العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > استراحة الأشراف الأدارسة > الرقائق والتزكية
 

الرقائق والتزكية البحث من خلال تراث الأمة عن منهج حقيقي يهدف إلى تزكية النفس وتربيتها على القيم الروحية والقواعد الإسلامية السامية.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 28-07-2009, 09:52 AM
الصورة الرمزية السر المهتدى الشريف
السر المهتدى الشريف السر المهتدى الشريف غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 




افتراضي محاولة إنصاف في حق التصوف


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله المحتجب بكبريائه عن دَرْكِ العيون، المتعزز بجلاله وجبروته عن لواحق الظنون، المتفرد بذاته عن شبه ذوات المخلوقين، المتنزه بصفاته عن صفات المحدثين، القديم الذي لم يزل، والباقي الذي لا يزال، المتعالي عن الأشباه والأضداد والأشكال، الدال لخلقه على وحدانيته بأعلامه وآياته،اصطفى من شاء منهم لرسالته، وانتخب من أراد لوحيه وسفارته، أنزل عليهم كتبا أمر فيها ونهى، ووعد من أطاع وأوعد من عصى، أبان فضلهم على جميع البشر، ورفع درجاتهم أن يبلغها قَدْرُ ذي خطر، ختمهم بسيدنا ومولانا محمد عليه وعليهم الصلاة وأتم السلام، وأمر بالإيمان به والإسلام؛ فدينه خير الأديان، وأمته خير الأمم، لا نسخ لشريعته، ولا أمَّةَ بعد أمته. اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وآله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد ،،
أيها الاخوة الكرام اعلموا إن الله سبحانه وتعالى تعرف إلى أوليائه بأسمائه ونعوته وصفاته، فقرب أسرارهم منه، وعطف بقلوبهم عليه، فهو سبحانه المقبل عليهم بلطفه، الجاذب لهم إليه بعطفه، طهر عن أدناس النفوس أسرارهم، وأجَلَّ عن موافقة الرسوم أقدارهم. جعل فيهم صفوة وأخيارا، ونجباء وأبرارا، سبقت لهم من الله الحسنى، وألزمهم كلمة التقوى، وعزف بنفوسهم عن الدنيا، صدقت مجاهداتهم فيه فنالوا علوم الدراسة، وخلصت عليها معاملاتهم فمنحوا علوم الوراثة، وصفت سرائرهم فأكرموا بصدق الفراسة، ثبتت أقدامهم، وزَكت أفهامهم، وأنارت أعلامهم، فهموا عن الله، وساروا إلى الله، وأعرضوا عما سوى الله، خرقت الحجب أنوارهم، وجالت حول العرش أسرارهم، وجلت عند ذي العرش أخطارهم، وعميت عما دون العرش أبصارهم، فهم أجسام روحانيون، وفي الأرض سماويون، ومع الخلق بانيون، سكوت نظار، غُيَّبٌ حضار، ملوك تحت أطمار، أنزاع قبائل، وأصحاب فضائل، وأنوار دلائل، آذانهم واعية، وأسرارهم صافية، ونعوتهم خافية، صَفَوِيَّة صُوفيَّة، نورية صَفِيَّة، ودائع الله بين خليقته، وصفوته في بريته، ووصاياه لنبيه، وخباياه عند صفيه، هم في حياته أهل صُفَّتِه، وبعد وفاته خيار أمته.
لم يزل يدعو الأول الثاني، والسابق التالي، بلسان فعله؛ أغناه ذلك عن قوله، حتى قل الرَّغَبُ، وفتر الطلب، فصار الحال أجوبة ومسائل، وكتبا ورسائل، فالمعاني لأربابها قريبة، والصدور لفهمها رحيبة.
إلى أن ذهب المعنى وبقى الاسم، وغابت الحقيقة وحصل الرسم، فصار التحقيق حلية، والتصديق زينة، وادعاه من لم يعرفه، وتحلى به من لم يصفه، وأنكره بفعله من أقر به بلسانه، وكتمه بصدقه من أظهره ببيانه، وأدخل فيه ما ليس منه، ونسب إليه ما ليس فيه، فجعل حقه باطلا وسمى عالمه جاهلا، وانفرد المتحقق فيه ضَنّاً به، وسكت الواصف له غيرة عليه، فنفرت القلوب منه، وانصرفت النفس عنه، فذهب العلم وأهله، والبيان وفعله، فصار الجهال علماء، والعلماء أذلاء!
فدعانا ذلك إلى كتابة رسالتنا هذه التي بين يديك مقصدنا منها وصف طريقتهم ،فأول ما نورد في رسالتنا إليك هو
أولاً:- قَوْل أئمة التصُّوْفِ: لِمَ سُمّيت الصُّوْفِيَّةُ صُوْفِيَّة
قالت طائفة:" إنما سميت الصوفية صوفية: لصفاء أسرارها، ونقاء آثارها ".
وقال بشر بن الحارث:" الصوفي: من صفا قلبه لله ".
وقال بعضهم:" الصوفي: من صفت لله معاملته، فصفت له من الله كرامته ".
