عرض مشاركة واحدة

  #1  
قديم 08-10-2011, 04:57 PM
احمد الرحاوي احمد الرحاوي غير متواجد حالياً
باحث في النسب الإدريسي
 




افتراضي آليات تحقيق نصوص علم الأنساب

آليات تحقيق نصوص علم الأنساب
يعتبر التحقيق الأسلوب الأساسي للبحث في علم الأنساب لأنه يمكن الباحث من التمييز بين النصوص والحكم على مصداقية كل واحد منها.
ونخلص من حديثنا عن التحقيق كأداة أساسية للبحث في علم الأنساب إلى التأكيد على ضرورة القيام به بهدف تأصيل تراثنا النسبي تأصيلا علميا متكاملا ومتنوعا تبعا لتنوع وتعدد آليات البحث.
يتطلب البحث الجينيالوجي بعض المواصفات أهمها:
الفكر المنهجي والتحلي بالصبر والمواظبة في العمل والمنطق وحدة الذهن والاستنباط والنزاهة الفكرية...والوعي بأن تعاطي الإنسان معرفة نسبه فكرة صائبة ومفيدة جدا...ولاشيء يساوي البحث الشخصي في عين المكان لأن الكشف والتعرف على الأسلاف بهذه الطريقة لا يزيدها إلا توثيقا وتصديقا...فتفرض على الباحث أن ينتقل إلى عين المكان الذي عاش وترعرع فيه أسلافه... وهنا يدرك الباحث المتخصص أن أهمية تحليل الوثائق والوقائع وفحصها للكشف عن الحلقة المفقودة في السلسلة ....وعندما يبلغ المرء مرماه يشعر بالحبور والسرور الشيء الذي يدفعه إلى المزيد من البحث .وفي غالب الأحيان يجد الباحث أمامه وثائق عديدة ومتنوعة ، وهنا تزداد الصعوبة من جراء هذا الغنى النوعي وعلى الباحث هنا ان يميز بين الصحيح والزائف من المعلومات ويعرف ما هي المعلومات الصحيحة المتوخاة وأين يتوجه للحصول على المعلومات.
وعندما يقوم الشخص بالبحث عن نسبه وتركيب مشجرته الجينيالوجية فليس معناه البحث فقط في السلاف واتخاذ الأسباب واكتشاف هذا السير الخفي لهويته، ولكن أكثر من ذلك فهو يجد في بحثه لذة الاكتشاف أولا،وثانيا لذة تجميع القطع والعناصر التي تكون هذا الكل الذي يمثل حقيقة شخصية الإنسان.
مراحل وخطوات البحث الجينيالوجي : لعل أول سؤال يطرح على الباحث الجينيالوجي هو: من أين يبدأ الباحث؟ ينبغي أولا طرح الأسئلة على المسنين في الأسرة ما داموا على قيد الحياة ويتمتعون بذاكرة جيدة لأنهم بطبيعة الحال مؤتمنون على قسط من الذاكرة الأسرية ، مثلا : الحصول على الحالة المدنية ومهن الأشخاص المعنيين وصورهم ، وينبغي استعمال آلة التصوير وآلة التسجيل...الخ.
وسيكتشف الباحث عندئذ عالما مدهشا ينتمي إليه دون أن يعلم...والماضي والحاضر والمستقبل شيء يتأتى من حركة ذاتية تلقائية وعفوية.
وإذا حاولنا ترتيب وثائق علم الأنساب تبعا لأهميتها وقيمتها العلمية فيمكننا ترتيبها كالتالي:
المرتبة الأولى : المصادر ، وتعنى بالمصادر الخبر المنقول مباشرة من راو شاهد عاصر الحدث فدونه أو نقله مشافهة لغيره شريطة الرواية الصحيحة.وهذا الأمر نجده حاضرا في كتب التراجم التي دون فيها أصحابها أخبارا عن معاصريهم من العلماء والأعلام وما شاهدوه شخصيا أو نقلوه عن روايات أقرانهم.
المرتبة الثانية : المراجع ، تقصد بالمراجع ما رواه رواة ثقاة عرفوا بتوثيق أنساب الناس استنادا إلى وثائق وأخبار ووسائل أخرى شريطة ذكر مصادر الأخبار وعدم معارضتها لأدلة موثوق منها،مع الالتزام بالدقة والتوثيق العلمي.
المرتبة الثالثة: (المقابلة) يدخل في المقابلة ما يتناقله الناس من أخبار عمل سبقهم سواء كانت الأخبار شفهية أو مكتوبة بعد زمن الحدث المروي،نقلا عن شخص عاصر الحدث،وكلما بعد زمن الحدث المروي ضعف السند والثقة في صحة الرواية ما لم يرد الخبر متواترا مشهورا.
ومما لا شك فيه أن البحث في علم الأنساب شاق وشيق في نفس الوقت ، خاصة إذا تظافرت جهود الباحثين والعاشقين لهذا العلم الأصيل والمتطور باستمرار وهذا ما أدى إلى وجود جمعيات ومؤسسات متخصصة في هذا الميدان نكر منها :
- الكونفدرالية الدولية لعلم الأنساب والشعاريات
- الأكاديمية الدولية لعلم الأنساب
- في المغرب الفدرالية المغربية لعلم الأنساب وهي العضو العربي الاسلامي والافريقي ، العامل الوحيد في الكونفدرالية الدولية لعلم الأنساب.

عن مِؤلف : " علم الأنساب على مر العصور " للأستاذ محمد معزوزي عضو الكاديمية الدولية لعلم الأنساب والرئيس المؤسس للفيديرالية المغربية لعلم الأنساب.

 

 

التوقيع :
أدعو الله العلي العظيم أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم ويدخلني به وبما قدمت قبله وأقدم بعده إن شاء الله في زمرة الذين ينتفع بعملهم ، إنه سميع مجيب وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
رد مع اقتباس