عرض مشاركة واحدة

  #3  
قديم 11-04-2016, 02:13 AM
أبو عبدالله بن مخشون الإدريسي أبو عبدالله بن مخشون الإدريسي غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 




افتراضي رد: تدقيق نسب أيت مخشون

[align=justify]
( تابع لما سبق)
فيما يخص الانتساب إلى “أيت سغروشن”:
نظرا لكون هذا البحث ينصب أساسا على التعريف بأيت مخشــــون، فسوف نقتصر فقط على النظـــر في “السغروشنية” المحتملة لهذا الفرع دون الإلتفات لغيره من الفروع الأخرى. فالخوض في هذا الأمر ليس بالأمر الهين أمام قلة، إن لم نقل، انعدام المصادر الموثوقة التي يمكن الاعتماد عليها لفهم تاريخ هذه المنطقة وتشكيلاتها البشرية. فعلى ما يظهر، فالمنطقة التي يتواجد فيها أيت سغروشن سيدي علي، وكما سبقت الإشارة إلى ذلك، من أكثر المناطق المغربية التي لم تنل حظها من التوثيق، ولا نصيبها من اهتمام المؤرخين والباحثين.
وعلى ما يبدو كذلك، فباستثناء بعض الإشارات الطفيفة الواردة في معرض الحديث عن الإجراءات الزجرية والأمنية التي اتخذت ضد “بلاد السيبا”، في عهد الدولة العلوية، وبالأخص تحت حكم السلطان مولاي إسماعيل (أنظر مثلا في كتاب “الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى”، للمؤرخ أحمد بن خالد الناصري)، فلا يوجد شيء يخص تلك المنطقة، لا قبل فرض نظام الحماية سنة 1912 ميلادية، ولا بعدها، اللهم ما ذكر عنهم في بعض التقارير الاستخباراتية الاستعمارية والمذكرات الشخصية لضباط استعماريين بعد إحالتهم على المعاش.
وأمام هذا الفراغ في التوثيق، لا يبقى للمهتم إلا النبش في الوثائق الموروثة لبعض الأسر والعائلات من المنطقة، والتي ليس من السهل الوصول إليها، أوالاستعانة بما تناقلته الألسن عبر الأجيال حول أنساب الفروع السالفة الذكر مع ما يستوجب ذلك من حذر في تناول تلك الوثائق والروايات.
فـ”المشجرات النسبية”، التي تستطيع أن تحل الاشكاليات النسبية الخاصة بساكنة قبيلة أيت سغروشن سيدي علي، إما أنها غير متوفرة أو مفقودة، أومبتورة، وهذا على ما يظهر هو الأعم، أو غير “موضوعية”. أما الروايات الشفهية غالبا ما تطالها المبالغات في تبجيل الأسلاف والحط من الخصوم، وعدم الدقة في ذكر الأحداث والوقائع وضبط الأسماء والمسميات والتواريخ وما إلى ذلك.
وانطلاقا مما سبق، فالانتساب المخشوني إلى قبيلة أيت سغروشن سيدي على، قبليا وإداريا لا غبار عليه. وهذا ما يدل عليه الواقع المعاش والعلاقات التي تربطهم بباقي مكونات القبيلة المعنية وبالسلطة الإدارية التي تنضوي تحتها. ويمكن تفسير ذاك من الوجوه التالية:
الوجه الأول، أن يكون ذلك الانتساب فعلا “انتساب سلالي”، أي منحدر من أب سغروشني ولكن من فرع آخر غير فرع مولاي علي بن عمرو، لأن نفي انتساب أيت مخشون لهذا الأخير يكاد يكون قطعيا. وهذا غير مستبعد، سيما إذا سلمنا بالرأي الذي يرفع النسب السغروشني إلى أحد أجداد مولاي علي بن عمرو، وبالضبط إلى سيدي محمد الملقب بـــ”بوركوة”، كما سبقت الإشارة إلى ذلك من قبل. وما يقوي من رجاحة هذا الاحتمال، ما دأبت عليه الوثائق المذكورة من إنساب سيدي لحسن إلى “مخشون السغروشني من أولاد أحمد بن علي”. فهل يكون أحمد بن علي هذا هو نفسه حفيد سيدي محمد بوركوة، أي الجد الخامس لمولاي علي بن عمرو؟ ربما. ولكن هذا يتعارض مع:
