باسمك اللهم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد
و بعد: يشرفني و يسرني أن اطرح هنا لأول مرة على الشبكة العنكبوتية و في سبق للديوان قصيدة في مدح جد الأشراف الرحاحلة و بعض رجالاتهم، ذات المائة و ثلاثة و ستون بيتا و هي من نظم العلامة سيدي محمد بن المختار الشرايبي الفاسي منشئا و المراكشي دارا، و قد اتمها سنة ألف و ثلاثمائة و سبعة و سبعين للهجرة و اختار لها عنوان:
عقد الجواهر و اللئالي و الفتح الوهبي المتوالي في التعلق و الإنتماء بالشيخ العارف بالله سيدي محمد بن أحمد الملقب بسيدي رحال البدالي.
و هي على قافية الباء الساكنة.
ألا يا عباد الله صلوا و سلموا +++++ على أحمد المختار تنجوا من العطب
عليه صلاة الله ما ازدهى مدحه +++++ و لذ لدى الأسماع راق به الطرب
و آله و الأصحاب ما در كوكب +++++ و ما طلعت شمس و ما قرصها غرب
و ما حل في الأذهان بالحب و الرضى +++++ ثناء ذوي العرفان و العلم و الأدب
أبدر بدا يزهو لدى الطرف مقترب +++++ كسا نوره الأنحاء دوما و ما احتجب
و ذاك الذي نعني هو الشيخ رحال ال +++++ بدال سبى عقلي له قلبي انجذب
فجد علا قدرا و جاها و رفعة +++++ له عده الأسرار موهبة تهب
قديما لدى الأجيال يعرف أنه +++++ ولي شهير من ذوي المجد و الحسب
و ذا نجله المفضال و المرتضى الذي +++++ له رتبة علياء من أفضل الرتب
محمد العربي المعطر ذكره +++++ أما إنه قد ساد بالعلم و النسب
فجده ذو الأنوار منه قد ازدهى +++++ فذا الشبل ضرغم و ذلك أجل أب
فحل بقلعة السراغنة التي +++++ به ابتهجت حقا و اضحت به تحب
فقيه به أحيا الإله بفضله +++++ هناك علوم الدين تدرس بالأدب
بمدرسة تزهوا و يبهر سرها +++++ تبارك مولانا بها الفتح منسكب
بزاوية تنمى لعابد رحمان +++++ بها فيضان النور و الخير مكتسب
ترحب بالأضياف حقا و خيرها +++++ غزير مدى الأيام من أفضل الرحب
على أنها كانت لمن قبله +++++ هناك به تدعى فمنه لها اقترب
هو السيد الفردي و يدعى محمدا +++++ شريف و حج البيت قدى ما وجب
فنعم ابنه ادريس عمر بعده +++++ يجود بما حوت يداه و ما كسب
كذاك اخوه أحمد و أخوهما +++++ محمد العربي و يا نعم ذا النسب
و مذ قد غدا فيها الذي هو كإبنه +++++ تزين بالعلم الشريف له انتصب
و قد ظهرت تلك العناية كلها +++++ عليه بفضل الله في كل محتسب
فاكرمه الرحمان جل جلاله +++++ بما يرتضيه في خفاه بما أحب
كسا لباسا ليس يبلى بطاعة +++++ و وفقه للخير دوما له انجلب
و فقهه في الدين و هو عماده +++++ و صار محلا للعلوب على رغب
دروس له بالعلم تزهر دائما +++++ بها الحفظ و الفتح المبين كما يحب
كما له في القرآن حب و رغبة +++++ و تم كتاب الله يتلى و يكتتب
و قد برزت فيها تلامذة سموا +++++ على غيرهم و العلم يحصل بالطلب
و كم قد علت تلك البلاد فمذ بدا +++++ ظهور لذاك المسجد المبتغى الأحب
