للصحابة قدرٌ لا ينكر و سابقة لا تدرك لكن المسلمين غفلوا عن حب الآل عليهم السلام و أهملوا توقير و تشريف الذرية المصطفوية فلو أن أحداً ادعى امتلاكه لبعض شعر سيدنا رسول الله أو نعله لما تردد الناس في دفع الغالي و النفيس لرؤيتها و إكرامها و الفاطميون و هم أولاده يملؤون الدنيا و بعضهم يجوع و يعرى و هم وصية رسول الله فقد صح عنه: يا أيها الناس ! إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله و عترتي أهل بيتي.
و قال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، و عترتي أهل بيتي ، و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفونى فيهما.
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرج أحمد والترمذي، وقال: "حسن صحيح"، والنسائي، والحاكم وصححه مرفوعا: "والذي نفسي بيده؛ لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله". وفي رواية: "والله لا يدخل قلب امريء مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي".
جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: " خرج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شَعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثمَّ جاء الحُسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمةُ فأدخلها، ثمَّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمَّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
و أول من أكرمهم و اعترف بسابغ فضلهم من أهل السنة الصحابة
كان يقول أبو بكر الصديق بأبي شبه النبي لا شبيه بعلي وعلي يبتسم
و قال كما في البخاري: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبُ إليّ أن أصل من قرابتي
و قال كما في البخاري: ارْقُبُوا محمداً في أهل بيته
و صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة ، ثم قُرّبت له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه ، فقال زيد: خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: هكذا نفعل بالعلماء والكبراء.
و وضع عمر الديوان، فقيل له: يبدأ أمير المؤمنين بنفسه، فقال: لا. ولكن ضعوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من يليهم، حتى جاءت نوبته في بني عدي، وهم متأخرون عن أكثر بطون قريش.
أما عن أهل السنة فعنون بن شاهين: وأما أهل البيت فهم المقدمون على سائر الخلق في الشرف والقدر وهم أهل البيت الذين لم يدانيهم شرف ولم يلحق بهم بشر وأنا أذكر ما تفردوا به مما لم يشاركهم فيه أحد.
و كتب السخاوي كتاب ارتقاء الغرف بمحبة أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم ذوي الشرف.
و كتب السيوطي احياء الميت بفضائل اهل البيت.
و ألَّفَ النسائي مناقب علي بل قُتِل لحبِّه للآل و إصراره على تعليم النواصب حب علي و ولده و الصحيح عن رسول الله أن بغض الآل سبب لدخول النار: و الذي نفسي بيده ، لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار.
و أبو حنيفة كان يقول: لولا السنتان هلك النعمان. مشيرا إلى أخذه عن فخر الآل الإمام الصادق الذي ولده الصديق مرتين.
و سمى أهل الحديث السند المُزَيَّن بالأئمة الآلِيِّينَ سلسلة الذهب و رووا أحاديث فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيدة نساء أهل الجنة:
"فعلى الرغم من تقدُّم وفاتها - بعد موت النبي بستة أشهر، وقيل بثلاثة أشهر - إلا أن لها أحاديث غير قليلة في "مسند الإمام أحمد"، و"مسند الشافعي"، و"مسند أبي يعلى"، و"مسند الطيالسي"، وغيرها من كتب السنة، يرويها عنها: علي بن أبي طالب، وابناها الحسن والحسين، وفاطمة بنت الحسين، وعمرو بن أميَّة الضَمَريُّ، والحسن بن أبي الحسن، وعبد الله بن الحسن، وزيد بن علي، وأسماء بنت عُمَيْس، والحسن بن محمد بن علي، وأنس بن مالك، ومحمد بن علي بن الحسين، كما روى عنها عبدالله بن حسن، عن أمه فاطمة ابنة حسين، عن جدَّتها فاطمة بنت رسول الله"
قال ابن تيمية في منهاج السنة: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن عترته إنها والكتاب لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض وهو الصادق المصدوق فيدل على إن إجماع العترة حجة وهذا قول طائفة من أصحابنا وذكره القاضي في المعتمد. لكن العترة هم بنو هاشم كلهم .. )
قال المناوي رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم (عترتي أهل بيتي) قال: يعني إن ائتمرتم بأوامر كتابه، وانتهيتم بنواهيه، واهتديتم بهدي عترتي، واقتديتم بسيرتهم، اهتديتم فلم تضلوا.
قال القرطبي: وهذه الوصية، وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله، وإبرارهم وتوقيرهم، ومحبتهم، وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها.
قلت: و هذا مشروط بعدم مفارقة الكتاب و "الذرية الهاشمية والذرية العلوية ليست محصورة في مذهب معين" قال المناوي: قال الحكيم: والمراد بعترته هنا العلماء العاملون، إذ هم الذين لا يفارقون القرآن.