وقال قوم:" إنما سموا صوفية: لأنهم في الصف الأول بين يدي الله ؛ بارتفاع هممهم إليه، وإقبالهم بقلوبهم عليه، ووقوفهم بسرائرهم بين يديه ".
وقال قوم:" إنما سموا صوفية: لقرب أوصافهم من أوصاف أهل الصُّفَّة، الذين كانوا على عهد رسول الله ".
وقال قوم:" إنما سموا صوفية: للبسهم الصوف ".
وأما من نسبهم إلى الصُّفَّة والصوف: فإنه عبر عن ظاهر أحوالهم؛ وذلك أنهم قوم قد تركوا الدنيا فخرجوا عن الأوطان، وهجروا الأخدان، وساحوا في البلاد، وأجاعوا الأكباد، وأعروا الأجساد، لم يأخذوا من الدنيا إلا مالا يجوز تركه من ستر عورة، وسد جوعة.
فلخروجهم عن الأوطان سموا:" غرباء ".
ولكثرة أسفارهم سموا:" سياحين ".
ومن سياحتهم في البراري وإيوائهم إلى الكهوف عند الضرورات سماهم بعض أهل الديار:" شكفتية " والشكفت بلغتهم: الغار والكهف.
وأهل الشام سموهم: " جوعية "؛ لأنهم إنما ينالون من الطعام قدر ما يقيم الصلب للضرورة؛ كما قال النبي : { بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه }.
وقال السرى السقطي _ ووصفهم فقال _:" أكلهم أكل المرضى، ونومهم نوم الغرقى، وكلامهم كلام الخرقى ".
ومن تخليهم عن الأملاك سموا:" فقراء "؛ قيل لبعضهم: من الصوفي؟ قال:" الذي لا يملِك ولا يُملَك " يعنى: لا يسترقه الطمع. وقال آخر:" هو الذي لا يملك شيئا، وإن ملكه بَذَلَه ".
ومن لبسهم وزيهم سموا:" صوفية "؛ لأنهم لم يلبسوا لحظوظ النفس ما لآن مسه، وحسن منظره، وإنما لبسوا لستر العورة، فتجزوا بالخشن من الشعر، والغليظ من الصوف
ثم هذه كلها: أحوال أهل الصُّفَّة، الذين كانوا على عهد رسول الله ؛ فإنهم كانوا غرباء فقراء مهاجرين، أخرجوا من ديارهم وأموالهم، ووصفهم أبو هريرة وفضالة بن عبيد فقالا:" يخرون من الجوع حتى تحسبهم الأعراب مجانين، وكان لباسهم الصوف حتى إن كان بعضهم يعرق فيه فيوجد منه ريح الضأن إذا أصابه المطر "، هذا وصف بعضهم لهم، حتى قال عيينة بن حصن للنبي :" إنه ليؤذيني ريح هؤلاء، أما يؤذيك ريحهم "؟!
ثم الصوف: لباس الأنبياء، وزى الأولياء.
وقال أبو موسى الأشعري عن النبي : { إنه مر بالصخرة من الرَّوحاء سبعون نَبِيَّاً، حفاة، عليهم العَبَاء، يأمون البيت العتيق }.
وقال الحسن البصري:" كان عيسى يلبس الشَّعر، ويأكل من الشجرة، ويبيت حيث أمسى ".
وقال أبو موسى:" كان النبي يلبس الصوف، ويركب الحمار، ويأتي مدعاة الضعيف ".
وقال الحسن البصري:" لقد أدركت سبعين بدريا، ما كان لباسهم إلا الصوف ".
فلما كانت هذه الطائفة بصفة " أهل الصفة " فيما ذكرنا، ولبسهم وزيهم زي أهلهـا، سموا " صُفِّيَّة "، و " صوفية ".
ومن نسبهم إلى الصُّفَّة والصف الأول: فإنه عبر عن أسرارهم وبواطنهم؛ وذلك أن من ترك الدنيا وزهد فيها وأعرض عنها، صفَّى الله سره، ونور قلبه.
قال النبي : { إذ دخل النور في القلب انشرح وانفسح }، قيل: ومـا علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: { التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله }، فأخبر النبي أن من تجافى عن الدنيا نور الله قلبه.
وقال حارثه حين سأله النبي : { ما حقيقة إيمانك }؟ قال:" عزفت بنفسي عن الدنيا، فأظمأت نهاري، وأسهرت ليلي، وكأني أنظـر إلى عرش ربي بارزا، وكأني أنظر إلى أهـل الجنة يتزاورون، وإلى أهل النار يتعادون "، فأخبر أنه لما عزف عن الدنيا، نور الله قلبه، فكان ما غاب منه بمنزلة ما يشـاهده.
وقال النبي : { من أحب أن ينظر إلى عبد نور الله قلبه، فلينظر إلى حارثة }، فأخبر أنه منور القلب.
وسميت هذه الطائفة:" نورية "؛ لهذه الأوصاف، وهذا أيضا من أوصاف أهل الصفة؛ قال الله تعالى { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين }، والتطهر: بالظواهر عن الأنجاس، وبالبواطن عن الأهجاس وما يتحرك في الضمير من الخواطر.
وقال الله تعالى: { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله }،