. المتواثر شفهيا من رفع نسب جد أيت مخشون، سيدي لحسن، إلى سيدي محمد بن أحمد المكنى غراس الخيل، وما جاء في مخطوط وجد ضمن موروثات عائلتنا ومنسوب لكاتب يدعى الإمام محيي الدين الشيخ الولي الصالح أبوا زكرياء يحيا بن عبد الله بن بكار والمسمى ” الأنيس في نسب مولانا لحسن بن سعيد بن سيدنا مخشون من نسل ءال مولانا ادريس”؛
. ما هو معروف لدى أحفاد سيدي محمد بن أحمد المكنى بغراس الخيل. فبحسب ما سمعناه من أفواه بعضهم بمناسبة زيارتنا إلى ديارهم يوم الجمعة 6 نوفمبر 2015، فإن سيدي لحسن خرج من أنوال وتوجه إلى قبيلة مرموشة. وهو إبن سيدي الحاج بلقاسم بن محمد غراس القوم بن سيدب محمد بن أحمد الملقب بغراس الخيل.
– الوجه الثاني أن يكون سيدي محمد بن أحمد الملقب بغراس الخيل هذا هو الآخر من السلالة السغروشنية، وإن كان هذا مخالفا لما ترسخ لدى حفدة هذا الأخير حيث ينفون عنهم أية علاقة بأيت سغروشن.
– الوجه الثالث، أن ينسب أيت مخشون إلى أيت سغروشن من باب التحالف والولاء أو من باب إطلاق إسم المكان على من استقر به ولو لم ينتسب إليه أصلا. قد يكون ذلك هو الأرجح لولا أن هذا الوصف قد أطلق على سيدي لحسن، على الأقل، منذ سنة 1124 هجرية تاريخ تحرير أقدم وثيقة متوفرة لدينا تذكر هذا الانتساب.
ومن المعلوم أن في ذلك العهد، أي في بداية القرن الثاني عشر الهجري، لا زال ما سيسمى لاحقا بـــ”قبيلة أيت سغروشن سيدي علي” في طور التشكيل. فعدد أفراد نواتها، مثلا فيما يخص أسرتي الحليفين سيدي علي بن يحيى و سيدي لحسن لا زال لم يصل بعد إلى الحد الذي يمكن أن يعتد به كقبيلة يمكن أن يطمع أحد في الدخول تحت ولائها وحمايتها. ثم إذا كانت تلك النسبة بسبب الولاء وطلب الحماية، فإن سيدي لحسن لم يكن آنذاك في حاجة للاحتماء، لأنه ببساطة مقيم مع قبيلة بني أيوب، التي آوته وصاهرته وملكته أرضا هناك، وبالتالي مع حلفائها.
زد على ذلك، أن هذه النسبة، أي “السغروشني”، قد أطلقت في وقت لا نتوفر على ما يثبت التقاءه بحليفه فيما بعد سيدي علي بن يحيى. علما بأن مسار هذا الأخير، أي الطريق الذي سلكه للمجيء إلى المنطقة، وكما هو متواتر شفهيا، ليس نفس المسار الذي سلكه سيدي لحسن. فالأول قدم من فاس، أي من الغرب. ثم مر بعدة محطات وأماكن قبل أن يستقر به المقام في مرتفعات “تشكت”، التي اتخذ منها موطنا، كما تدل على ذلك آثاره التي لا زالت بارزة إلى يومنا. في حين أن الثاني قد أتى من الشرق.
الوجه الرابع، أن إطلاق ذلك الوصف أو النسبة قد يكون بسبب وفود سيدي لحسن من منطقة مشهورة بكون أغلب سكانها من “أيت سغروشن”، إلى درجة يعتقد أن كل من وفد منها يعد هو الآخر سغروشني. وكما هو معلوم، فـ “أنوال” يوجد في دائرة الموطن الأصلي المفترض لأيت سغروشن. وقد يكون ذلك قد سبب خلطا لمن وصفه بذلك الوصف لأول مرة فظن أن سيدي لحسن “سغروشني” بالفعل ثم ترسخت بعد ذلك الفكرة في رأسه وفي رؤوس من أخذوا عنه ذلك مع مرالزمان.
( يتبع)
[/align]

 

 

رد مع اقتباس