إن كثيرا من الأشياء التي نتفنن في التعيبر عنها نجد الصبيان الصغار محجوبين عن إدراكها و فهمها ، و لأجل تقريبها إليهم نستعمل بعض الألفاظ السهلة التي ربما تصورها لهم ، و بالرغم من ذلك تبقى من قبيل المجمل المبهم نوعا ما لديهم ، فنسمي لهم الخبز بقولنا بب و اللحم بقولنا شش و هكذا و ما حالنا مع عالم الغيب و الشهادة إلا كحال الصبيان مع حالنا ، و كذلك الحال بالنسبة لمن فقد حاسة من حواس الإدراك ، نستعمل معه ما يليق به لنوصل له ما حجب عنه لفقد حاسته و إن كان ذلك الشيء الذي لا يدركه بكحاسة البصر مثلا أو غيرها مجملا و مبهما نوعا ما ، فإياك و عقلك في أمور الغيب .