ثم لصفاء أسرارهم تصدق فراستهم؛ قال أبو أمامة الباهلي عن النبي : { اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله }.
وقال أبو بكر الصديق :" ألقى في روعي: أن ذا بطن بنت خارجة "، فكان كما قال.
وقال النبي : { إن الحق لينطق على لسان عمر }.
وقال أويس القرني لهرم بن حيان _ حين سلم عليه _:" وعليك السلام يا هرم بن حيان "، ولم يكن رآه قبل ذلك! ثم قال له:" عرف روحي روحك ".
وقال أبو عبد الله الأنطاكي:" اذا حالستم أهل الصدق، فجالسوهم بالصدق؛ فإنهم جواسيس القلوب، يدخلون في أسراركم، ويخرجون من هممكم ".
ثم من كان بهذه الصفة ( من صفوة سره، وطهارة قلبه، ونور صدره ): فهو في الصف الأول؛ لأن هذه أوصاف السابقين.
قال النبي : { يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب }، ثم وصفهم وقال: { الذين لا يرقون ولا يسترقون، ولا يكوون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون }، فلصفاء أسرارهم وشرح صدورهم وضياء قلوبهم، صحت معارفهم بالله، فلم يرجعوا إلى الأسباب، ثقة بالله ، وتوكلا عليه، ورضا بقضائه.
فقد اجتمعت هذه الأوصاف كلها، ومعاني هذه الأسماء كلها، في أسامي القوم وألقابهم، وصحت هذه العبارات، وقربت هذه المآخذ.
وإن كانت هذه الألفاظ متغيرة في الظاهر، فإن المعاني متفقة؛ لأنها إن أخذت من " الصفاء والصفوة " كانت صَفَويَّة، وإن أضيفت إلى " الصفِّ أو الصُّفَّة " كانت صَفِّيَّة أو صُفِّيَّة.
ويجوز أن يكون تقديم " الواو " على " الفاء " في لفظ " الصوفية "، وزيادتها في لفظ " الصَّفِّيَّة والصُّفِّيَّة ": إنما كانت من تداول الألسن.
وإن جعل مأخذه من " الصوف ": استقام اللفظ، وصحت العبارة: من حيث اللغة، وجميع المعاني كلها ( من التخلى عن الدنيا، وعزوف النفس عنها، وترك الأوطان، ولزوم الأسفار، ومنع النفوس حظوظها، وصفاء المعاملات، وصفوة الأسرار، وانشراح الصدور، وصفة السباق ).
وقال بندار بن الحسين:" الصوفي: من اختاره الحق لنفسه فصافاه، وعن نفسه برأه، ولم يرده إلى تعمل وتكلف بدعوى. و " صُوْفِي ": على زِنَة عُوْفِي، أي: عافاه الله فعوفي، وكوفي، أي: كافاه الله فكوفي، وجوزي، أي: جازاه الله؛ ففعل الله به ظاهر في اسمه، والله المتفرد به ".
وقال أبو علي الرّوذباري _ وسئل عن الصوفي _ فقال:" من لبس الصوف على الصفاء، وأطعم الهوى ذوق الجفاء، وكانت الدنيا منه على القفا، وسلك منهاج المصطفى ".
وسئل سهل بن عبد الله التستري: من الصوفي؟ فقال:" من صفا من الكدر، وامتلأ من الفكر، وانقطع إلى الله من البشر، واستوى عنده الذهب والمدر ".
وسئل أبو الحسن النوري: ما التصوف؟ فقال:" ترك كل حظ للنفس ".
وسئل الجنيد عن التصوف؟ فقال:" تصفية القلب عن موافقة البرية، ومفارقة الأخلاق الطبيعية، وإخماد الصفات البشرية، ومجانبة الدواعي النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية، والتعلق بالعلوم الحقيقية، واستعمال ما هو أولى على الأبدية، والنصح لجميع الأمة، والوفاء لله على الحقيقة، واتباع الرسول في الشريعة "
وقال يوسف بي الحسين:" لكل أمَّةٍ صَفْوَة، وهم وديعة الله الذين أخفاهم عن خلقه، فإن يكن منهم في هذه الأمة: فهم الصوفية ".
قال رجل لسهل بن عبد الله التستري: من أصحب من طوائف الناس؟ فقال: عليك بالصوفية؛ فإنهم لا يستكثرون، ولا يستنكرون شيئا، ولكل فعل عندهم تأويل، فهم يعذرونك على كل حال ".
وقال يوسف بن الحسين:" سألت ذا النون من أصحب؟ فقال: من لا يملّك، ولا ينكر عليك حالا من أحوالك، ولا يتغير بتغيرك وإن كان عظيما؛ فإنك أحوج ما تكون إليه أشد ما كنت تغيرا ".
وقال ذو النون: رأيت امرأة ببعض سواحل الشام، فقلت لها: من أين أقبلت_ رحمك الله _؟
قالت: من عند أقوام تتجافى جنوبهم عن المضاجع، يدعون ربهم خوفا وطمعا.
قلت: وأين تريدين؟
قالت: إلى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
قلت: صفيهم لي؟ فأنشأت تقول:

