل رضوان الله عليها، فدفنها إسماعيل(عليه السلام) في مكة قرب البيت الحرام، في المكان الذي يعرف اليوم بحجر إسماعيل.
ثم تزوج فتاة من جرهم، عاشت معه بعد وفاة أمه هاجر...
ويقال في روايات : ( وجاء إبراهيم(عليه السلام) بعد فترة ليتفقد أحوال ابنه وأهله ، ولم يكن إسماعيل موجوداً في البيت، فوقف على امرأته دون أن تعرفه، وراح يسألها عن إسماعيل، فقالت: خرج يبتغي لنا.. وسألها عن أحوالهم وكيف يعيشون، فراحت تشكو الضيق وتعلن أنهم في أسوأ حال.. ولم تستضفه، فقال لها: إذا جاء زوجك فاقرئيه السلاموقولي له يغير عتبة بابه.وتركها إبراهيم(عليه السلام) وانصرف راجعاً، فلما جاء إسماعيل(عليه السلام) عرف أنّ إباه قد حضر، فسأل زوجته: هل جاءنا أحد اليوم؟ قالت: جاءنا رجل شيخ.. وراحت تصفه له وذكرت له ما سألها عنه، وأخبرته بما قالت هي له، فقال لها إسماعيل(عليه السلام) وهل أوصاكِ بشئ؟ قالت: أوصاني أن أقرئك السلام، ويقول لك أن تغيّر عتبة بابك.فقال إسماعيل(ع): ذلك هو أبي، وقد أمرني أن أطلقك، وطلّقها فلحقت بأهلها، ثم تزوج بأخرى من قبيلة جرهم. وعاود إبراهيم(عليه السلام) زيارته إلى بيت ولده إسماعيل(عليه السلام)، وكان إسماعيل خارجاً، فدخل فلم يجده ووجد زوجته، فرحبت به، واستضافته، فنزل وسألها عنه فقالت: خرج يطلب الرزق لنا. قال: كيف أنتم، وكيف تعتاشون؟ قالت: نحن بخير وسعة، والحمد لله، فقال إبراهيم(ع) وما طعامكم وشرابكم؟ قالت: أما طعامنا فاللحم، وأما شرابنا فالماء. فقال(ع): اللهم بارك لهم في اللحم والماء، ثم قال لها: إذا جاء زوجك فأقرئيه مني السلام، وقولي له يثبت عتبة بابه ويستوص بها خيراً.ولما رجع إسماعيل إلى بيته. سأل امرأته: هل زاركم أحد اليوم؟ قالت نعم، رجل شيخ حسن الهيئة، سألني عنك، فأخبرته أنّك خرجت في طلب الرزق، وسألني عن حالنا وكيف عيشنا، فأبلغته أننا بخير وسعة من الله. وسأل إسماعيل(ع) زوجته: هل أوصاك ذلك الشيخ بشئ؟ قالت: نعم، هو يقرئك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك وتستوصي بها خيراً. قال: إنه أبي، وأنت عتبة الباب، وقد أمرني أن أثبتك في بيتي زوجة لي وأستوصي بك خيراً.)
إسماعيل(ع) ينقل الحجارة لبناء البيت الحرام
غاب إبراهيم(عليه السلام) مدة لم ير خلالها ابنه إسماعيل(عليه السلام)، حتى أمره الله سبحانه تعالى، أن يبني له بيتاً في مكة، يكون مثابة للناس.
ولم يعرف إبراهيم أين يبني البيت، وتحير في الأمر، فبعث الله عزوجل جبريل عليه السلام، فأشار إليه بالمكان المناسب، وجاءه بالقواعد من الجنة.
قصد إبراهيم(عليه السلام) منزل ولده إسماعيل، وأبلغه الأمر الإلهي، فقال إسماعيل(عليه السلام): تبنيه وأساعدك.
وبدأ إسماعيل بنقل الأحجار، من ذي طوى وجبل أبي قبيس، وراح إبراهيم(عليه السلام) يبني البيت ويدعو مع إسماعيل: {ربنا تقبّل منا إنك أنت السميع العليم}.
رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بناء البيت، حتى بلغ يوم بنائه تسعة أذرع، وقد جعلا له بابين: شرقياً وغربياً يسمى المستجار. ثم إنّ جبريل (عليه السلام) دل إبراهيم على موضع الحجر الذي كان الله تعالى قد أنزله على آدم، والذي يروى أنه كان أشد بياضاً من الثلج، وإنما اسود بعدما لمسته أيادي الكفار، فأخذ إبراهيم(عليه السلام) الحجر الأسود ذاك، ووضعه في المكان الذي هو فيه اليوم.
وعند انتهاء إبراهيم وإسماعيل(عليهما السلام) من بناء بيت الله الحرام، عهد الله إليهما أن يقوما على خدمته: {... وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركّع السجود} وجعله مثابة للناس، وأمرهم باتخاذه مصلى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}.
ثم أمر الله سبحانه خليله إبراهيم(عليه السلام) أن يعلو ركناً من أركان البيت، وينادي في الناس: ألا هلم إلى الحج: {وأذَّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوَّفوا بالبيت العتيق}.
إسماعيل(عليه السلام) نبي الله
لما أحس إبراهيم(عليه السلام) بقرب وفاته، أوصى ابنه إسماعيل(عليه السلام) أن يقوم بخدمة بيت الله الحرام، ويدبر شؤونه، وهكذا كان, فبعد وفاة إبراهيم(عليه السلام)، قام إسماعيل برعاية البيت والسهر على شؤونه.. ثم إن الله سبحانه وتعالى نبأه وأرسله إلى العماليق وقبائل اليمن. فأخذ ينهاهم عن عبادة الأوثان ودعاهم إلى عبادة الرحمن، الواحد الأحد الفرد الصمد، فآمن بعضهم وكفر آخرون.
وقد ذكر الله سبحانه نبيه إسماعيل(عليه السلام) في سبع من سور القرآن المجيد، هي على التوالي: سورة البقرة، سورة آل عمران، سورة النساء، سورة الانعام، سورة إبراهيم، سورة الأنبياء، وسورة ص.
والنبي إسماعيل ورد ذكره في سورة مريم في قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا. وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}.
والنبي إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، هو أبو العرب، وعاش مائة وسبعاً وثلاثين سنة على مايذكر الرواة، وقد رزق(عليه السلام) من الأولاد اثنا عشر ذكراً هم: فائت، قيدار، إربل، ميم، مسمع، دوما، دوام، ميشا، حداد، حيم، قطورا، وماش.
وإلى إسماعيل(عليه السلام) يتصل نسب حبيب الله نبينا محمد(صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) عن طريق ولده قيدار والله أعلم، حيث قيل عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه ابن الذبيحين وهو يعني أباه عبد الله وجده إسماعيل بن إبراهيم عليه وعليهما الصلاة والتسليم.
ويذكر المؤرخون نسب النبي محمد(عليه الصلاة والسلام) : هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن عدنان بن أد بن أود بن ناحور بن يعور بن يعرب بن يشجب بن ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تارخ، إلخ....
من هنا يعلم فضل نبي الله إسماعيل(عليه السلام)، حيث أنه كان من صلبه شجرة النبوة المباركة.
ويذكر أن نبي الله إسماعيل (عليه السلام) لما أحس بدنو أجله، أوصى إلى أخيه إسحاق بتدبير شؤون البيت الحرام، وتوفي سلام الله عليه، ودفن في المسجد الحرام في المكان الذي فيه الحجر الأسود.
فسلام الله على إسماعيل إنه كان نبياً رسولاً
وكان من الأخيار وكان من الصابرين
والحمد لله رب العالمين
يتبع

