[سغروشني مصطفى]

السلام عليكم ورحمة الله اخواني اخواتي وثيقة عهد واحترام بين القبائل المغربية وأولياء الله الصالحين كانت دائما حدثا اجتماعيا ودينيا وسياسيا فكانت القبائل وخاصة الامازيغية في المغرب تولي اهتماما عميقا واحتراما لامتناهيا للصالحين والاتقياء سواء أكانوا اشرافا او عجما اي امازيغ وغيرهم وليس هذا بغريب نظرا للحب الكبير الذي يكنه الامازيغ لاهل الله ولآل البيت عموما واحتضان جدنا ادريس الاول من طرف قبيلة اوربة اولا ثم باقي القبائل الامازيغية خير مثال على هذا التلاحم وخير مثال على عظمة وكرم وشجاعة الشعب الامازيغي الذي حمى الادارسة وابناء عمومتهم بعدما تعرضوا للتقتيل والتشريد تارة من الامويين وتارة من العباسيين .والوثيقة هذه توضح بجلاء هذا الاحترام والتلاحم ونحن هنا امام مثال شافي وكافي فقبيلة ايت يوسي قبيلة امازيغية قوية اكتسبت سطوتها وهيبتها من حلف بني إدْراسَن الصنهاجي الذي طبع المسرح السياسي بالمغرب لاصطدامه بالخلافة الموحدية والعلوية وسيدي بوكيل الشريف الادريسي اجلى مثال واكبر شاهد على هذا الاصطدام .بعدما كانت قبيلة ايت يوسي من القبائل السائبة المتمردة استطاع السلطان المولى اسماعيل العلوي ان يرودها ويكسر شوكتها لتصبح الرجل الدركي في منطقة الاطلس المتوسط فاستقطب السلطان القبيلة من اعالي ملوية واسكنها المجال الممتد من مدينة صفرو التاريخية حتى ابواب انجيل وكيكو وذلك بغرض حماية القوافل التجارية من اللصوص ومن هجمات القبائل المتمردة،فكان اختياره لقبيلة ابْرابْرَة لقيادة قبائل ايت يوسي وعلى رأسها القائد محمد ابرابرة الحليوي اليوسي سنة 1090وكانت قيادته من بلاد إجَلْوان اي سكورة بولمان حاليا،وعائلة ابرابرة ورثت زعامة المنطقة من ذاك الحين حتى فترة الحماية .اشتهرت بقوتها واحترامها لال البيت واستماتتها في خدمة الحكم العلوي.حاولت من هذا التقديم اعداد القاريء ليستوعب مضمون الوثيقة وليستوعب اهدافها الدينية والسياسية .