عرض مشاركة واحدة

  #9  
قديم 21-11-2013, 12:32 AM
الصورة الرمزية أبوعبدالله محمد بلعبّاسي البوزيدي الإدريسي
كاتب متألق
 





افتراضي رد: شجرة نسب للادارسة بتونس

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هاشم الورغمي مشاهدة المشاركة
كما أريد اضافة معلومة أنّ أجدادنا بعد سقوط دولتهم الادريسية بفاس انتقلوا للعيش بالحاضرة تونس و لم يذهبوا لا الى الساقية الحمراء بالمغرب كما لم يذهبوا مثل بعض بني عمومتهم الى الاندلس أو الحجاز أو مصر او الشام في نهاية القرن الخامس عشر ميلادي ( في نفس فترة المورسكيين) انتقلوا لبناء دويلة بالجنوب التونسي ( تجمع ولايات قابس و مدنين و تطاوين ) تسمى ورغمة أو ورغنة على اسم مؤسسها الشريف موسى الورغمي حفيد عبد الله الشريف الفاسي و هي مذكورة في عديد الكتب لعل اهمها ما ذكره الكولونيل الفرنسي لوبوف في كتابه حول المنطقة قبيل الاستعمار ....
ورغمة كلمة أمازيغيّة و هي تعني العرش أو التجمّع القبلي و هي بالفعل اتحاد قبلي زناتي بربري الأصل، و إليها ينتسب الفقيه العلاّمة المالكي ابن عرفة - رحمه الله تعالى -
و هي تضمّ كلاّ من: التوازين- غمراسن - عكارة -الخزور- الحواية - الجبالية - الربايع - غبنتن - الحدادة - مغالبة - مدنين - الودارنة
و منها فرعكم الجليدات و يضمّ : جليدات تطاوين (أولاد حامد، أولاد بوراس، أولاد عبد الجليل) و جليدات بني بلال (أولاد محمد، أولاد بوجليدة، أولاد الحاج، أولاد عبد الحميد، الوطاوطة).
و أول من أطلق هذا ه الكلمة كنفدرالية ورغمة هو الكولونيل لو باف كنا ية عن عروش الجنوب الشرقي التونسي المتحدين تحت الزعامة الروحية لقبيلة الجليدات.
و مع قدوم موسى الورغني الى الجنوب الشرقي التونسي داعيا في سبيل الله التفت قبائل الجنوب الشرقي حوله مكونة بذلك اتحادا بذاته مستقلا عن السلطة المركزية بتونس.
و تشير بعض الابحاث الى ان موسى الورغني عند قدومه الي هذه المناطق نزل بقلعة حمود غمراسن حاليا ومن هنا انطلقت دعوته الا ان الحقيقة انّ موسى الورغني نزل عند المقدمين قرب بني بركة والدليل على ذلك ان الغمراسنية والمقدمين كما يذكر التيجاني في رحلته كانوا في عداء مستفحل بينهم وفي معارك وصراعات متواصلة لاتكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد .فلا يعقل ان يكون موسى الورغني ترك قلعة حمود بعد ان اووه ونصروه واستبدلهم بالمفدمين اعدائهم ليعيش بينهم ويموت ويدفن عندهم بل لايعرف اليوم ان للجليدات وهم ابناء موسى الورغني اراضي او املاك في جهة جبل دمرحيث توجد قلعة حمود وانما تواجدهم تاريخيا والى اليوم بقرية الرقبة الموجودة بين البليدة جنوبا وبني بركة شمالا و معلوم ان هذه المناطق تابعة للمقدمين .
