بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثبت فى الصحيحين أن رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم قال :
( والله لا يؤمن . والله لا يؤمن . والله لا يؤمن .
قيل : من يارسول الله ؟
قال : من لا يأمن جاره بوائقه ) أى غوائله وشروره
وسئل رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم من أعظم الذنب عند الله
فذكر ثلاث خلال : ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك , وأن تقتل ولدك خشية أن
يطعم معك , وأن تزنى بحليلة جارك )
وفى الحديث ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره )
والجيران ثلاثة : جار مسلم قريب , له حق الجوار وحق الاسلام وحق القرابة .
وجار مسلم له حق الجوار وحق الاسلام .
والجار الكافر , له حق الجوار .
وكان بن عمر رضى الله عنهما له جار يهودى فكان اذا ذبح الشاة يقول :
احملوا الى جارنا اليهودى منها .
وروى أن الجار الفقير يتعلق بالجار الغنى يوم القيامة ويقول :
يارب سل هذا لم منعنى معروفه وأغلق عنى بابه .
وينبغى للجار أن يحمل أذى الجار .فهو من جملة الاحسان اليه .
جاء رجل الى النبى صل الله عليه وعلى اله وسلم فقال :
يارسول الله دلنى على عمل اذا قمت به دخلت الجنة , فقال :
( كن محسنا ) , فقال : يارسول الله كيف أعلم أنى محسن ؟
قال : ( سل جيرانك فان قالوا أنك محسن فأنت محسن , وان قالوا
أنك مسىء فأنت مسىء ) ذكره البيهقى من رواية أبى هريرة .
وفى سنن أبى داود من رواية أبى هريرة رضى الله عنه قال :
جاء رجل الى رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم يشكوه جاره
فقال له : ( اذهب فاصبر ) فأتاه مرتين أو ثلاثا ثم قال :
( اذهب فاطرح متاعك على الطريق ) ففعل , فجعل الناس يمرون به
ويسألونه عن حاله فيخبرهم خبره مع جاره , فجعلوا يلعنون جاره
ويقولون : فعل الله به وفعل ويدعون عليه , فجاء جاره وقال :
يا أخى ارجع الى منزلك فلن ترى ماتكره أبدا .
وروى عن سهل بن عبد الله التسترى رحمه الله أنه كان له جار ذمى
وكان قد انبثق من كنيفه الى بيت فى دار سهل بثق .
فكان يضع كل يوم الجفنة تحت ذلك البثق فيجتمع ما يسقط فيه من
كنيف المجوسى ويطرحه بالليل حيث لا يراه أحد , فمكث رحمه الله
على هذا الحال زمانا طويلا الى أن حضرت سهلا الوفاة .
فاستدعى جاره المجوسى وقال له : أدخل ذلك البيت وانظر ما فيه
فدخل فرأى ذلك البثق والقذر يسقط منه فى الجفنة , فقال :
ما هذا الذى أرى ؟ قال سهل : هذا منذ زمان طويل يسقط من دارك
الى هذا البيت وأنا أتلقاه بالنهار وألقيه بالليل , ولولا أنه حضرنى أجلى
وأنا أخاف أن لا تتسع أخلاقى غيرى لذلك والا لم أخبرك فافعل ما ترى .
فقال المجوسى : أيها الشيخ أنت تعاملنى بهذه المعاملة منذ زمان
طويل وأنا مقيم على كفرى ؟ مد يدك فأنا أشهد أن لا اله الا الله
وأن محمد رسول الله , ثم مات سهل رحمه الله ...
فنسأل الله أن يهدينا واياكم لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال ,
وأن يحسن عاقبتنا انه جواد كريم رؤوف رحيم
وأحسن الله حسن اطلاعكم