[frame="10 98"]صفحة(62):-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...أفريقيا كما ذكرنا خاف على نفسه الرشيد بن محمد المهدي ودخله خوف عظيم لما يعلم من كماله وجلالته ومهابته وحب الناس إليه ومكانته في القلوب كونه من أهل البيت النبوي وقدم الناس إليه من سائر البلدان واستقام ملكه وأمره وفتوحاته وتقوية سلطانه ومحبة الخلق له خاف منه هرون الرشيد وأراد أن يوجه جيشا فاستشار أهل مملكته ووزيره يحيى بن خالد بن برمك وما يكون الرأي فيه فقال له يحيى بن خالد يصعب ويشق على الجيش الوصول لبعد المسافة وينال الغرض بغير هذا فالذي يكون الرأي يا أمير المؤمنين أن تبعث إليه برجل ذو حزم ومكر ولسان يقتله وتستريح منه . فقال من يكون الرجل فقال له سليمان بن جرير هو من أهل الشجاعة والحزم والفتك واللسان فاتفق رأيهما على ذاك فلم يجد أمكر من سليمان بن جرير الزيدي فوعده على ذلك الرفعة والمنزلة العالية وأعطاه أموالا جليلة وتحفا وقال له أسرع وقيل إنما كان الماكر رجل اسمه الشماخ والأول أصح وجد في المسير حتى وصل وقدم على الإمام إدريس لمدينة وليلة ومولاه راشد لا يفارقه فسلم عليه وسأله الإمام إدريس عن اسمه ونسبه ومن أين بلاد قدم وما سبب قدومه إلى المغرب فقال له سليمان بن جرير أنا من مواليك أهل البيت واتصل في خبرك فأتيتك برسم خدمتك لأجل محبتنا وولايتنا لأهل البيت لا نعدل بهم أحدا ولا نقيس بهم سواهم فأنس به إدريس وقربه منه وركن إليه فكان لا يأكل إلا معه وهو يرتقب فيه الفرصة وكان فصيح اللسان كثير البيان ماهر في الخدائع والبهتان وبقي يرتقب فيه الفرصة حتى غاب راشد....
.................................................. .......يتبع صفحة(63)......
[/frame]