قومٌ: هُمُومُهم بالله قـد عَلِقَت
فمـا لهم هِمَمٌ تسمو إلى أحـد
فمطلب القوم مولاهم وسيدهم
يا حسن مطلبهم للواحد الصمد
ما إنْ تَنَازَهُم دُنْيا ولا شرف
من المطاعم واللذات والولـد
ولا للبس ثيـاب فَائِـقٍ أنِقِ
ولا لروح سرور حـلَّ في بلد
إلا مسارعة في إثْـرِ منزلة
قد قارب الخطو فيها بَاعِدُ الأبد
فهم رهائن غدران وأوديَـة
وفي الشوامخ تلقاهم مـع العدد
نقلنا هذا التعريف عن كتاب "التعرف لمذهب أهل التصوف
للإمام العلامة / محمد أبو بكر الكلاباذي
المتوفى سنة 380هـ

 

 

التوقيع :

السر المهتدى الشريف
رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 28-07-2009, 09:57 AM
الصورة الرمزية السر المهتدى الشريف
السر المهتدى الشريف السر المهتدى الشريف غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 




افتراضي

[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

دفعني لنقل هذه المشاركة إرتباطها بموضوع قسم الرقائق والتزكية [/align]

 

 

التوقيع :

السر المهتدى الشريف
رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 28-07-2009, 07:59 PM
الجموني
زائر
 
افتراضي

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ{1} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ{2} أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ{3} بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ{4} بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ{5} يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ{6} فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ{7} وَخَسَفَ الْقَمَرُ{8} وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ{9} يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ{10} كَلَّا لَا وَزَرَ{11} إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ{12} يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ{13} بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ{14} وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ{15} لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ{16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ{18} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ{19} كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ{20} وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ{21} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{23} وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ{24} تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ{25} كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ{26} وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ{27} وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ{28} وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ{29} إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ{30} فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى{31} وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى{32} ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى{33} أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى{34} ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى{35} أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى{36} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى{37} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى{38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى{39} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى{40}

 

 

رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 29-07-2009, 08:15 PM
الصورة الرمزية طيوف
طيوف طيوف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي

