ترجمة الشيخ نعيم النعيمي الحركاتي النائلي 1328- 1374هـ - 1909-1973م


هو الشيخ العلامة المصلح نعيم بن احمد بن علي بن صالح النعيمي الحركاتي الزكراوي النائلي الشريف الحسني ، ولد سنة 1909 بالخمار إحدى مناطق بلدة سيدي خالد ولاية بسكرة.من القطر الجزائري .
بدأ اول تعليمه عند خاله الشيخ مصطفى بن الصحراوي فحفظ القرأن الكريم كما فرأ على الشيخ محمد بقيرة بعض المبادى العلمية من فقه ونحو وصرف وغير ذلك بالزاوية المختارية باولاد جلال.
بعدها شرع الشيخ في حفظ المتون المتعددة وغير ذلك فكون نفسه بنفسه وصار علما من أعلام المعرفة ، ثم ذهب الى جامع الزيتونة بتونس ورجع لظروف قاهرة الا انه استطاع بفضل إجتهاده ان يصبح بحرا زاخرا وخزانة علم في العلوم الدينية والتراثية وفي علم الحديث الشريف دراية ورواية
والشيخ النعيمي هو أحد رجالات جمعية العلماء الجزائريين البارزين ، قام بتعليم التلاميذ والطلبة بعدة مدارس حرة تابعة لجمعية العلماء بعدة نواحي من القطر الجزائري كما قام ايضا القاء دروس الوعض والإرشاد يدعو فيها الى الدين الصحيح ونشر اللغة العربية والى اتباع الحركة الاصلاحية التي كان يقودها فقيد العروبة والاسلام الشيخ عبد الحميد بن باديس ،
ومن المدارس التي حط الرحال بها الشيخ النعيمي قبل واثناء الحرب العالمية الثانية مدرسة طولقة التابعة لجمعية العلماء ،حيث بقي الشيخ النعيمي بمدينة طولقة ازيد من سبعة سنوات افاد من خلالها العديد من الشباب بالمنطقة نذكر منهم على سبيل المثال الشيخ ابو بكر جابر الجزائري الذي ظل مرافقا للشيخ في حله وترحاله ،
وبسبب نشاطه المخلص للدين واللغة والوطن ، قام الاحتلال بإبعاده من طولقة وذهب الى بسكرة وكون بها رفقة علماء المنطقة ورجالها معهدا ميموني العيسري حاليا ، هذا المعهد التكميلي الثانوي ، الذي اشتهراشتهارا واسعا فأمه الطلبة من عدة جهات من القطر الجزائري حتى تأسس معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ، فطلب من الشيخ النعيمي ورجال بسكرة الالتحاق بالمعهد للتدريس وهو الذي وقع الى ان اندعت الثورة التحريرية الكبرى سنة 1954.
انتقل الى رحمة الله علامة الجزائر الشيخ نعيم النعيمي صبيحة يوم السبت على الساعة 01 صباحا بمسكنه الموجود بسيدي مبروك بقسنطينة الموافق 15 جماد الاولى عام 1393 يوافق هذا التاريخ يوم 16 جوان 1973 وعمره 64 سنة ، حيث دفن بمقربة قسنطينة المركزية يوم الاثنين 18 جوان 1973 عشية بعد صلاة العصر بعدما صلى عليه الشيخ محمد خير الدين صلاة الجنازة وابنه بالمقرة رحم الله الشيخ .
هو العالم الحفظة، والفقيه الماهر، والأديب الأريب ... نعيم النعيميّ الجزائريّ .
ولد- رحمه الله تعالى- في حدود سنة 1327 هجريةالموافق لسنة 1909 ميلادية ببلدة (سيد خالد) - أولاد حركات - ببسكرة ، عروس الجنوب الجزائريّ.