 

 

التوقيع :

مدينة زرهون بالمغرب مرقد جدي
خليفة المسلمين إدريس الأول بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط بن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
مؤسس الخلافة الإسلامية بالمغرب.

جوال / 00966531607460

التعديل الأخير تم بواسطة الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي ; 16-01-2014 الساعة 09:47 AM.
رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 16-01-2014, 09:44 AM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





افتراضي رد: إشتراك ذرية إسماعيل وإسحاق عليهما السلام في الملامح والصفات الوراثية


إسحاق بن إبراهيم عليهما الصلاة والتسليم


قد قدمنا أنه وُلد ولأبيه مائة سنة، بعد أخيه إسماعيل بأربع عشر سنة. وكان عمر أمه سارة حين بشرت به تسعين سنة. قال الله تعالى: { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ } [الصافات: 112-113] وقد ذكره الله تعالى بالثناء عليه في غير ما آية من كتابه العزيز.
وقدمنا في حديث أبي هريرة، عن رسول الله:
« أن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم ».
وذكر أهل الكتاب أن إسحاق لما تزوج رفقا بنت بتواييل في حياة أبيه، كان عمره أربعين سنة، وأنها كانت عاقرًا، فدعا الله لها فحملت فولدت غلامين توأمين.
أولهما سموه عيصو، وهو الذي تسميه العرب العيص وهو والد الروم.
والثاني: خرج وهو آخذ بعقب أخيه فسموه يعقوب، وهو إسرائيل الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل.
قالوا: وكان إسحاق يحب العيصو أكثر من يعقوب لأنه بكره، وكانت أمهما رفقا تحب يعقوب أكثر لأنه الأصغر.
قالوا فلما كبر إسحاق وضعف بصره، اشتهى على ابنه العيص طعامًا، وأمره أن يذهب فيصطاد له صيدًا، ويطبخه له ليبارك عليه، ويدعو له، وكان العيص صاحب صيد، فذهب يبتغي ذلك.
فأمرت رفقا ابنها يعقوب أن يذبح جديين من خيار غنمه، ويصنع منهما طعامًا كما اشتهاه أبوه، ويأتي إليه به قبل أخيه ليدعو له، فقامت فألبسته ثياب أخيه، وجعلت على ذراعيه وعنقه من جلد الجديين، لأن العيص كان أشعر الجسد، ويعقوب ليس كذلك.
فلما جاء به وقربه إليه، قال: من أنت؟
قال: ولدك، فضمه إليه وجسه، وجعل يقول: أما الصوت فصوت يعقوب، وأما الجس والثياب فالعيص، فلما أكل وفرغ دعا له أن يكون أكبر إخوته قدرًا، وكلمته عليهم وعلى الشعوب بعده، وأن يكثر رزقه وولده.
فلما خرج من عنده، جاء أخوه العيص بما أمره به والده، فقربه إليه، فقال له: ما هذا يا بني؟
قال: هذا الطعام الذي اشتهيته.
فقال: أما جئتني به قبل الساعة وأكلت منه ودعوت لك؟ فقال: لا والله، وعرف أن أخاه قد سبقه إلى ذلك، فوجد في نفسه عليه وجدًا كثيرًا.
وذكروا أنه تواعده بالقتل إذا مات أبوهما، وسأل أباه فدعا له بدعوة أخرى، وأن يجعل لذريته غليظ الأرض، وأن يكثر أرزاقهم وثمارهم، فلما سمعت أمهما ما يتواعد به العيص أخاه يعقوب، أمرت ابنها يعقوب أن يذهب إلى أخيها لابان الذي بأرض حران، وأن يكون عنده إلى حين يسكن غضب أخيه عليه، وأن يتزوج من بناته، وقالت لزوجها إسحاق أن يأمره بذلك، ويوصيه ويدعو له ففعل.
فخرج يعقوب عليه السلام من عندهم، من آخر ذلك اليوم، فأدركه المساء في موضع فنام فيه، أخذ حجرًا فوضعه تحت رأسه ونام فرأى في نومه ذلك معراجًا منصوبًا من السماء إلى الأرض، وإذا الملائكة يصعدون فيه وينزلون، والرب تبارك وتعالى يخاطبه ويقول له: إني سأبارك عليك، وأكثر ذريتك، وأجعل لك هذه الأرض ولعقبك من بعدك.
فلما هبّ من نومه فرح بما رأى، ونذر لله لئن رجع إلى أهله سالمًا ليبنين في هذا الموضع معبد الله عز وجل، وأن جميع ما يرزقه من شيء يكون لله عشره، ثم عمد إلى ذلك الحجر فجعل عليه دهنًا يتعرفه به، وسمى ذلك الموضع بيت إيل أي بيت الله، وهو موضع بيت المقدس اليوم، الذي بناه يعقوب بعد ذلك كما سيأتي.