سورة القيامة
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ

** لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بِالنّفْسِ اللّوّامَةِ * أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلّن نّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَىَ قَادِرِينَ عَلَىَ أَن نّسَوّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ أَيّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ * فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرّ * كَلاّ لاَ وَزَرَ * إِلَىَ رَبّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرّ * يُنَبّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدّمَ وَأَخّرَ * بَلِ الإِنسَانُ عَلَىَ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَىَ مَعَاذِيرَهُ
قد تقدم غير مرة أن المقسم عليه إذا كان منتفياً جاز الإتيان بلا قبل القسم لتأكيد النفي. والمقسم عليه ههنا هو إثبات المعاد والرد على ما يزعمه الجهلة من العباد ومن عدم بعث الأجساد, ولهذا قال تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال الحسن: أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة, وقال قتادة: بل أقسم بهما جميعاً, هكذا حكاه ابن أبي حاتم: وقد حكى ابن جرير عن الحسن والأعرج أنهما قرءا {لأقسم بيوم القيامة} وهذا يوجه قول الحسن لأنه أثبت القسم بيوم القيامة ونفى القسم بالنفس اللوامة, والصحيح أنه أقسم بهما جميعاً كما قاله قتادة رحمه الله, وهو المروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير, واختاره ابن جرير, فأما يوم القيامة فمعروف وأما النفس اللوامة فقال قرة بن خالد عن الحسن البصري في هذه الاَية: إن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه. ما أردت بكلمتي, ما أردت بأكلتي, ما أردت بحديث نفسي, وإن الفاجر يمضي قدماً ما يعاتب نفسه, وقال جويبر: بلغنا عن الحسن أنه قال في قوله: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال: ليس أحد من أهل السموات والأرضين إلا يلوم نفسه يوم القيامة. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم عن إسرائيل عن سماك أنه سأل عكرمة عن قوله: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال: يلوم على الخير والشر لو فعلت كذا وكذا, ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عن إسرائيل به, وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار, حدثنا مؤمل, حدثنا سفيان عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير في قوله: {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال: تلوم على الخير والشر, ثم رواه من وجه آخر عن سعيد أنه سأل ابن عباس عن ذلك فقال: هي النفس اللؤوم, وقال علي بن أبي نجيح عن مجاهد تندم على ما فات وتلوم عليه, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: اللوامة المذمومة, وقال قتادة {اللوامة} الفاجرة. وقال ابن جرير: وكل هذه الأقوال متقاربة بالمعنى والأشبه بظاهر التنزيل أنها التي تلوم صاحبها على الخير والشر وتندم على ما فات.
وقوله تعالى: {أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه} أي يوم القيامة أيظن أنا لا نقدر على إعادة عظامه وجمعها من أماكنها المتفرقة {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} وقال سعيد بن جبير والعوفي عن ابن عباس: أن نجعله خفاً أو حافراً, وكذا قال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وابن جرير, ووجهه ابن جرير بأنه تعالى لو شاء لجعل ذلك في الدنيا, والظاهر من الاَية أن قوله تعالى: {قادرين} حال من قوله تعالى: {نجمع} أي أيظن الإنسان أنا لا نجمع عظامه ؟ بل سنجمعها قادرين على أن نسوي بنانه أي قدرتنا صالحة لجمعها, ولو شئنا بعثناه أزيد مما كان فنجعل بنانه وهي أطراف أصابعه مستوية, وهذا معنى قول ابن قتيبة والزجاج. وقوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال سعيد عن ابن عباس: يعني يمضي قدماً, وقال العوفي عن ابن عباس {ليفجر أمامه} يعني الأمل, يقول الإنسان أعمل ثم أتوب قبل يوم القيامة, ويقال: هو الكفر بالحق بين يدي القيامة. وقال مجاهد {ليفجر أمامه} ليمضي أمامه راكباً رأسه, وقال الحسن: لا يُلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدماً قدماً إلا من عصمه الله تعالى, وروي عن عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك والسدي وغير واحد من السلف: هو الذي يعجل الذنوب ويسوف التوبة, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: هو الكافر يكذب بيوم الحساب, وكذا قال ابن زيد وهذا هو الأظهر من المراد, ولهذا قال بعده {يسأل أيان يوم القيامة ؟} أي يقول متى يكون يوم القيامة وإنما سؤاله سؤال استبعاد لوقوعه وتكذيب لوجوده كما قال تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون}.
وقال تعالى ههنا: {فإذا برق البصر} قرأ أبو عمرو بن العلاء برق بكسر الراء أي حار, وهذا الذي قاله شبيه بقوله تعالى: {لا يرتد إليهم طرفهم} أي بل ينظرون من الفزع هكذا وهكذا لا يستقر لهم بصر على شيء من شدة الرعب, وقرأ آخرون برق بالفتح وهو قريب في المعنى من الأول, والمقصود أن الأبصار تنبهر يوم القيامة وتخشع وتحار وتذل من شدة الأهوال ومن عظم ما تشاهده يوم القيامة من الأمور. وقوله تعالى: {وخسف القمر} أي ذهب ضوؤه {وجمع الشمس والقمر} قال مجاهد: كورا, وقرأ ابن زيد عند تفسير هذه الاَية {إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت} وروي عن ابن مسعود أنه قرأ {وجمع بين الشمس والقمر}. وقوله تعالى: {يقول الإنسان يومئذ أين المفر} أي إذا عاين ابن آدم هذه الأهوال يوم القيامة حينئذ يريد أن يفر ويقول أين المفر أي هل من ملجأ أو موئل, قال الله تعالى: {كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر} قال ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف: أي لا نجاة, وهذه الاَية كقوله تعالى: {مالكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير} أي ليس لكم مكان تتنكرون فيه, وكذا قال ههنا: {لا وزر} أي ليس لكم مكان تعتصمون فيه, ولهذا قال: {إلى ربك يومئذ المستقر} أي المرجع والمصير.
ثم قال تعالى: {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} أي يخبر بجميع أعماله قديمها وحديثها, أولها وآخرها, صغيرها وكبيرها, كما قال تعالى: {ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً} وهكذا قال ههنا: {بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره} أي هو شهيد على نفسه عالم بما فعله ولو اعتذر وأنكر, وكما قال تعالى: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {بل الإنسان على نفسه بصيرة} يقول: سمعه وبصره ويداه ورجلاه وجوارحه. وقال قتادة: شاهد على نفسه وفي رواية قال: إذا شئت والله رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم غافلاً عن ذنوبه. وكان يقال: إن في الإنجيل مكتوباً يا ابن آدم تبصر القذاة في عين أخيك وتترك الجِذْل في عينك لا تبصره!.
وقال مجاهد: {ولو ألقى معاذيره} ولو جادل عنها فهو بصير عليها. وقال قتادة {ولو ألقى معاذيره} ولو اعتذر يومئذ بباطل لا يقبل منه. وقال السدي {ولو ألقى معاذيره} حجته. وكذا قال ابن زيد والحسن البصري وغيرهم واختاره ابن جرير. وقال قتادة عن زرارة عن ابن عباس {ولو ألقى معاذيره} يقول: لو ألقى ثيابه. وقال الضحاك: ولو ألقى ستوره وأهل اليمن يسمون الستر العذار. والصحيح قول مجاهد وأصحابه كقوله تعالى: {يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون} وقال العوفي عن ابن عباس {ولو ألقى معاذيره} هي الاعتذار ألم تسمع أنه قال {لا ينفع الظالمين معذرتهم} وقال {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} {فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء} وقولهم {والله ربنا ما كنا مشركين}.


