بعد وفاته ترك المولى ادريس الاصغر 12 ابنا اكبرهم محمد بن ادريس الذي تولى الامارة على فاس خلفا لابيه. و نظرا لعدم استثباب الامن بباقي قبائل و مناطق المغرب عين على كل منطقة احد اخوته.
في كتاب العمدة: اعقب ادريس بن ادريس بن عبد الله المحض عدة رجال منهم :
محمد وعمران والقاسم واحمد وعيسي وعمر وداود ويحيي وجعفر وعبد الله وحمزة وعلي:
وقيل انه اعقب من غير هؤلاء ايضاً ولكل منهم ممالك ببلاد المغرب هم فيها ملوك .
*1-اعطي لعمران: جبل الريف وبادس واحوازهما.
*2-واعطي لعمر: رجس واحوازها.
*3-واعطي لابي القاسم: سبتة وطنجة واحوازهما.
*4-واعطي لاحمد: الهبط واحوازها.
*5-واعطي لعيسى: سلا واحوازها.
*6-واعطي: لعبد الله تادلة واحوازها.
*7- واعطي: ليحيي اغمات واحوازها.
*8-واعطي: لداود تلمسان واحوازها.
*9-واعطي لاحمدالملقب بكثير: مالقة وغرناطة وطريفة.
*10-واعطي: لعلي سجلماسة و احوازها.
لكن هذه الخطة و عوض ان تساهم في تقوية حكم الادارسة سارعت في تفكيك الدولة و نشوب الخلافات بين الاشقاء. فاندلعت صراعات و معارك بين مختلف الامارات مما سهل على المرابطين الاطاحة بدولة الادارسة و اضطهاد الاسر الادريسية والتي اضطرت للهجرة بعيدا عن المراكز السياسية و استقروا بمناطق نائية كوزان و تادلة و سوس و الصحراء بل منهم من هاجر الى موريتانيا ( الشرفاء القلاقمة) و الجزائر ( يوجد الآن ما يقارب 60 ألف نسمة من قبيلة أولاد سيدي عبيد الشريف الادريسي بمدينة تبسة و بالضبط في مدينة بئر العاتر) و ليبيا (الأشراف أولاد امحمد الفاسى و الأشراف السنوسيون و غيرهم..) .
وهكذا استقرت فرقة من الادارسة بمنطقة واد نون و اسسوا لهم مركزا تجاريا مزدهرا كان يعرف بتاكوست ( القصابي حاليا) و كان يمثل اكبر تجمع سكاني بالجنوب بعد نون لمطة. و يتميز هذا المكان بوفرة المياه التي تتفجر من العيون و الخطارات فازدهرت بها الفلاحة و التجارة واصبحت قبلة و ملتقى للقافلات الاتية من الصحراء او من سوس و مراكش و الصويرة. وسكنت مع اولاد ادريس بتاكوست بعض الاسر الركراكية وهم ابناء الفغير مرزوك. ولكن و في اواسط القرن الثامن عشر الميلادي في عز زمن السيبة نشبت خلافات بين اولاد ادريس و قبيلة ايت الحسن حول الماء و النفوذ. حيث طالب ايت الحسن اولاد ادريس الانضمام الى حلفهم “ايت الجمل” المعادي لحلف “ايت مسعود” و السماح لهم بالتزود و المرور و شن الغزوات انطلاقا من ارضهم المتواجدة في الواجهة مع الحلف المعادي. لكن جواب اولاد ادريس كان حاسما بل مهينا عندما قامت مجموعة من الشبان بطلاء سروج خيل الوفد المفاوض لقبيلة ايت الحسن بروث الابقار.
امام هذا الرفض المهين ابلغ الرسل سادة و قياد قبيلة ايت الحسن بجواب قبيلة اولاد ادريس فما كان من ايت الحسن الا ان حشدت كل صائم و كل راكب وراجل لتهاجم و دون سابق انذار قبيلة اولاد ادريس و تقتل منهم الكثير و تحرق تكوست عن اخرها و تستولي على الاراضي و المياه لتستقر فرقة من ايت الحسن في المكان الذي اصبح يحمل اسم القصابي.
فهاجر من بقي حيا من اولاد ادريس الى ارض مستي بالنعالة و نصبوا خيامهم على الضفة الشمالية لوادي اركسيس. كما اضطر اهل الفغير مرزوك الى الاستقرار باودري تحت حماية قبيلة اصبويا (نظرا للعداوة التي كانت تسود في تلك الفترة بين قبيلة أيت لحسن وأصبويا بعد أن سيطرة هذه الأخيرة على منطقة واد أساكا في إطار توسعها) اصبح لهم بها دوارا يحمل اسمهم. قام اولاد ادريس بحفر “افرض” بالنعالة لجمع مياه الامطار لسقي مواشيهم. وهذه الحفرة الكبيرة المسماة ب”افرض اولاد ادريس” ما زالت موجودة الى الان. و لما نشب صراع في مستي بين ‘ ادا اويكضل’ الذين كانوا شيوخا على مستي و بين جيرانهم ‘ايد بوالحرير’ استنجد شيوخ ‘ادا اويكضل’ باولاد ادريس لقمع عصيان ‘ايد بوالحرير’ و قد تمكن لهم ذلك في معركة حاسمة بمكان يسمى ‘اكدير ن ابيضر’ و الذي كان قلعة لايد بوالحرير فتم هدمه عن اخره و مات في هذه الغزوة الكثير من ‘ايد بو الحرير’ و كذلك من اولاد ادريس الذين مازالت قبورهم شاهدة على ذلك في المقبرة الموجودة على الجانب الشرقي للطريق المعبدة الرابطة بين اصبويا و مستي.
و كمكافاة لهم على هذا الانجاز و التضحية سلمت مستي منطقة “اسندي” بعد اخلائها من بعض العائلات المستاوية بالقوة لاولاد ادريس الذين تحولوا من منطقة النعالة واستقروا بهذا المكان بشكل دائم وبنوا عليه مداشرهم و مساجدهم التي اشتهرت بالعلم و تحفيظ القران. و هي الان تعد كاحد المكونات العرقية لقبيلة مستي و جزء لا يتجزا من جماعة مستي.
لكن بعد الاستقلال هاجرت جل العائلات الادريسية الى كل من سيدي افني و كلميم و العيون و ديار المهجر باوروبا و لم يتبق منهم في الدوار سوى بضعة كوانين
مركز رفع الملفات
قبيلة اولاد ادريس بواد نون
العرض العادي