و سار لعلياه خطيبا مدققا +++++ بمنبره يشفى الغليل لدا الخطب
أسعد به من مسجد و إمامه ال +++++ خطيب بإقبال و أكرم به نسب
و يا حسنه من مسجد و لما له +++++ من الرونق اللماع للعقل قد سلب
بناه الذي يسعى في نصرة دينه +++++ و كم قبله شاد المساجد للقرب
و مدرسة أيضا بناها و كم أسدى +++++ للأشراف من مال ليبلغ ما طلب
محمد المراكشي الحاج خربوش ال +++++ أمين الذي قد زاد في جامع القصب
فينسب هذا المسجد اليوم في الورى +++++ لقطب شهير بالولاية و العجب
فقل عابد الرحمان تحظى بسره +++++ به القلعة الفضلى تحب و تنتخب
عواطفه تزكوا و تظهر دائما +++++ كشمس الضحى من غير شك و لا ريب
ضريح له في انشراح مؤبد +++++ يسر الحشا فيه الإجابة للطلب
فقبته الحسناء حفت برونق +++++ بهيج ففاقت بانفساح بها القبب
لها منظر يشفي العليل بحسنها +++++ و صاحبها يقضي الإله به الأرب
كما أن هذا الفرد منه قد اعتلا +++++ و من جده الأعلى فيا حبذا النسب
لقد رصع الياقوت و الدر في ازدها +++++ كتاب له في جده جالي الكرب
و ما صاغه حتى تحقق عنده +++++ جميع معانيه و ما له قد نسب
تغزل فيه حيث جاء موضحا +++++ مفاخر ذاك الطود من علا رتب
بمنهج الإرتحال سماه معربا +++++ بمعرفة للشيخ دقق ما وجب
لدى سيدي رحال راق ظهوره +++++ بافق العلا يسمو به الفتح يكتسب
فجاء على الطرز الجديد مؤنقا +++++ بهي كساه النور في غاية تحب
و من أجل ذا التدقيق هاجت بلابلي +++++ و اسرعت في التمجيد يا حسن ما كتب
و زاد له فخر الظهير طلاوة +++++ لسيدنا السلطان من أنهض العرب
محمد الإستقلال درة شعبه +++++ و مغربه الأقصى هو الخامس المحب
ابو النهضة العليا الزعيم مليكنا ال +++++ مكافح عن شعب إلى مجده انتسب
ففزنا به حقا و سادت جموعنا +++++ لدى الوطن المعهود يظفر بالأرب
له العز و التأييد و النصر دائما +++++ له الطالع الميمون بالحفظ يحتجب
لسدته إنا فتحنا و سرها +++++ يدوم على علياه بالأمن ينتصب
و رايته الحمرا ترفرف سرمدا +++++ على طرد الإستعمار يا له من غلب
فاسعد بما قد قاله في ظهيره +++++ لسادتنا الرحاليين ذوي الحسب
أجل علا الرحاليين محقق +++++ شهير لدى الآفاق للمجد مكتسب
مقامهم يعلو ليعلم واقف +++++ عليه فهم أبناء جد علي الرتب
فنامر أهل الحل و العقد عندنا +++++ بتعظيمهم كي لا يمسهم نصب
و أعزز بذاك الليث و الغوث جدهم +++++ أيا سيدي البدال ذا الشعر قد عذب
فجد برضى المولى علي و واسني +++++ و صلني و واصلني فجودك يرتقب
فكم من كرامات سمعنا لكم و كم +++++ و كم من ملمات فرجتم و كم كرب
قراتم على أم الربيع حين امتلا +++++ فصار طريقا يابسا فيا للعجب
تغنيتم من سركم عنه فانحبس +++++ فجزتم بمن شئتم عليه بلا تعب
و للعونيات العابدات مناقب +++++ بها أحمد السامي العروسي ملا الوطب
حبست مع الأسد الضواري فبصبصت +++++ ركبت على الغضبان منها فما اضطرب
مناقبكم شاعت و عم شعاعها +++++ و منكرها أعمى البصيرة منحجب