تفسير ابن كثير

 

 

رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 29-07-2009, 08:16 PM
الصورة الرمزية طيوف
طيوف طيوف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي

** كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنّا نَخُوضُ مَعَ الُخَآئِضِينَ * وَكُنّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ الدّينِ * حَتّىَ أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشّافِعِينَ * فَمَا لَهُمْ عَنِ التّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنّهُمْ حُمُرٌ مّسْتَنفِرَةٌ * فَرّتْ مِن قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلّ امْرِىءٍ مّنْهُمْ أَن يُؤْتَىَ صُحُفاً مّنَشّرَةً * كَلاّ بَل لاّ يَخَافُونَ الاَخِرَةَ * كَلاّ إِنّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ هُوَ أَهْلُ التّقْوَىَ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ
يقول تعالى مخبراً أن {كل نفس بما كسبت رهينة} أي معتقلة بعملها يوم القيامة قاله ابن عباس وغيره {إلا أصحاب اليمين} فإنهم {في جنات يتساءلون عن المجرمين} أي يسألون المجرمين وهم في الغرفات وأولئك في الدركات قائلين لهم: {ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين} أي ما عبدنا الله ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا {وكنا نخوض مع الخائضين} أي نتكلم فيما لا نعلم. وقال قتادة: كلما غوى غاوٍ غوينا معه {وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين} يعني الموت كقوله تعالى: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما هو ـ يعني عثمان بن مظعون ـ فقد جاءه اليقين من ربه» قال الله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} أي من كان متصفاً بمثل هذه الصفات فإنه لا تنفعه يوم القيامة شفاعة شافع فيه لأن الشفاعة إنما تنجع إذا كان المحل قابلاً, فأما من وافى الله كافراً يوم القيامة فإنه له النار لا محالة خالداً فيها, ثم قال تعالى: {فما لهم عن التذكرة معرضين} أي فما لهؤلاء الكفرة الذين قبلك مما تدعوهم إليه وتذكرهم به معرضين {كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} أي كأنهم في نفارهم عن الحق وإعراضهم عنه حمر من حمر الوحش إذا فرت ممن يريد صيدها من أسد, قاله أبو هريرة وابن عباس في رواية عنه وزيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن, أو رام, وهو رواية عن ابن عباس وهو قول الجمهور. وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس: الأسد بالعربية, ويقال له بالحبشية قسورة, وبالفارسية شير, وبالنبطية أوبا.
وقوله تعالى: {بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفاً منشرة} أي بل يريد كل واحد من هؤلاء المشركين أن ينزل عليه كتاب كما أنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم, قاله مجاهد وغيره, كقوله تعالى: {وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله, الله أعلم حيث يجعل رسالته} وفي رواية عن قتادة: يريدون أن يؤتوا براءة بغير عمل, فقوله تعالى: {كلا بل لا يخافون الاَخرة} أي إنما أفسدهم عدم إيمانهم بها وتكذيبهم بوقوعها.
ثم قال تعالى: {كلا إنه تذكرة} أي حقاً إن القرآن تذكرة {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله} كقوله: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}. وقوله تعالى: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} أي هو أهل أن يخاف منه وهو أهل أن يغفر ذنب من تاب إليه وأناب. قاله قتادة. وقال الإمام أحمد: حدثنا زيد بن الحباب, أخبرني سهيل أخو حزم, حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاَية {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} وقال «قال ربكم أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله فمن اتقى أن يجعل معي إلهاً كان أهلاً أن أغفر له» ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب, والنسائي من حديث المعافى بن عمران, كلاهما عن سهيل بن عبد الله القطعي به, وقال الترمذي: حسن غريب وسهيل ليس بالقوي, ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن هدبة بن خالد عن سهيل به, وهكذا رواه أبو يعلى والبزار والبغوي وغيرهم من حديث سهيل القطعي به. آخر تفسير سورة المدثر, ولله الحمد والمنة.



