عرض مشاركة واحدة

  #4  
قديم 20-08-2010, 07:47 AM
حسين بن حيدر حسين بن حيدر غير متواجد حالياً
عضو
 




افتراضي رد: المباديء العشرة لعلم النسب

[frame="3 98"]

5/10 فضل علم النسب

على أي حال كان فهو علم نافعٌ ؛ وصنعة فاضلة ؛ وصاحبه فاضلٌ ، جَدِيْرٌ بِالحَفَاوَةِ وَالتَكْرِيْمِ . وهو أفضل العلوم التاريخية ، حتى كاد أن يستقل عن علم التاريخ ، وفَضُلَ لأجل حفظه لأنساب الناس حتى سار بالتاريخ على المهيعة الصحيحة الواضحة.
وهو علم يدعو إلى التَفَكُّرِ في أصلِ النشأةِ ، وإلى الاعتبار بالقرون الخالية لذا هو داعية سلام ؛ يهذب النفس ، ويصفي القلب من الغل والحقد والحسد متى صادف قريحةً جيدةً ، فيتصفُ العالم به بمحبة الشعوب والتودد للبشرية كافة ، إلا أن من ساءت نفسه فقد تصيبه إحدى آفات هذا العلم وهي :
1. إما أن يتتبع به معايب الناس ، ويجمع به المثالب ، وهذا النوع يقال في صاحبه : عَيَّابة ، نسابةٌ لا ذِمَّة له.
2. وإما أن يتحول الذي يعاني من عقدة النقص إلى الشعوبية ؛ نسبة إلى الشعب ، أو يدعى نسباً ليس له ، وهذا يقال له نسابة دعي كذاب. والشعوبي هو الذي يصدار حكماً مسبقاً على الشعوب نصرةً للشعب الذي هو منه ، ويقال له : نسابة شُعُوبي .
3. وإما أن يصاب صاحب النسب بالعُجْبِ فيؤديه ذلك إلى ترك التَّحَلِّي بالفضائل ، أو إلى ترك التخلي عن الرذائل ، أو إلى التحلي بالرذائل والتخلي عن الفضائل ، وهذا اللئيم الرذيل .
ولذا فإن العلم أي علم لا يبذل إلا لأهله ، الذين صفت نِيَّاتُهم ، وكانوا أهلاً لحمله ؛ ولبذله ؛ وامتهانه كمهنة ، ولا يتعلم أحدٌ علماً أيّ علم كان إلا بعد اختبار ورياضة للنفس .

