بسيدنا داوود صاحبك الرضى +++++ و فضلكم بدا عليه كما أحب
بأنجاله طرا و أنجالكم معا +++++ خديمكم يرجو القبول لما طلب
فكم من فقير قد أتاكم لحاجة +++++ قضاها بفضل الله و انفرجت كرب
و من سركم أكل السموم محقق +++++ كذاك دخول النار جاحده كذب
على نسلكم سر النبوءة ظاهر +++++ و هل تبصر العميان ما عنهم انحجب
زهى بكم قلبي فنيت بحبكم +++++ و ذاك المدح مبروك و انت له سبب
و واسطة للخير بيني و بينكم +++++ حفيدكم الوضاح للعلم و النسب
محمد العربي الشهير بقلعة ال +++++ سراغنة الفيحا لديكم مقترب
و ذا النسب الأعلى المنظم عقده +++++ و جوهره المكنون طاب له اللقب
فآباؤه تسع إلى الشيخ جده +++++ و عاشرهم نفس الولي به حسب
و من سيدي رحال سلسلة علت +++++ إلى المصطفى خير الأنام له انتسب
عظيمة جاه ذات قدر و رفعة +++++ تعد بكل المجد سلسلة الذهب
فكم قد غدت تزهو و كم راق ذكرها +++++ على سلكها الجمهور في الكتب قد ذهب
و كم وضحوا أنوارها و فخارها +++++ رجال رووها من ذوي العلم و الحسب
و منهج الإرتحال أطلع نورها +++++ بأفق سماء المجد يزهو و ما غرب
مؤلفه المبرور جاد بجمعه +++++ و ابرزه في حلة نعم ما حطب
أفادنا للتاريخ صولة شاكر +++++ لرب العلا فالشكر منا له وجب
لطالعه نجم السعادة مقبلا +++++ و لله كم يحلو فمرتعه خصب
كذا له في التوحيد نظم يسر من +++++ قراه و أوضح المعاني كما وجب
سماه قلادة العروس و نظمه +++++ يزيد على ألف من الرجز الأحب
كذا تحفة القراء في الرسم نظمها +++++ يزيل مشاكلا و يغني عن الكتب
و ابياتها زادت على الألف عدة +++++ فأعظم بها يا سعد من لها قد كسب
و همزية تسبي العقول لمنشد +++++ بمدح رسول الله مفخرة العرب
برفع و نصب ثم خفض يليهما +++++ على نسق الاعراب راتبة الرتب
كذلك طبع للشمائل تنتمي +++++ إلى الترمذي جائت بنظم حلا و حب
بمطبعة يا حسنها تلك زينت +++++ حروفا لهاذي الكتب في رونق يحب
كفى باسمها أمنية فلها ازدها +++++ لها برباط الفتح مزدهر الرحب
مدير لها يسمو علاه فإنه +++++ محب قوي من ذوي الحزم و الأدب
بأخلاقه الغرا يزيدك منشطا +++++ له الفهم و التدقيق في طبع ما كتب
و اسعد به كان اعتنى بقصيدتي ال +++++ إدريسية الحسنا و أنعم به محب
و قد حاز بالتسهيل كل فضيلة +++++ من الأفق طرا و القبول لها انجلب
كما هذه يرجى لها الطبع عنده +++++ سيبلغ ما يرجو ابن سالم من طلب
و ذا صاحب التأليف قد مر ذكره +++++ محمد البهلولي جاد بما احتطب
هو العمري المجنوي لنسبة +++++ قد اشتهرت عنهم بماض من الحقب
لجده ذي الأسرار أي عمر الذي +++++ بوادي تساوت رقى الجن فاجتنب
و نعم أخوه أحمد هو كلم ال +++++ بهائم و الأموات من أمره عجب
كذاك أخوهما محمد الذي +++++ يقال له مولى الصهريج ابو القطب
فعابد رحمان أخوهم فعبد الل +++++ ه عبد عزيزهم صغيرهم انتجب
