[size="5"]
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 206
--------------------------------------------------------------------------------
قالت للسيدة نرجس: " فان الله سيهب لك في هذه الليلة غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة وهو فرج المؤمنين... "(1).
وفي كتاب (التنزيل والتحريف) لاحمد بن محمد السياري مروي، أنه قال في الآية الشريفة: { إذا جاء... الخ } يعني بالفتح القائم عليه السلام(2).
وذكر في تفسير علي بن ابراهيم في تفسير الآية المباركة: { نصر من الله }(3)، قال: " يعني في الدنيا بفتح القائم عليه السلام "(4).
العاشر بعد المائة: " الفقيه ".
روى الشيخ الطوسي في التهذيب في باب (حد حرم الحسين عليه السلام) عن محمد بن عبد الله الحميري أنه قال: " كتبت إلى الفقيه عليه السلام اسأله هل يجوز أن يُسبِح الرجل بطين قبر الحسين عليه السلام، وهل فيه فضل؟
فأجاب، وقرأت التوقيع، ومنه نسخت:
سبح به فما من شيء من التسبيح افضل منه ومن فضله، أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح "(5).
وروي عنه ايضاً، قال: " كتبت إلى الفقيه عليه السلام اسأله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره هل يجوز ذلك، أم لا؟
فاجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت: يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه
____________
1- بحار الانوار: ج 51، ص 25 إلى 26.
2- لعدم حصولنا على نسخة من هذا الكتاب ترجمناها من الاصل، ولمزيد الاطلاع عن الكتاب راجع الذريعة: ج 4، ص 454 و ج 17، ص 52.
3- الصف: الآية 13.
4- تفسير القمي: ج 2، ص 366.
5- تهذيب الاحكام: ج 6، ص 75 ـ 76.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 207
--------------------------------------------------------------------------------
أن شاء الله "(1).
والمراد بالفقيه هنا، أنه هو عليه السلام قطعاً.
الحادي عشر بعد المائة: " فيذموا ".
روى الشيخ الاقدم احمد بن محمد بن عياش في (مقتضب الاثر) عن جابر بن يزيد الجعفي أنه قال(2):
" سمعت سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يحدث ابا جعفر محمد بن على عليه السلام بمكة قال: سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ان الله عزوجل اوحى اليّ ليلة اسري بي: يا محمد من خلّفت في الأرض على اُمتك؟ ـ وهو اعلم بذلك ـ قلت: يا رب أخي، قال: يا محمد عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد انّي اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها، فلا اُذكر حتى تذكر معي، انا المحمود وأنت محمد، ثم اطّلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيّك، فأنت سيد الانبياء وعلي سيد الأوصياء، ثمّ اشتققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد اني خلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والائمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان من المقربين، ومن جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو انّ عبداً من عبادي عبدني حتى ينقطع ثمّ لقيني جاحداً لولايتهم ادخلته ناري.
ثمّ قال: يا محمد اتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم قال: تقدم امامك، فتقدمت
____________
1- التهذيب: ج 6، ص 76.
2- في الترجمة سقط في عدّة مواضع من جملتها في السند لاختلاف نسخته رحمه الله ولذلك رجعنا إلى نسخة البحار لانها اتم.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 208
--------------------------------------------------------------------------------
امامي واذا علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلى بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم كأنه كوكب درّي في وسطهم، فقلت: يا ربّ من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الائمة وهذا القائم، يحل حلالي ويحرّم حرامي وينتقم من اعدائي، يا محمد أحببه فانّي احبه واُحب من يحبّه.
قال جابر: فلمّا انصرف سالم من الكعبة تبعته فقلت: يا أبا عمر اُنشدك الله هل أخبرك احد غير ابيك بهذه الاسماء؟ قال: اللهم امّا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فلا، ولكني كنت مع أبي عند كعب الاحبار فسمعته يقول: انّ الائمة من هذه الاُمة بعد نبيّها على عدد نقباء بني اسرائيل، وأقبل عليّ بن أبي طالب فقال كعب: هذا المقفّي اولهم وأحد عشر من ولده، وسمّاه(1) كعب بأسمائهم في التوراة " تقوبيت(2)قيذوا(3) دبيرا مفسورا مسموعا(4) دوموه مثبو هذار يثمو(5) بطور نوقس(6)قيدموا(7) ".
قال أبو عامر هشام الدستواني: لقيت يهودياً بالحيرة(8) يقال له: "عثوا(9) ابن اُوسوا" وكان حبر اليهود وعالمهم، وسألته عن هذه الاسماء وتلوتها عليه، فقال لي: من أين عرفت هذه النعوت؟ قلت: هي اسماء، قال: ليست اسماء لو كانت اسماء
____________
1- الأصح (وسماهم).
2- في الترجمة (نقرثيب) (تقوثيب).
3- في الترجمة (قذوا).
4- في الترجمة (مسموعاه).
5- في الترجمة (يثيموا) (شيموا.ل).
6- في الترجمة (نرقس).
7- في الترجمة (فيذموا).