تفسير ابن كثير

 

 

رد مع اقتباس
 

  #6  
قديم 30-07-2009, 10:24 AM
الصورة الرمزية السر المهتدى الشريف
السر المهتدى الشريف السر المهتدى الشريف غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 




افتراضي

[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ابنة العم الشريفة /طيوف
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . [/align]

 

 

التوقيع :

السر المهتدى الشريف
رد مع اقتباس
 

  #7  
قديم 30-07-2009, 02:04 PM
الجموني
زائر
 
افتراضي الله الله

بسم الله الرحمن الرحيم
لك الله من عاقل،
ان مما يشرح القلب، وياسر الفؤاد ......ان منا من يجيد السماع، ومما يبعث ألأمل هو ان البعض يتدبر ما يسمع.
ويموج في الصدر كامواج البحر ويضطرب ويسح الدمع فوق المآقي، ان بعضنا يقرأ ويسمع فلا يتجاوز الشفاه او حتى الحناجر.
لك مني كثير وجميل وعالي التقدير.

 

 

رد مع اقتباس
 

  #8  
قديم 30-07-2009, 07:55 PM
الصورة الرمزية رائـد الدباغ
رائـد الدباغ رائـد الدباغ غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي

سلمت أخي السر المهتدى وبآرك الله فيك

 

 

التوقيع :


أمتي هل ما زلت متيقظة لما يدور حولك !!





[motr1]سأكون هنا بكل تفاصيلي



[/motr1]
رد مع اقتباس
 

  #9  
قديم 30-07-2009, 11:43 PM
الصورة الرمزية نورية
نورية نورية غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي

[font="Arial Narrow"][size="6"][color="DarkGreen"][quote=السر المهتدى الشريف;17129][font="Comic Sans MS"][center]
بسم الله الرحمن الرحيم
وقال النبي : { من أحب أن ينظر إلى عبد نور الله قلبه، فلينظر إلى حارثة }، فأخبر أنه منور القلب.
وسميت هذه الطائفة[gdwl]:" نورية "[/gdwl]؛ لهذه الأوصاف، وهذا أيضا من أوصاف أهل الصفة؛ قال الله تعالى { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين }، والتطهر: بالظواهر عن الأنجاس، وبالبواطن عن الأهجاس وما يتحرك في الضمير من الخواطر.
من فضلكم هل ممكن تشكيل هذه الكلمة والمزيد من الشرح,حسب مافهمت أحد أسماء الطائفة الصوفية أريد المزيد من الشرح من فضلكم

 

 

رد مع اقتباس
 

  #10  
قديم 31-07-2009, 02:04 AM
الصورة الرمزية نورية
نورية نورية غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي التصوف بحر واسع

قرأت الكثير من الكتب على الصوفية من المغرب والمشرق حتى باللغات الأجنبية,بحر وعلم واسع ومصطلحات صعب فهمها,

1 .لماذا عند ذكر الولي أو العارف بالله نقول قدس الله سره?
2. التصوف مرتبة عالية وهو إصلاح القلب بالوقوف مع الأداب الشرعية ظاهرا وباطنا,فهو مبني على الكتاب و السنة وذلك وذلك بإتباع شرع الله تعالى والإقتداد بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق و الأحوال, والأكل من الحلال وإخلاص النية في جميع الأفعال وتسلم الأمور كلها لله من غير إهمال في واجب ولا مقاربة محطو, وحاصلة اتصاف بالمحامد وترك للأوصاف الذميمة.
فهو مسلك قائم على العلم والعمل أعلاه علم التوحيد وأداء الوجيبات قبل النوفل ثم عمل البر والخير والتحلي بالأخلاق الحسنة.
قال الله تعالى:تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقنهم ينفقون(16) فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون(17)سورة السجدة
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل:"إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين"رواه الطبراني
مامعنى:
الأداب الشرعية ظاهرا وباطنا
الأخلاق و الأحوال
علم الإشارة
التوحيد
المعرفة بالله
القناعة
التوكل
الشكر
اليقين
الصبر
الرضا
المراقبة
العبودية
الإرادة
المريد والمراد
الإستقامة
الإخلاص
الصدق
الولاية
الفقر
بارك الله فيكم

 

 

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir