بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وعلى من اهتدى بهديه وسلم تسليما إلى يوم الدين آمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أود في البداية أن أعتذر للعضو المحترم السيد صفوان عن تأخري في التجاوب مع رده كما نوه إلى ذلك الفاضل المحترم سيدي مصباح في تعليقه على الرد المذكور. ومرد ذلك أنني كنت في سفر ولم أتمكن من مراجعة بوابة منتدانا الطيب إلا بعد الرجوع منه. وبخصوص فحوى رد الأخ صفوان، فإنني أشكره جزيل الشكر على ما ضمنه من معلومات وعلى استعداده للتعاون معي بحثا عن ربط حلقات سلسلة نسب سيدي لحسن بن مخشون. وما زاد من سعادتي في هذه الخصوص، أن الأخ الكريم هو أول شخص، في إطار هذا المنتدى، يذكر أنه سمع بسيدي لحسن بن مخشون وبقصة نزوحه من بلدة أنوال المتواجدة بمنطقة تالسينت بالمملكة المغربية من أجداده. وأتمنى ألا يكون الأول والأخير وألا يكون من أحفاد الولي الصالح المذكور حرصا على المزيد من المصداقية وبعدا من " تهمة التحيز".
أخي صفوان، إن ما سمعته من أجدادك رحم الله الميتين منهم وكافة أموات المسلمين وبارك في من قد يكون منهم لا زال على قيد الحياة، قد سمعته كذلك من كبار السن من أحفاد سيدي لحسن المذكور ومن بعض الناس من غيرهم. وقد ذكرت الرواية الشفهية التي سمعتها شخصيا غير ما مرة ومن أكثر من شخص، والتي تناقلتها الألسن عبر العصور، أن سبب مغادرة سيدي لحسن لبلدة أنوال هو "سوء تفاهم" بينه وبين جده سيدي محمد بن أحمد الملقب بغراس الخيل، أدى بهذا الأخير إلى أن يقول له، كما تذكر الرواية والله أعلم، " جوج حنوش ما كيتلقاوش في جحر واحد" أو كما قال. وقد تغاضيت عن الدخول في التفاصيل التي أدت إلى سوء التفاهم هذا حبا في الاختصار واجتنابا لكل تأويل لأن الأمر يتعلق بـ" كرامات" ربما قد تتداخل فيها الحقيقة مع الخيال أوتداخل بين الشخصيات التي تدور حولها تلك الأحداث والكرامات، سيما بعدما اطلعت على ما كتب في هذا المنتدى أو غيره حول سبب تسمية سيدي محمد بن أحمد بــ " غراس الخيل".
باختصار نعود إلى أن سيدي لحسن حينما سمع كلام جده غادر أنوال إلى الشمال في اتجاه منطقتي أوطاط الحاج وميسور عابرا نهر ملوية ومتكبدا عناء الطريق الذي تتخلل الهضاب القاحلة والمرتفعات الوعرة الي تكسوها الثلوج لفترات طويلة من السنة لإلى أن استقر به المطاف في بلدة تمغيلت التابع حاليا لبلدية إيمزار مرموشة التابعة لإقليم بولمان والتي هي عبارة عن منبسط بين الهضاب والجبال الغالية بجوار جبلي بوناصر وبويبلان الشهيرين في المنطقة وفي المغرب واللذين يتجاوز ارتفاعهما عن سططح البحر 3 كيلومترات. فاستقر هناك وتزوج من قبيلة أيت أيوب ورزقه الله ذرية هناك تزوج على الأقل واحد منهم من هناك ( في حزتي وثيقة تأكذ ذلك) . كما تملك أرضا بعين المكان هو وأحد أبنائه ( لذي كذلك ما يثبت ذلك). ثم انتقل غربا نحو منطقة سكورة المتواجدة في الطريق إلى مدبنة صفرو وبالضبط في المكان المعروف بأمان إليلا أي ماء الدفلى تاركا تمغيلت في ظروف لا نعرف عنها شيئا ربما هربا من قسوة البرد بحثا عن الدفء لأسرته ولماشيته وطلبا للمراعي الخصبة التي تزخر بها تلك المنطقة التي يتواجد فيه ما يسمى بأزغار. وقد تملك هو وأحد أبنائه أراضي في منطقة أمان إليلا المذكورة بحسب وثيقتين توجدان عندي مؤرختين في عام 1124 هجرية، قبل أن يتراجع شرق إلى منطقة المرس حيث دفن في دوار أيت مخشون دون أن نعرف في أي سنة كان ذلك بالضبط. ولكن المرجح أنها بين سنة 1124 هجرية التي تم التوثيق فيا لأرض له بأمان إليلا وسنة 1148 هجرية تاريخ وثيقة أخرى تؤرخ لمصروفات صرفها إبنه البكرعلي على يتامى أخيه عبد الرحمن باعتباره، على ما يستنتج، أنه الواصي عليهم. مما يفيد أن أباه قد مات قبل تاريخ تلك الوثيقة التي لا زلت أحتفظ بها كذلك. ولو بقي على قيد الحياة لما كان لابنه أن يتولى الوصاية على أحفاده. والله علم.
أخي صفوان أكرر لك شكري العميق ولكل الإخوة الشرفاء إداريي وأعضاء هذه الديوان المنيف على التجاوب الكبير الذي ما فتئتم تعبرون عنه مع هذا الموضوع. وأرجو أن يستمر كل ذلك وأن نتمكن جميعا من تحقيق المبتغى.
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.