قالوا: فلما قدم يعقوب على خاله أرض حران، إذا له ابنتان: اسم الكبرى ليا، واسم الصغرى راحيل، وكانت أحسنهما وأجملهما، فطلب يعقوب الصغرى من خاله، فأجابه إلى ذلك بشرط أن يرعى على غنمه سبع سنين.
فلما مضت المدة على خاله لابان، صنع طعامًا وجمع الناس عليه، وزف إليه ليلًا ابنته الكبرى ليا، وكانت ضعيفة العينين قبيحة المنظر، فلما أصبح يعقوب إذا هي ليا، فقال لخاله: لقد غدرت بي وأنت إنما خطبت إليك راحيل.
فقال: إنه ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، فإن أحببت أختها فاعمل سبع سنين أخرى وأزوجكها، فعمل سبع سنين وأدخلها عليه مع أختها، وكان ذلك سائغًا في ملتهم، ثم نسخ في شريعة التوراة، وهذا وحده دليل كاف على وقوع النسخ، لأن فعل يعقوب عليه السلام دليل على جواز هذا وإباحته، لأنه معصوم.
ووهب لابان لكل واحدة من ابنتيه جارية، فوهب لليا جارية اسمها زلفى، ووهب لراحيل جارية اسمها بلهى، وجبر الله تعالى ضعف ليا بأن وهب لها أولادًا، فكان أول من ولدت ليعقوب روبيل، ثم شمعون، ثم لاوي، ثم يهوذا، فغارت عند ذلك راحيل، وكانت لا تحبل، فوهبت ليعقوب جاريتها بلهى، فوطئها فحملت، وولدت له غلامًا سمته دان، وحملت وولدت غلامًا آخر سمته نيفتالي.
فعمدت عند ذلك ليا فوهبت جاريتها زلفى، من يعقوب عليه السلام فولدت له جاد وأشير، غلامين ذكرين، ثم حملت ليا أيضًا فولدت غلامًا خامسًا منها وسمته ايساخر، ثم حملت وولدت غلامًا سادسًا سمته زابلون، ثم حملت وولدت بنتًا سمتها دينا فصار لها سبعة من يعقوب.
ثم دعت الله تعالى راحيل وسألته أن يهب لها غلامًا من يعقوب، فسمع الله ندائها وأجاب دعائها، فحملت من نبي الله يعقوب، فولدت له غلامًا عظيمًا شريفًا حسنًا جميلًا سمته يوسف.
كل هذا وهم مقيمون بأرض حران، وهو يرعى على خاله غنمه بعد دخوله على البنتين ست سنين أخرى، فصار مدة مقامه عشرين سنة، فطلب يعقوب من خاله لابان أن يسرحه ليمر إلى أهله، فقال له خاله: إني قد بورك لي بسببك، فسلني من مالي ما شئت.
فقال: تعطيني كل حمل يولد من غنمك هذه السنة أبقع، وكل حمل ملمع أبيض بسواد، وكل أملح ببياض، وكل أجلح أبيض من المعز.
فقال: نعم. فعمد بنوه فأبرزوا من غنم أبيهم ما كان على هذه الصفات من التيوس، لئلا يولد شيء من الحملان على هذه الصفات، وساروا بها مسيرة ثلاثة أيام عن غنم أبيهم، قالوا: فعمد يعقوب عليه السلام إلى قضبان رطبة بيض من لوز ولب، فكان يقشرها بلقا، وينصبها في مساقي الغنم من المياه، لينظر الغنم إليها فتفزع وتتحرك أولادها في بطونها، فتصير ألوان حملانها كذلك.
وهذا يكون من باب خوارق العادات، وينتظم في سلك المعجزات، فصار ليعقوب عليه السلام أغنام كثيرة، ودواب وعبيد، وتغير له وجه خاله وبنيه، وكأنهم انحصروا منه
وأوحى الله تعالى إلى يعقوب أن يرجع إلى بلاد أبيه وقومه، ووعده بأن يكون معه، فعرض ذلك على أهله فأجابوه مبادرين إلى طاعته، فتحمل بأهله وماله، وسرقت راحيل أصنام أبيها، فلما جاوزوا وتحيزوا عن بلادهم لحقهم لابان وقومه.
فلما اجتمع لابان بيعقوب عاتبه في خروجه بغير علمه، وهلاّ أعلمه فيخرجهم في فرح ومزاهر وطبول، وحتى يودع بناته وأولادهن، ولم أخذوا أصنامه معهم ولم يكن عند يعقوب علم من أصنامه، فأنكر أن يكون أخذوا له أصنامًا فدخل بيوت بناته وإمائهن يفتش، فلم يجد شيئًا، وكانت راحيل قد جعلتهن في بردعة الحمل وهي تحتها، فلم تقم واعتذرت بأنها طامث فلم يقدر عليهن.
فعند ذلك تواثقوا على رابية هناك يقال لها: جلعاد، على أنه لا يهبن بناته، ولا يتزوج عليهن، ولا يجاوز هذه الرابية إلى بلاد الآخرة، لا لابان، ولا يعقوب، وعملا طعامًا، وأكل القوم معهم، وتودع كل منهما من الآخر، وتفارقوا راجعين إلى بلادهم.
فلما اقترب يعقوب من أرض ساعير، تلقته الملائكة يبشرونه بالقدوم، وبعث يعقوب البرد إلى أخيه العيصو يترفق له، ويتواضع له، فرجعت البرد وأخبرت يعقوب بأن العيص قد ركب إليك في أربعمائة راجل.