درس بزاوية المختار ببلدة (أولاد جلاّل)، ثمّ التحق بتونس سنة 1342هجرية الموافق ل1923سنة ميلادي، لكنّه لم يطل المكث بها، ولم يواصل الدّراسة ... بل قفل عائدا الى وطنه، وتجوّل في مدن الجزائر وقراها من نحو سنة1344 هجرية الموافق لسنة1925 ميلادي إلى سنة 1354 هجرية الموافق لسنة1935ميلادي، فدخل المديّة، والبرواقيّة، قصر البخاريّ، الجلفة، الأغواط، والأصنام سابقا أي الشلف حاليا، تيارت، غيليزان، معسكر، ومستغانم ... واطّلع على مكتبات الزوايا، وبعض المكتبات الخاصّة ...
وقد جمع مكتبة نفيسة حافلة، موجودة بالمكتبة المركزية لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، وقد حاولت المكتبة الوطنيّة بالجزائرأن تبتاعها ، لكنّها لم توفّق !!!
وقد حجّ سنة 1381 هجري الموافق ل1961 ميلادي ، ومرّ على الشّام ومصر ... باحثا عن الكتب النّادرة ، ومتّصلا بالعلماء ... وممّن لقيه : الشيخ الألبانيّ - رحمه الله رحمة واسعة - ، وتلقّى القراءات عن الشيخ عبد العزيز آل عيون السّود ... الذي تفرّغ لاقرائه ... ولمّا قفل راجعا عيّن مفتّشا عامّا بوزارة الشّؤون الدّينيّة بشرق الجزائر (قسنطينة وسطيف ...).
وكان مولعا بالنّظم ... وممّا نظمه كتاب " قطر النّدى ". وقد ذكره الشيخ البشير الابراهيميّ من المشايخ (الأكفياء) الممتازين (بماضيهم وعملهم وتحصيلهم) ... (1)
وقال البشير في وصفه وتحليته :
" أمّا الشّيخ نعيم النعيميّ ؛ فهو عصاميّ في العلم ، وحجّة على أنّ الذّكاء والاستعداد يأتيان - مع قليل من التّعليم - بالعجائب . والرّجل مجموعة مواهب ، لو نظّمت في الصّغر ووجّهت ؛ لجاءت شهادة قاطعة على أن لا مبالغة في كلّ ما يروى عن أفذاذ المتقدّمين ؛ فهو يحفظ الأحاديث بأسانيدها - لا على طريقة عبد الحيّ - ، ويحفظ عدّة ألفيّات في السّير وعلوم الأثر والنّحو وغيرها ، ويحفظ كثيرا من متون العلم ، ويجيد فهمها وتفهيمها ، ويحفظ جزءا غير قليل من اللّغة مع التّفقّه في التّراكيب ، ويحفظ أكثر مما يلزم الأديب حفظه من أشعار العرب ؛ قديمها وحديثها ، ومن رسائل البلغاء قريبا من ذلك ، وينظم قطعا من الشعر كقطع الرّوض ؛ نقاء لغة ، وصفاء ديباجة ، وحلاوة صنعة ، وقد أسلس له الرّجز قياده ؛ فهو يأتي منه بالمطوّلات ؛ لزوميّة منسجمة سائغة ، في رويّة تشبه الارتجال ، وهو ثاني اثنين من رجّاز العرب في عصرنا هذا ، ولو شئت ؛ لذكرت الأوّل ... وإنما آثرت نعيما بهذه الكلمات ؛ لأنّه ليست له " شهادة " ؛ فجئته بهذه الشهادة ...
وقد ضمّه البشير إلى لجنة الإفتاء ، وذكر أنّه من العلماء المشهود لهم بسعة الاطّلاع ، وحسن الإدراك لحوادث هذا العصر ... أصيب بداء السّكّريّ ثلاث سنوات ... وكفّ بصره ، واعتراه الشّلل النّصفيّ ... الى أن أسلم الرّوح إلى بارئها سنة 1393 هجري الموافق ل1973 ميلادية، رحمه الله ، وأسكنه فسيح جنانه.