- من المصنّفات العلميّة التي ظهرت في مسألة الشّرف من قبل الأم نفيًا أو إثباتًا ، و هي من الأهمّية بمكان إذ أنّ تحرير القول فيها يساعد على تمييز و تصحيح أنساب آل النّبي المختار ( صلّى الله عليه و آله و سلّم ) ، كما أنّ تحقيق هذه المسألة سيحدّد بعض الأحكام الفقهية المتعلّقة بالأولاد المولودين من الأم الشريفة
إذ لو اعتبرناهم أشرافًا - على قول - ستتنزّل عليهم بعض الأحكام الفقهية المتعلّقة بآل البيت كتحريم الزّكاة و استحقاق الخمس من المغنم و غير ذلك
ومأخذ هذه المسألة أن وُلد البنات : هل يصدق عليهم أنهم ولد لجدهم للأم أم لا ؟!
و لذلك كانت هذه المسألة شديدة الشبه بمسألة " كتاب الحبس " من " المدونة" حيث جاء في نصّها : " إن قال : حبست على ولدي . هل يدخل في ذلك ولد البنات أم لا ؟ و لا خلاف أنه يدخل في ذلك ولد البنين . فالذي ذهب إليه مالك و جميع اصحابه المتقدمين أنهم لا يدخلون ، و ذهب جماعة من أهل العلم أنهم يدخلون..."
- و كانت من عادة العرب أن تسمّيَ من كانت أمه أشرف في النّسب من أبيه بـ:" المُذرَّع " ، قال في ذلك الفرزدق :
إذا باهليٌّ تحته حنظليّة *** له ولدٌ منها فذاك المذرَّعُ
- و قد تنوسي ذلك فيما تنوسي من خطاب العرب و بيانها ، إلى أن جدّت من جديد سنة 726هـ ببلاد المغرب ، فكان قصب السبق فيها لفقهاء المالكية ، فأفتوا فيها سنة 726هـ [ من الضوء اللاّمع في أهل القرن التّاسع للسّخاوي( 8 / 48 ) ]
و في كتاب الحبس من " مختصر ابن عرفة " قوله :" شاع في أول هذا القرن[ الثامن ]على ما بلغني الخلاف فيمن أمه شريفة ، و أبوه ليس كذلك ، هل هو شريف أم لا ؟ " [ المعيار المعرب للونشريسي ( 12 / 225 )]
و هكذا نرى أنّ هذا الأمر أصبح يشغل بال بعض فقهاء المذاهب و الأمصار ، فنجد مثلا ابن عابدين الحنفي - رحمه الله تعالى - يقول:" قد كثر الكلام بين العلماء الأعلام في حكم الشرف من الأمهات في جميع الحالات ، و ألفوا في ذلك رسائل ، و أكثروا فيها المسائل … ، " [ تنقيح الحامدية ( 1 / 11 ) ]
* ومن بين هاته الكتب التي صنّفها العلماء على اختلاف أقوالهم في المسألة :
1 - أسماع الصمّ في إثبات الشّرف من قبل الأم للمراكشي محمد بن عبد الرحمن الأكمه ( ت 807هـ )
2 - إسماع الصّم في إثبات الشّرف للأمّ لابن مرزوق محمد بن أحمد العجيسي ( ت 842هـ )
كلاهما مجموع في كتاب واحد ، تحقيق: الدكتورة المغربيّة ( مريم لحلو) مطبعة الشرق - وجدة عام 2006 و يقع في 340 صفحة.
3 - تبيان الحكم بالنّصوص الدّالة على الشّرف من الأمّ للشيخ عبد القادر بن أبي بكر الصدّيقي الهندي مفتي مكّة ( ت 1138هـ )
4 - تحفة الوارد في اختصاص الشّرف من جهة الوالد للمحدّث المؤرّخ أبو العبّاس احمد بن الحسن بن علي ابن قنفذ القسنطيني ( ت 810هـ )
5 - الفوز و الغُنم في مسألة الشّرف من الأمّ لخير الدين بن احمد بن نور الدين علي الرملي الحنفي ( ت 1081 هـ )
6 - رسالة في كون المنتسب بالأم إلى هاشم من السادة . لمير محمد بن باقر الاسترابادي الشهير بالداماد ( ت 1041 هـ )
7 - رسالة في فضل الفاطميين و كون المنتسب إليها بالأم منهم لإسماعيل بن محمد المازندراني المشهور بالخاجوئي ( ت 1173 هــ )
8 - كتاب الإشراف على سيادة الأشراف لحسين بن الحسن بن أبي جعفر محمد الموسوي الكركي ثمّ الأردبيلي ( ت 1001 هـ )
9 - رسالة في المنتسب إلى هاشم من طرف الأم . للميرزا حيدر علي الأماسي ( ألّفها سنة : 1205 هـ )
10 - شرف الأسباط لمحدّث الدّيار الشّامية العلاّمة جمال الدين القاسمي الدسوقي الحسيني ( ت 1332 هـ ) مطبعة الترقي- دمشق سنة 1331هـ