6/10 واضع علم النسب
أولاً: علم النسب من حيث أنه علم بروابط القرابة التي تكون بين فرد وفرد:
الواضع له إنما هي الشرائع ، حيث علَّم اللهُ آدم الأسماء كلها ، وبيَّن حقيقة تلك العلاقات التي للأقرباء ، وما يتعلق بها من أحكام ، وجعل لكل نوع ووصف من القرابة اسماً ، فسمَّى الوالدُ أباً ، والوالدةُ أمَّاً ، والصنو أخاً وأختاً ، والولد ابناً أو بنتاً ، وكذا كان الحال في الجَّدِ ، والجَدَّة ، والعَم ، والعمة ، والخال ، والخالة ، والحفدة .. بل حثت الشريعة على صلة تلك القرابات التي دعتها رحماً أيضاً ، فبينت طرائق وصلها وأوجه رعاية مصالحها. وكانت مسألة حِفظ النسب من مقاصد الشرائع ، ومن الضروريات الكليات الأمهات ، كما جعلت الشرائع لكل مسمى من الأقرباء حكماً في باب التركات ، وباب الأنكحة. وجعلت النسب أساس توزيع المواريث . وجاءت مسميات شتَّى في ألفاظ الشريعة للقرابة ، بعضها كان مجملاً محتاج للبيان، وهذه الألفاظ هي: الذُّرِّية ، والقربى ، والنسل ، والآل ، والأهل ، والعترة ، والعقب ، فكان ذلك تحريضاً للعقول كي تعمل .
وهذا كله نجده لدى أهل الشرائع المنزلة ، إذ نجد في العهد القديم تلك العناية البالغة بأنساب البشرية ، وأنساب الأنبياء ، وأنساب بني إسرائيل. وكان أحبار بني إسرائيل يشرحون تلك الأنساب ويُذَيِّلونها كلما استجدت بموازاة خط الزمان ، حتى أدرجت تلك الشروح والتذييلات في التوراة نفسها، فحُفظت بدخولها حرام كتاب الله على رغم ما ألحقت به من عَوَرٍ وعيب.
ثانياً: علم الأنساب من حيث أنه عِلمُ آلةٍ:
وهذا القسم من وَضْعِ الإنسان ، وضعه منذ أن أوجده الله ، أسوةً بغيره من العلوم الإنسانية التي وضعها الإنسان لما شعر بالحاجة إليها ؛ والحاجة أمُّ الاختراع ، فالحاجة والضرورة دعتا إلى وضعه. ذلك عندما احتاج الإنسان إلى تفهُّم مجتمعه ، واحتاج إلى معرفة الصلة التي بينه وبين مجتمعه كأفراد وجماعات ، بل وإلى معرفة أصله ونشأته وسر وجوده . كل ذلك كان بوازع الغريزة المُلِحّ ، فالإنسان مدني بالطبع ؛ محبٌ للاجتماع ؛ كَلِفٌ ببني جنسه ، فعلم النسب انعكاسٌ للمدنية ، ومرآةٌ للإنسانية ، وترجمانٌ لفلسفة العلاقات الاجتماعية ، يحُثُّه وَخْزُ الرَّحِمِ وتأنِيبُها من جهة ؛ ودغدغتها ولِذَّتها من جهة أخرى ، بل والمصلحة والمادة من جهة ثالثة.
وكان علم النسب قد بدأ بسيطاً نظراً لبساطة المجتمع الإنساني الأول. وحين كبر المجتمع الإنساني الأول ؛ وتعددت المجتمعات البشرية ، وبعدت الأنسابُ ؛ وشَعُثَ العِمْرانُ ؛ تبلورت حينئذ مفاهيم علم الأنساب ، فَقُنِّنَتْ له القوانين المُنَظِّمَة والمُلْزمِة ، وَسَنَّ له النسابون الضوابطَ والمصطلحاتِ والأساليب الفنية .
وكان الفضل الأكبر في الإسلام للنسابة محمد بن السائب الكلبي ت204ﻫ في تجديد هذا العلم لأهل الإسلام ، فكان إمام أهل النسب بلا منازع ، وصاحب أعظم وأثبت مدرسة في علم النسب في الإسلام ، وهو أول من قعَّد له القواعد في الإسلام ، وأصَّل له الأُصول ، وخطَّ له الخُطَطَ التي مشَى على رسمها كل مَن جاء بعده ، ولا يماري أحدٌ في أنهم كانوا عالةً عليه . ثم تتابع على ضبطه طوائف ثلاث:
1.العلماء بالشرعيات .
2.المؤرخون والأخباريون .
3.الأدباء والشعراء.
وقلَّما تجتمع هذه الأوصافُ في أحَدٍ من المشتغلين بالأنساب.
وكان من الضرورات التي دعت إلى سن الضوابط والقوانين وإلى حفظ النسب والتأليف فيه ؛ اختلاف الأديان والمذاهب ، والألوان ، واللغات ، فكل أحد أراد أن يذُبَّ عن حوضه ، ويحمي بيضته ، وكلٌ أراد أن يُشْخِصَ نفسه ، وأن يثبت وجوده ، ويفرض إرادته ، وهو ما يعَبَّر عنه بصراعِ الأيدلوجيات وصراع الحضارات .












7/10 اسم علم النسب
هو علم النسب ، أو علم الأنساب جينالوجيا Genealogy .
وبعض فلاسفة العلوم لا يجعلونه من العلوم وإنما يعدونه فناً من الفنون ، بل يعدونه قسماً من أقسام التاريخ إما علماً وإما فَنَّاً .
ويقال لمن يمتهنه : ناسِبٌ، ونَسَّابٌّ ، ونَسَّابةٌ ، والنسابة لا تقال لأي عالم به ، وإنما للبَلِيغ بعلمِ الأنساب ، والهاء فيه للمبالغة ؛ للاحترام والتعظيم ، ويقال لمن جمع معه الأخبار والقصص والتاريخ : أخباريَّ . أما القصَّاص فتقال لمن يَقُصُّ الأخبار والوقائع ثم يخلطها بالأساطير والأكاذيب والخرافات ، ولذلك فإنَّ قصص القرآن العظيم هي أحسن القصص لأنها لا تشتمل على الأساطير والخرافات ؛ ولأن الله تعالى يختار من القصص ما تحصل به العبرة والموعظة والفائدة .

[/frame]

 

 

رد مع اقتباس