دعي الشيخ العارف أحمد العلوي المستغانمي إلى وليمة ، في ضيافة رجل مجهول ، و بعد أن بسطت النعم و وضعت موائد الفضل و الكرم قال الشيخ رضي الله عنه : إن النعم مبسوطة علينا من كل نوع و إنا و إن كنا نتحقق أنها من عند المنعم لأننا في داره و لكن هل يحسن بنا أن نخرج من الدار دون أن نعرف رب الدار و هل يرضى رب الدار إذا لم نسأل عنه و نعرفه حقيقة , فأجاب الجماعة كلهم : لا ، فقال : كذلك و لله المثل الأعلى إننا الآن في هاته الدار الدنيا و نعم الله علينا لا تحصى و نتحقق أنها من عند المنعم جل و علا و نستدل بها عليه و لكن ذلك معرفة مجرد الإيمان أو نقول معرفة الدليل و البرهان ، و لكن القلوب لا ترتاح ، و لا تهنأ العقول و الأرواح ، حتى نعرف الحق معرفة إيقان أو نقول معرفة شهود و عيان ، و الحق تعالى لا يرضانا إذا لم نرق إلى أعلى درجات الإحسان .