اميرالمؤمنين عليّ بن ابي طالب عليه السلام
في رثاءه الزهراء عليها السلام
قال في رثائها
مالي وقفت على القبور مسلماً
قبر الحبيب فلم يرد جوابى
احبيب: ما لك لا ترد جوابنا
انسيتبعدي خلة الاحباب
قال الحبيب: و كيف لي بجوابكم
و انا رهين جنادل و تراب
اكل التراب محاسني فنسيتكم
و حجبت عن اهلي و عن اترابي
فعليكم منّي السّلام تقطّعت
عنّي و عنكم خلة الاحباب
و قال في رثائها عليهما السلام
الا هل الى طول الحياة سبيل
فاني و هذا الموت ليس يحول
و اني و ان اصبحتبالاموت موقناً
فلي امل من دون ذاك طويل
و للدهر الوان تروح و تغتدي
و ان نفوسا بينهن تسيل
و منزل حق لا معرج دونه
لكل امرء منها اليه سبيل
قطعتبايام التعزز ذكره
و كل عزيز ما هناك ذليل
ارى علل الدنيا علي كثيره
و صاحبها حتى الممات عليل
و اني لمشتاق الى من احبّه
فهل لي الى من قد هويتسبيل
و اني و ان شطتبي الدار نازحا
و قد مات قبلي بالفراق جميل
فقد قال في الامثال في البنين قائل
اضر به يوم الفراق رحيل
لكل اجتماع من خليلين فرقة
وكل الذي دون الفراق قليل
و انّ افتقادي فاطما بعد احمد
دليل على ان لا يدوم خليل
و كيف هناك العيش من بعد فقدهم
لعمرك شى ما اليه سبيل
سيعرض عن ذكرى و تنسى مودتى
و يظهر بعدى للخليل عديل
و ليس خليلى بالملول و لا الذي
اذا غبتيرضيه سواى بديل
و لكن خليلي من يدوم وصاله
و يحفظ سرى قلبه و دخيل
اذا انقطعتيوما من العيش مدتي
فان بكاء الباكيات قليل
يريد الفتى ان لا يموت حبيبه
و ليس الى ما يبتغيه سبيل
و ليس جليلا رزء مال و فقده
و لكن رزء الاكرمين جليل
لذلك جنبى لا يؤاتيه مضجع
و فى القلب من حر الفراق غليل