فخشى يعقوب من ذلك، ودعا الله عز وجل وصلى له، وتضرع إليه، وتمسكن لديه، وناشده عهده ووعده الذي وعده به، وسأله أن يكف عنه شر أخيه العيص.
وأعد لأخيه هدية عظيمة، وهي مائتا شاة وعشرون تيسًا، ومائتا نعجة، وعشرون كبشًا، وثلاثون لقحة، وأربعون بقرة، وعشرة من الثيران، وعشرون أتانا، وعشرة من الحمر، وأمر عبيده أن يسوقوا كلًا من هذه الأصناف وحده، ليكن بين كل قطيع وقطيع مسافة، فإذا لقيهم العيص فقال للأول: لمن أنت، ولمن هذه معك؟
فليقل: لعبدك يعقوب، أهداها لسيدي العيص، وليقل الذي بعده كذلك، وكذا الذي بعده، ويقول كل منهم وهو جائي بعدنا، وتأخر يعقوب بزوجتيه وأمتيه وبنيه الأحد عشر، بعد الكل بليلتين، وجعل يسير فيهما ليلًا ويكمن نهارًا.
فلما كان وقت الفجر من الليلة الثانية، تبدا له ملك من الملائكة في صورة رجل، فظنه يعقوب رجلًا من الناس فأتاه يعقوب ليصارعه ويغالبه، فظهر عليه يعقوب فيما يرى إلا أن الملك أصاب وركه فعرج يعقوب، فلما أضاء الفجر قال له الملك: ما اسمك؟
قال: يعقوب.
قال: لا ينبغي أن تدعى بعد اليوم إلا إسرائيل.
فقال له يعقوب: ومن أنت، وما اسمك؟
فذهب عنه، فعلم أنه ملك من الملائكة، وأصبح يعقوب وهو يعرج من رجله، فلذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النساء.
ورفع يعقوب عينيه فإذا أخوه عيصو قد أقبل في أربعمائة راجل، فتقدم أمام أهله فلما رأى أخاه العيص، سجد له سبع مرات، وكانت هذه تحيتهم في ذلك الزمان، وكان مشروعًا لهم كما سجدت الملائكة لآدم تحية له، وكما سجد أخوه يوسف وأبواه له كما سيأتي، فلما رآه العيص تقدم إليه واحتضنه، وقبله وبكى، ورفع العيص عينيه ونظر إلى النساء والصبيان، فقال: من أين لك هؤلاء؟
فقال: هؤلاء الذين وهب الله لعبدك، فدنت الأمتان وبنوهما فسجدوا له، ودنت ليا وبنوها فسجدوا له، ودنت راحيل وابنها يوسف فخرا سجدا له، وعرض عليه أن يقبل هديته وألح عليه فقبلها، ورجع العيص فتقدم أمامه، ولحقه يعقوب بأهله، وما معه من الأنعام، والمواشي، والعبيد قاصدين جبال ساعير.
فلما مر بساحور، ابتنى له بيتًا ولدوا به ظلالًا، ثم مر على أورشليم قرية شخيم، فنزل قبل القرية، واشترى مزرعة شخيم بن جمور بمائة نعجة، فضرب هنالك فسطاطه، وابتنى ثم مذبحًا فسماه إيل إله إسرائيل، وأمر الله ببنائه ليستعلن له فيه، وهو بيت المقدس اليوم، الذي جدده بعد ذلك سليمان بن داود عليهما السلام، وهو مكان الصخرة التي أعلمها بوضع الدهن عليها قبل ذلك كما ذكرنا أولًا.
وذكر أهل الكتاب هنا قصة دينا بنت يعقوب بنت ليا، وما كان من أمرها مع شخيم بن جمور، الذي قهرها على نفسها، وأدخلها منزله، ثم خطبها عن أبيها وأخوتها.
فقال إخوتها: إلا أن تختتنوا كلكم فنصاهركم وتصاهرونا، فإنا لا نصاهر قومًا غلفًا، فأجابوهم إلى ذلك واختتنوا كلهم، فلما كان اليوم الثالث واشتد وجعهم من ألم الختان، مال عليهم بنو يعقوب فقتلوهم عن آخرهم، وقتلوا شخيمًا وأباه جمور، لقبيح ما صنعوا إليهم، مضافًا إلى كفرهم، وما كانوا يعبدونه من أصنامهم، فلهذا قتلهم بنو يعقوب، وأخذوا أموالهم غنيمة.
ثم حملت راحيل فولدت غلامًا وهو بنيامين، إلا أنها جهدت في طلقها به جهدًا شديدًا، وماتت عقيبه، فدفنها يعقوب في أفراث، وهي بيت لحم، وصنع يعقوب على قبرها حجرًا، وهي الحجارة المعروفة بقبر راحيل إلى اليوم.
وكان أولاد يعقوب الذكور اثنى عشر رجلًا، فمن ليا: روبيل، وشمعون، ولاوي، ويهوذا، وايساخر، وزايلون.
ومن راحيل: يوسف، وبنيامين.
ومن أمة راحيل: دان، ونفتالي.
ومن أمة ليا: حاد، وأشير عليهم السلام.
وجاء يعقوب إلى أبيه إسحاق، فأقام عنده بقرية حبرون التي في أرض كنعان، حيث كان يسكن إبراهيم، ثم مرض إسحاق ومات عن مائة وثمانين سنة، ودفن ابناه العيص ويعقوب مع أبيه إبراهيم الخليل في المغارة التي اشتراها كما قدمنا.
أنتهى.

 

 

التوقيع :

مدينة زرهون بالمغرب مرقد جدي
خليفة المسلمين إدريس الأول بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط بن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
مؤسس الخلافة الإسلامية بالمغرب.

جوال / 00966531607460
رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 16-01-2014, 09:55 AM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





افتراضي

فهنا نجد أن بني سيدنا إسماعيل عليه السلام وبني سيدنا إسحاق عليه السلام مشتركون في الملامح الشكلية والصفات الوراثية.
فربما تجد رجل إسرائيلي فيه ملامح إدريسية وإدريسي فيه ملامح إسرائيلية.

ملحوظة:
إسرائيلي النسب أي من ذرية سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام
وليس إسرائيلي الجنسية الذي ينتسب إلى دولة إسرائيل

 

 

التوقيع :

مدينة زرهون بالمغرب مرقد جدي
خليفة المسلمين إدريس الأول بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط بن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
مؤسس الخلافة الإسلامية بالمغرب.

جوال / 00966531607460

التعديل الأخير تم بواسطة الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي ; 16-01-2014 الساعة 11:57 AM.
رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 19-01-2014, 03:25 AM
الصورة الرمزية عبدالمالك زروقي الخبازي الحمزاوي الإدريسي
مراقب عام بديوان الأشراف الأدارسة
 





افتراضي رد: إشتراك ذرية إسماعيل وإسحاق عليهما السلام في الملامح والصفات الوراثية

السلام عليكم ورحمة الله
التشابه في الملامح مسألة واردة بين جميع الأجناس ...
وإذا نحن اعتبرنا أن أصولنا من آدم وآدم من تراب فلا غرابة أن يحصل الشبه بين الناس في اي مكان وفي اي زمان .....
غير أن بعد الزمن ملايين السنين كما اثبتت الدراسات العلمية الحديثة من جهة وتفرق بني الانسان في الأمصار من جهة ثانية ، واختلاط الأجناس وتزاوجها في ما بينها جعل هذا التشابه ينقص شيئا فشيئا
واذا اعتبرنا أن اسحاق واسماعيل هما ابني ابراهيم ، فكان لزاما أن يكون هناك تشابه فيما بينهما ، غير أنه كما اشارت الدراسة فإن اسماعيل تزوج من سيدة عربية من جرهم بينما تزوج إسحاق بسيدة من عائلة أبيه وأمه من العراق .....فكان لزاما أن تتغير قليلا الملامح والقسمات على الوجه والطول والقصر واستدارة الرأس وطول الأنف وقصره الى غير ذلك من ألاوصاف .....

 

 

التوقيع :
رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 20-01-2014, 09:53 PM
الصورة الرمزية وائل الريفي
وائل الريفي وائل الريفي غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي رد: إشتراك ذرية إسماعيل وإسحاق عليهما السلام في الملامح والصفات الوراثية

بارك بك أيها الشريف الطاهر إيهاب التركي نقيب الأشراف الأدارسة على هذه المعلومات الهامة
قال ابن إسحاق : وزعم الزهري عن سعيد بن المسيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصف لأصحابه إبراهيم وموسى وعيسى حين رآهم في تلك الليلة فقال أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم ولا صاحبكم أشبه به منه وأما موسى فرجل آدم طويل ضرب جعد أفتى كأنه من رجال شنوءة وأما عيسى ابن مريم ، فرجل أحمر بين القصير والطويل سبط الشعر كثير خيلان الوجه كأنه خرج من ديماس تخال رأسه يقطر ماء وليس به ماء أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفي
وذكر في صفة موسى أنه آدم طوال ولوصفه إياه بالأدمة أصل في كتاب الله تعالى ، قاله الطبري عند تفسير قوله تخرج بيضاء من غير سوء قال في خروج يده بيضاء آية في أن خرجت بيضاء مخالفا لونها لسائر لون جسده وذلك دليل بين على الأدمة التي هي خلاف البياض
"أسحم آدم" أي أنه أسود شديد السواد