ثلاثتهم من شيظمية انجبت +++++ تزوجها عبد العزيز لها جلب
فجائت بهم تترا أشقا و كلهم +++++ لهم عقب سما بهم ظاهر النسب
فهم ستة أسد و والدهم عبد ال +++++ ـعزيز بن رحال فيا له من نسب
سما شرفا عبد العزيز ضريحه +++++ بجنب أبيه الشيخ من حبه اقترب
ففي نسله الأوراد حقا تأصلت +++++ و دامت لهم بالعز نورها نورها ما انحجب
و سماه باسم الشيخ يرجو نجاحه +++++ عنى شيخه التباع في السر و الأدب
اضاءت شموسه و نور له بدا +++++ و فيضه عم الشرق و الغرب ما نضب
و كيف و هذا الشيخ يغرف من بحر ال +++++ ـجزولي شريف الأصل من خالص النسب
و نعم أخو عبد العزيز امحمد +++++ شهير ببحار بشاوية رتب
و أولاده كالأنجم الغر شعشعوا +++++ فبعض بزمران و بعض له قرب
رجال مطل منه حقا تناسلوا +++++ ابوهم رحال الصغير فنعم الأب
و ذاك حفيد الشيخ نجل محمد بـ +++++ ـن رحال البدال أصله من عرب
و اصل جميع من ذكرت فصولهم +++++ هو الشيخ رحال الكبير لهم جذب
طريقته مثلى و قد سلمت من اضـ +++++ طراب حماها ذو الجلال فلم تخب
بفتح الإمام الشاذلي و نصحه +++++ جزولية صفت شرابا لمن شرب
و أصحابه فازوا بصحبتهم له +++++ و خدامه يا سعد من لهم اصطحب
و اذكارهم تحي القلوب حضرتها +++++ فيا فوز مشغوف بها لها انتسب
فيا له من شيخ تعاظم صيته +++++ و قطب له الأسرار خارقة الحجب
و أنعم به جدا تأثل مجده +++++ ثناؤه في الأحفاد يكتب بالذهب
و كم سطرت أسراره بدفاتر +++++ و في كتب بالشعر و النثر تكتتب
له رفعة عليا كما أن ذكره +++++ لدا السمع كم يحلو و يلذ كما الرطب
ذريته فيها الولاية و الهدى +++++ فكم أولياء سادة قد علو رتب
و كم من قباب شيدت ببلادهم +++++ و كم من أسود أتلفوا من لهم عتب
و لا تسمعن من مبغض و مجاحد +++++ فليس بنبح الكلب ينتقص الكوكب
و هذا محمد المؤلف فرعه +++++ فنرجو له فتح المهيمن عن كتب
فهام ببحر الحب في عشق جده الـ +++++ ـهمام الذي يهمي الصلاح به صبب
إلى الخير كم يسعى و ذلك شأنه +++++ فيظهره الخلاق و هو له سبب
يبالغ في نصر الشريعة دائما +++++ و لا يقبل الخذلان ما دام قد غلب
و ينصر مظلوما و يزجر ظالما +++++ و يفهم من قد جاء بالصدق أو كذب
له العدل عادة بحزم و نهضة +++++ و قوة عزم للصواب و للقرب
بذاك قد استنشقت نسمة جده +++++ و قد حركت فكري فأديت ما وجب
و جاء به مدح يلذ سماعه +++++ و لو لم أكن أهلا فربي قد وهب
و يسر لي المولى زيارة قبره الـ +++++ سعيد بزمران فياحبذا الطلب
مقام به تزهو القلوب و تمتلي +++++ سرورا فلا هم هناك و لا رهب
برفقة احباب لنا و أفاضل +++++ من النبلا الأكياس للشيخ هم قرب
و ذلك مذ أني اشتغلت بمدحه +++++ و أنقته إذ ذاك منه بلا ريب
و رصعته نظما بديعا مرونقا +++++ بطرز جديد كم يترجم عن عجب
و وزنا له البحر الطويل عروضه +++++ دقيق رقيق الغزل ليس بمقتضب
و لا من بسيط أو خفيف و كامل +++++ و لا من رمل أو وافر له مرتكب