
24-06-2015, 02:01 AM
|
 |
باحث في النسب الإدريسي
|
|
|
|
رد: صورة القاضي النسابة الشيخ عبدالله ابن حشلاف الودغيري الحسني الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديقي محمد
[align=justify]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
شكرا أخي الشريف البلعباسي البوزيدي على هذه الصورة.
فيما يخص القاضي حشلاف رحمه الله لا ينكر جهوده إلا جاحد وما ذكرته أنا في ردي عليه في مسألة نسب بني زيان هي تنبيه إلى أنه أخطأ حينما نقل ما جاء به السنوسي في الدرر السنية فعبد الله ابن حشلاف نقل من مصادر مختلفة في كتابه ولم يكلف نفسه أحيانا التنقيح والتحقيق وذكر ما نقله حرفيا وهذا ما جعل منه عند كثير المهتمين ناقل وليس نسابة محقق. ولأنه نقل من العشماوي ومن الدرر السنية في مسألة بني زيان جعله يتلخبط في كلامه وأخرجه الأمر عن المنطق العلمي التحقيقي. وقد ذكر لي بعضهم ممن هو ملم بالأنساب بأن له كثير التحفظات على ما جاء في كتاب ابن حشلاف. رغم هذا كان له الفضل الكبير في حفظ عديد الأنساب لعدة فروع من الأشراف.
وقد قيل لي بأن العلامة الشيخ محمد العربي التباني السطايفي الجزائري مدرس الحرم الشريف رد على ما جاء في كتاب سلسلة الأصول للقاضي ابن حشلاف ولكن لم يسعفني الحظ للاطلاع على هذا الرد فأرجو من الإخوة الكرام أن يتحفونا بكتاب التباني الذي يحوي ما رد به على القاضي ابن حشلاف رحمه الله.
والله من وراء القصد.
[/align]
|
لكلّ عالم هفوة و لكلّ فارس كبوة إذ لا يخلو كتاب ما سوى كتاب الله من خطأ لا سيما
كتب الأنساب التي تُعنى بأنساب المغاربة حيث اعترتها عبر فترات من الزّمن مع تقلّد
من لا يصلح للكتابة و لا الشهادة ، عللاً أوهنت حقيقة من قيمتها التاريخية و العلمية
لدى الباحثين الذين يتقيّدون بمنهجية وأبجديات التحقيق الأكاديمي المعاصر رغم مسيس
الحاجة إلى تلك التقاييد الشعبية التقليدية التي عُنيت بسرد الروايات الشفوية و تدوينها وهي
ذاكرة الشعوب المتبدّية في أغلب الأحيان والتي لا تفتأ من أن تصنع لأسلافها الأوّلين و زعمائها
الغابرين أمجادًا أسطورية وبطولات، أشبه ما يكون بالطُّوثَمِيَّة لا تخلو من الخرافة والأحجيات.
ولعلّ من أهمّ ما يعكر صفو الباحث و يعرقل دربه للاستفادة من مكنونات تلك الكتب
و الحقائق المبثوتة بين ثناياها ، عقبات كؤداء تتجلّى له بين الفَينة و الأخرى ينبغي عليه
إن هو أجهد نفسه في دراسة تلك الكتب تلافي ما فيها من تخليطات و أخطاء مع الحيطة
وحسن التعامل معها بمهارات النقد والموضوعية مستعينا في ذلك بطول باعه وسعة إطلاعه
وعدم تسرعه فيما ما ينقله منها مما تفردت به، فضلا عمّا خالفت به غيرها ممّا هو أوثق منها.
ومن أهم تلك العقبات مدى نسبة تلك الكتب إلى أصحابها ، مع جهالة بعض أولئك المصنّفين
سواء جهالة أعيانهم أو الجهالة بأحوالهم، وكذلك وجود بعض الاضطرابات في بعض سلاسل
الأنساب أو سقطات في بعض حلقاتها أو إدراج نسب في آخر أو قلب بعض حلقات النسب الواحد
مع بعضها البعض أو وجود انقطاعات بين حلقات جيل و آخر في السلسلة الواحدة أو شذوذ
بعض تلك النّسابيات و خلوّها عن قرائن الصحة التي تقوّيها، فضلا عن نكارة بعض تلك السلاسل
و مخالفتها لأنساب من سبقها من أسلافها مما هو و لاشكّ أوثق منها ، ما يدل على أنّ أيادي
الجهل العابثة و أرباب التفكير الخرافي الساذج قد تلاعبوا بأصل تلك الكتب أو النسج على منوالها
حيث جعلوا من كلّ خرافة أو أسطورة سائدة، تاريخا مشرقا منيفا و من كلّ صوفي متبتّل قد انزوى
في خلوته علويّا شريفا، ومن كل ماجد أو سيّد على عصبة قومه هاشميّا فاطميّا حصيفا، حتّى أنّه
ليكاد مغربنا الكبير أن يمسيَ برمّته من دوحة المختار شريفا، صحراء و تلّ و حاضرة و ريفا.
رُبَّ شعري أين التلازم بين هذه الأمور وكيف يصحّ تسوية المتواترالمشهور بالدخيل والمغمور لدى من
يزعم أنّه فهيم ذي لبّ سليم، ولهذا وغيره ( كذب النّسابون ) كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم.
|