8- في الترجمة زيادة (وهي قرب كربلاء).
9- في الترجمة زيادة (عتوا).
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 209
--------------------------------------------------------------------------------
لتطرزت في تواطي الأسماء، ولكنّها نعوت لأقوام، وأوصاف بالعبرانية صحيحة، نجدها عندنا في التوراة، ولو سألت عنها غيري لعمي عن معرفتها أو تعامى ; قلت: ولم ذلك؟ قال: اما العمى فللجهل بها، وامّا التعامي لئلا تكون على دينه ظهيراً وبه خبيراً، وانّما أقررت لك بهذه النعوت لاني رجل من ولد هارون ابن عمران مؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلّم، اسر ذلك عن بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم الاسلام، ولن اُظهره بعدك لأحد حتى أموت، قلت: ولم ذاك؟ قال: لانّي أجد في كتب آبائي الماضين من ولد هارون الّا نؤمن بهذا النبي الذي اسمه محمد ظاهراً ونؤمن به باطناً حتى يظهر المهدي القائم من ولده، فمن أدركه منّا فليؤمن به، وبه نعت الأخير من الأسماء، قلت: وبما نعت؟ قال: نعت بأنّه يظهر على الدين كلّه، ويخرج إليه المسيح فيدين به ويكون له صاحباً.
قلت: فانعت لي النعوت لأعلم علمها ; قال: نعم فعه(1) عنّي وصنه الاّ عن اهله وموضعه إن شاء الله، امّا " تقوبيت "(2) فهو اوّل الاوصياء ووصي آخر الأنبياء، وامّا " قيذوا "(3) فهو ثاني الأوصياء واول العترة الأصفياء، وأما " دبيرا "(4) فهو ثاني العترة وسيد الشهداء، وأما " مسفورا " فهو سيد من عبد الله من عباده، واما " مسموعا "(5) فهو وارث علم الأولين والآخرين، واما " دوموه "(6) فهو المدرة الناطق عن الله الصادق، وامّا " مثبو " فهو خير المسجونين في سجن الظالمين، واما
____________
1- وهو امر (وعى ـ يعي، ع) والفاء تفريعية والهاء ضمير يعود على مستتر تقديره (فِع هذه الكلام) ونحوه.
2- في الترجمة (نقرثيب).
3- في الترجمة (قيذو).
4- في الترجمة (ببرا).
5- في الترجمة (مسموعاه).
6- هناك تقديم وتأخير في الترجمة.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 210
--------------------------------------------------------------------------------
" هذار " فهو المنخوع بحقه النازح الاوطان الممنوع، وامّا " يثمو "(1) فهو القصير العمر الطويل الأثر، وامّا " بطور " فهو رابع اسمه(2) وامّا " نوقس " فهو سمي عمّه، وامّا " قيدموا "(3) فهو المفقود من أبيه وامّه الغائب بأمر الله وعلمه والقادم بحكمه"(4).
وقال الشيخ النعماني في غيبته:
" أقرأني عبد الحليم(5) بن الحسين(6) السمري رحمه الله ; ما أملاه عليه رجل من اليهود بأرّجان يقال له الحسين(7) بن سليمان من علماء اليهود بها، من اسماء الائمة عليهم السلام بالعبرانية، وعدّتهم، وقد اثبته على لفظه.
وكان فيما قرأه انّه يبعث من ولد اسماعيل(8)، في التوراة (اشموعيل)، يسمّى
____________
1- في الترجمة (يثيموا).
2- في الترجمة زيادة (يعني علي عليه السلام).
3- في الترجمة (فيذموا).
اقول وقد تكرر في مواضع كثيرة من الكتب والمصادر القديمة الاشتباه بالاسماء لانها كتبت بلغة لم يعرفها المؤلفون فضلا عن النساخ ومن الطبيعي وقوع الخطأ والتحريف والاشتباه. ونحن لا نطمئن بكثير من المنقولات من هذه الالفاظ لاحتمال وقوع الخطأ فيها ولذلك نأمل من الذين يعرفون تلك اللغات ان يصححوها طبق ضوابط اللغة.
وقد نبهنا على هذه النقطة لئلا يقول عارف بتلك اللغات ان هذه الاسماء لا توجد في تلك الكتب ـ على فرض خطأ تلك الالفاظ ـ فان الجواب حينئذ يكون الخطأ من النساخ لا من الحبر اليهودي.
فضلا عن ذلك فان ما في ايدي اليهود والنصارى من الكتب السماوية محرفة يقيناً وقد اسقطوا كل شيء ضدهم ويؤيد رسالة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلّم كما شهدت بذلك بعض اناجليهم المطبوعة تحت عنوان (انجيل برنابا).
ومن اليقين ايضاً ان عند كبار احبارهم كتب الاسرار قد اخفوها عن غيرهم.
4- بحار الانوار: ج 36، ص 222 ـ 224.
5- في الترجمة (عبد الحكيم).
6- في الترجمة (الحسن).
7- في الترجمة (الحسن).
8- في الترجمة زيادة: (واسم اسماعيل في التوراة... الخ).