و قال بن تيمية أيضاً: ولمَّا بيَّن سبحانَه أنه يُريد أن يُذْهِب الرجسَ عن أهلِ ببتِه ويُطَهَّرهم تطهيرا، دعا النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأقربِ أهلِ بيتهِ وأعظمِهم اختصاصًا به، وهم: عليٌّ وفاطمةُ -رضي الله عنهَما- وسيِّدا شباب أهل الجنة، جمع الله لهم بين أن قَضى لهم بالتطهير، وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكان في ذلك ما دلَّنا على أنَّ إذهابَ الرجسِ عنهم وتطهيرَهم نعمةٌ من الله ليُسْبِغَها عليهم، ورحمةٌ من الله وفضلٌ
في فتاوى الشبكة الإسلامية: وأما حقوق أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فمنها: محبتهم، وموالاتهم، ونصرتهم، وإكرامهم، والاهتداء بهديهم، والاقتداء بسيرتهم، والصلاة عليهم في التشهد الأخير من الصلوات، وإعطاؤهم من الغنيمة خمس الخمس ...أما الحاكم الذي يمنع أهل البيت حقهم في الخمس فهو معطل لبعض شريعة الله ومطالب بأدائها.
تنبيه: سهم ذوي القربى حقهم من خمس الغنيمة ومن الفيء.
و فيها أيضا: فإن طلاب العلم والعامة في هذا العصر يتعين عليهم محبة آل البيت ودراسة أخبارهم وسيرهم، وأما علماء السنة في العصور الماضية فقد درسوا أخبار آل البيت دراسة وافية.
فقد تكلم عنهم الذهبي ونوه بفضلهم في السير وابن كثير في البداية والنهاية، وشيخ الإسلام في الفتاوى، وابن حبان في مشاهير علماء الأمصار، وابن الجوزي في المنتظم وغيرهم.
وقد نقل المحدثون كثيرا من روايات الحديث في كتبهم عن علي رضي الله عنه وعن محمد الباقر وجعفر الصادق وغيرهم، وقد عد الحاكم من أصح الأسانيد رواية جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، وقد كتب بعض المحدثين في فضائل آل البيت كما عمل النسائي في كتابه فضائل علي وكذا السيوطي في كتابه فضائل فاطمة.
وقد بوب البخاري في الصحيح ومسلم وغيرهم في كتبهم الحديثية على مناقب آل البيت رضي الله عنهم. اه
و جاء في الموسوعة الكويتية: ذَهَبَ الْعُلَمَاءُ إِلَى أَنَّ مَحَبَّةَ أَهْل بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْوَلاَءَ لَهُمْ مَطْلُوبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَّ مَحَبَّتَهُمْ مِنْ مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ مَعْرِفَةَ مِقْدَارِهِمْ وَتَوْقِيرَهُمْ وَحُرْمَتَهُمْ وَرِعَايَةَ مَا يَجِبُ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَالْبِرِّ لَهُمْ وَالنُّصْرَةِ لَهُمْ كَذَلِكَ مِنْ مُوجِبَاتِ الْجَنَّةِ.
كَمَا أَنَّ بُغْضَهُمْ أَوْ كُرْهَهُمْ مَعْصِيَةٌ تُؤَدِّي بِأَصْحَابِهَا إِلَى النَّارِ، وَالأَْدِلَّةُ عَلَى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مِنْهَا: قَوْل اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (1) ، أَيْ: لاَ أَسْأَلُكُمْ أَجْرًا إِلاَّ أَنْ تَوَدُّوا قَرَابَتِي وَأَهْل بَيْتِي.
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَال: لَمَّا نَزَلَتْ: {قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قَالُوا: يَا رَسُول اللَّهِ: مِنْ قَرَابَتُكَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ وَجَبَتْ عَلَيْنَا مَوَدَّتُهُمْ؟ قَال: عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَأَبْنَاؤُهُمَا
قلت: و البعض يدعي محبة الآل و لا يرى الآل إلا أولاد الحسين عليهم السلام أما أولاد الحسن و زيد عليهم السلام فلا بل لقبوا بالكذاب أيضا جعفر بن علي، أخا الإمام الحسن العسكري ويعتقدون أن الحسن المثنى وابنه عبد الله المحض وابنه النفس الزكية ارتدوا، وحاشاهم من كل سوء ناهيك عن أولاد العباس و جعفر و غيرهم فلا كرامة ولا ذكر و كلهم أقمار الدجى و أستثني من الكل من وقع فيما أغضب الله فلا ينال عهده الظالمين, على أنني أوافق الشريف حمزة الكتاني في قوله "هذا لا يؤمن به الكثير من متدينة العصر، يقولون: "نحب صالحهم ونبغض مسيئهم"، والحديث يدعو إلى حبهم ومودتهم ليس لعملهم، فهذا أمر عام في جميع أهل القبلة، ولكن لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم"
لكن قاتل الله التقليد و التعصب فقد هجرني و أغلظ علي البعض لما قلت أن السنة السلام على الآل فقد سأل الصحابة عن كيفية الصلاة على رسول الله فقال: قولوا: اللهم صلي على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد.
و أن مسألة التفاضل بين الصحابة ليست مسألة يقينية يوالى و يعادى فيها
و أن معاوية أخطأ رحمه الله خطأً جسيما في حق الآل و أجرم ملوك بني أمية ثم بنو العباس في حقهم جرائم يُستحيى منها
كما يكفرني من يسمعني أترضى عن الصديق و الفاروق و ذي النورين و طلحة الخير و حواري النبي و أمين الأمة و الأنصار الذين تبوؤوا الدار و الإيمان و أبنائهم...
فالحق كما قال الإمام علي أن خير بين شرين و و الله ما أعرف عن المسلمين إلا الحب العميق الفطري للآل على جهلٍ منهم بمقامهم فلو علموه استقاموا على الطريقة.