 

 

رد مع اقتباس
 

  #6  
قديم 20-01-2014, 10:05 PM
الصورة الرمزية وائل الريفي
وائل الريفي وائل الريفي غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي رد: إشتراك ذرية إسماعيل وإسحاق عليهما السلام في الملامح والصفات الوراثية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها السادة الأشراف بعدإزن سعادة نقيب الأشراف أكتب لك هذه القصة أو الرواية عن أوصاف الأنبياء
هذه الرواية مسندها ضعيف ولكن فيها تمعن وخيال جميل في صور الأنبياء التي من النادر الاطلاع عليها بين الكتب
نقرأ معاً هذه القصة وننظر وصف الأنبياء عليهم السلام
القصة مذكورة في كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
لابن قيّم الجوزية


ذكر المؤلّف رحمه الله القصة في كتابه
وذلك في معْرِضِ حديثه عن نبؤات عن محمد - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب المقدس
ليثبت للنصارى واليهود أنهم يؤمنون يقيناً برسول الله ولكنهم يجحدون ذلك
(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوّاً)


أترككم مع القصة
وهي من المتعة بمكان
سبحان الله


القصة
ذكر الحاكم والبيهقي وغيرهما من حديث عبدالله بن إدريس ، عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة ، عن هشام بن العاص ، قال : ذهبت أنا ورجل آخر من قريش إلى هرقل صاحب الروم ندعوه إلى الإسلام ...


... حتى قال في كلامه : ثم دعا هرقل بشيء كهيئة الربعة العظيمة مذهـّبة ، فيها بيوت صغار عليها أبواب ، ففتح بيتاً وقفلاً ، واستخرج منه حريرة سوداء فنشرها ، فإذا فيها صورة حمراء ، وإذا فيها صورة رجل ضخم العينين ، عظيم الأليتين لم أر مثل طول عنقه ، وإذا ليست له لحية وإذا ضفيرتان أحسن ما خلق الله قال‏ :‏ هل تعرفون هذا‏؟‏ قلنا‏ :‏ لا . قال : هذا آدم عليه السلام
فإذا هو أكثر الناس شعراً .


ثم فتح لنا باباً آخر فاستخرج منه حريرة سوداء ، وإذا فيها صورة بيضاء وإذا له شعر كشعر القطط أحمر العينين ضخم الهامة حسن اللحية فقال‏ :‏ هل تعرفون هذا‏ ؟ ‏ قلنا‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا نوح عليه السلام .


ثم فتح باباً آخر فاستخرج منه حريرة سوداء ، فإذا فيها رجل شديد البياض حسن العينين صلت الجبين طويل الخد أبيض اللحية كأنه يبتسم فقال ‏:‏ هل تعرفون هذا ‏؟ ‏ قلنا‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا إبراهيم عليه السلام .


ثم فتح باباً آخر فاستخرج منه حريرة سوداء ، فإذا فيها صورة بيضاء فإذا والله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‏:‏ هل تعرفون هذا ‏؟‏ قلنا‏ :‏ نعم محمد رسول الله قال‏ :‏ وبكينا ، والله يعلم أنه قام قائماً ثم جلس وقال‏ :‏ والله إنه لهو ‏؟ ‏ قلنا ‏:‏ نعم إنه لهو كأنما ننظر إليه ، فأمسك ساعة ينظر إليها ثم قال‏ :‏ أما إنه كان آخر البيوت ولكني عجلته لكم لأنظر ما عندكم .
(سبحان الله)


ثم فتح باباً آخر استخرج منها حريرة سوداء وإذا فيها صورة أدماء شحباء وإذا رجل جَعْد
‏(‏جَعْد‏:‏ الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذما‏ً :‏ فالمدح معناه أن يكون شديد الأسر والخلق ، أو يكون جعد الشعر وهو ضد السبط‏ .‏ النهاية 1/275‏.‏ ب‏)‏ قـَطـَط(‏قـَطـَط‏:‏ القطط الشديد الجعودة‏.‏ النهاية 4/81‏.‏ ب‏)غائر العينين حديد النظر عابساً متراكب الأسنان مقلص الشفة كأنه غضبان فقال‏:‏ هل تعرفون هذا ‏؟‏ قلنا‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا موسى عليه السلام
وإلى جنبه صورة تشبهه إلا أنه مدهان الرأس عريض الجبين في عينيه قبل فقال‏:‏ هل تعرفون هذا‏؟‏ قلنا‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا هارون بن عمران .