والورغمية هم مزيج من العروش المختلفة منهم العرب ومنهم الجبالية*البربر الناطقين بالشلحة* ومنهم البربرالناطقين بالعربية وهم الاكثرية كما تطلق كلمة الجبالية على البربر الساكنين في الجبال والذين حافظوا على لغتهم الاصلية رغم انهم يتكلمون العربية اما البربر الذين سكنوا السهول وهم أكثر القبائل البربرية فيتكلمون اللغة العربية وليست لهم علاقة بالشلحة.
كل هذا المزيج من القبائل كانت تربطهم علاقة متوترة اكثر الاحيان ليس بين العرب والبربر كما يزعم بعض اصحاب النفوس المريضة .فلم يكن الصراع بين هذه القبائل عرقيا ذلك ان العرب لم يكن لهم وزن ديموغرافي يمكنهم من الدخول في صراعات مع الاخرين بل ان العلاقة بينهم و البربر كانت علاقة صحبة وتفاعل ايجابي كل يوفر للاخر ما يستحقه.
فالصرع اذن هو صراع على حيازة الاراضي بدرجة أولى بين القبائل المنتشرة شارك فيها الكل حسب تحالفات مصلحية كان فيها العامل الديني مغيبا ايضا بسبب انتشارمذهب الخوارج الاباضية بينهم والذي
بقي دوره اي هذا المذهب بارزا حتى بعد انهيار الدولة الرستمية التي خضع لسيطرتها الجنوب الشرقي.ورغم محاولات الموحدين والحفصيين نشر المذهب المالكي . الا ان المذهب الاباضي بقي متاصلا في اهل الجنوب الشرقي الا انه انحسر في جزيرة جربة خاصة بعد ان تحالف بنو غانية مع بني سليم سنة1188 طمعا في استرجاع مجد الدولة الموحدية. وقد قامت عدة ثورات من اهل الجنوب عموما على الدولة الحفصية انفصلت بمقتضاها عدة اراضي عن السلطة المركزية ومنها الجلاص بالقيروان وقبائل ورغمة بالجنوب الشرقي. وبقي هذه الوضع الى ان خضعت البلاد التونسية الى الحكم العثماني.
شهد الجنوب الشرقي فراغا دينيا بانهيار الدولة الرستمية نتج عنه ضعف للعامل الديني امتد لما يقرب من سبعة قرون. وصف التيحاني في رحلته هذه الفترة فقال : كانوا يدفنون امواتهم جلوسا وبدون تغسيل وكانوا لايعرفون صلاة ولا يعمرون مسجدا وحتى ان المسجد الموجود بقلعة حمود كان فارغا الا من احد الغرباء الذي اتفق وجوده مع وجود التيجاني بهذه الجهة .
وفي العهد العثماني ثم قيام الدولة المرادية والدولة الحسينية عاد الجنوب الشرقي شيئا فشيئا للخضوع للسلطة المركزية بتونس خاصة بعد قدوم موسى الورغني من الحاضرة داعيا في سبيل الله فنشر المذهب المالكي وكوّن كنفدرالية ورغمة التي كانت مستقلة عن السلطة المركزية . وبوفاة موسى الورغني انفصمت عرى الكنفدرالية وبسطت السلطة المركزية نفوذها على الجنوب الشرقي الا ان الزعامة الروحية انتقلت الى حفيد موسى الورغني عبدالله بوجليدة وبقي الجليدات رمزا للخلفية الدينية لأهالي الجهة حتى قدوم الاستعمار

 

 

التوقيع :
وَحَـاصِلُ الذِّكْـرِ أنَّ البَـــوَا زِِيدَ كُلِّهِمُ فَإِمَّا بِالسِّلاَحِ مُغَمََّدُ
وَإمَّـا كَرِيـــمُ الضَّيـفِ للقِـرَى وَإمَّـا مَلِكٌ سَــائِسٌ يَتهَـدَّدُ
وَإِمَّا هُمَـامُ العَـصرِ سُلطَانٌ قَا ئِدٌ وَإمَّا تَقيٌّ بِالتُّقَى يَتَعَبَّدُ
وَإمَّـا وَلِيٌّ كَاملٌ يُرشِدُ الوَرَى وَإمَّـا عَلِيمٌ للعُلُــومِ مُجَدِّدُ
رد مع اقتباس