ثم فتح باباً آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل آدم سبط ربعة كأنه غضبان فقال‏:‏ هل تعرفون هذا‏؟‏ قلنا‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا لوط عليه السلام .


ثم فتح باباً آخر فاستخرج منه حريرة، فإذا فيها صورة رجل أبيض مشرب بحمرة أقنى الأنف خفيف العارضين حسن الوجه فقال‏:‏ تعرفون هذا‏؟‏ قلنا‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا إسحاق عليه السلام .


ثم فتح باباً آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة تشبه صورة إسحاق إلا أنه على شفته السفلى خال فقال‏:‏ هل تعرفون هذا‏؟‏ قلنا‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا يعقوب عليه السلام .

ثم فتح باباً آخر، فاستخرج منه حريرة سوداء فإذا فيها صورة رجل أبيض حسن الوجه أقنى الأنف حسن القامة يعلو وجهه نور يعرف في وجهه الخشوع يضرب إلى الحمرة فقال‏:‏ هل تعرفون هذا‏؟‏ قلنا‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا إسماعيل جد نبيكم عليهما السلام .

ثم فتح باباً آخر ، فاستخرج منه حريرة بيضاء ، فإذا هي صورة كأنها صورة آدم كأن وجهه الشمس ، فقال ‏:‏ هل تعرفون هذا ‏؟‏ قال ‏:‏ لا . قال ‏:هذا‏ يوسف عليه السلام .

ثم فتح باباً آخر ، فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل أحمر حمش الساقين أخفش العينين ضخم البطن ربعة متقلداً سيفاً فقال‏ :‏ هل تعرفون هذا‏ ؟‏ قلنا ‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا داود عليه السلام .

ثم فتح باباً أخر ، فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل ضخم الأليتين طويل الرجلين راكب فرساً فقال ‏:‏ هل تعرفون هذا ‏؟ ‏ قلنا ‏:‏ لا . قال ‏:‏ هذا سليمان بن داود عليهما السلام .

ثم فتح باباً آخر فاستخرج منه حريرة سوداء فإذا فيها صورة بيضاء ، وإذا رجل شاب شديد سواد اللحية كثير الشعر حسن العينين حسن الوجه فقال‏:‏ هل تعرفون هذا‏؟‏ قلنا‏:‏ لا . قال‏:‏ هذا عيسى ابن مريم عليه السلام .

قلنا‏:‏ من أين لك هذه الصور لأنا نعلم أنها على ما صورت عليها الأنبياء عليهم السلام لأنا رأينا صورة نبينا عليه السلام مثله‏؟‏

فقال‏:‏ إن آدم عليه السلام سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده فأنزل الله عليه صورهم وكان في خزانة آدم عليه السلام عند مغرب الشمس فاستخرجها ذو القرنين من مغرب الشمس فدفعها إلى دانيال.

ثم قال‏:‏ أما والله إن نفسي طابت بخروجي من ملكي ، وإني كنت عبداً لأشدكم ملكة حتى أموت.

ثم أجازنا فأحسن جائزتنا وسرحنا ، فلما أتينا أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدثناه مما رأينا وما قال لنا وما أجازنا ، فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال‏ : ‏لو أراد الله عز وجل به خيرا لفعل.

ومن المعلوم أن هرقل لم يكن فقط ملكهم بل كان عالماً بكتابهم

وفي هذه القصة إخبار بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - من أفواه علماء الكتاب .


الحمدلله على نعمة الإسلام

 

 

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصر الباشا أحمد بن على بن حدو الريفي في عهد المولى إسماعيل العلوي وائل الريفي تاريخ وجغرافيا الأشراف الأدارسة 5 21-07-2013 11:57 AM
من هم ذرية عبد السلام بن مشيش. محمد بن هاشمي استفسارات وطلبات ودراسات لأنساب الأشراف الأدارسة 10 05-05-2010 01:35 PM
علماء كنديون ينجحون في فك الشفرة الوراثية لأنفلونزا الخنازير طيوف استراحة الأشراف الأدارسة 4 31-05-2009 05:55 AM


الساعة الآن 10:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir